أميمة عبد العزيز زاهد
نعلم بأن هناك بعض القنوات الفضائية التي تمارس الشعوذة، وتبث من خلال برامجها الخرافات والتخلف، وسمعنا جميعاً عن اللعبة الخطيرة التي تدعى ويجا، والتي يمارسها الأطفال والشباب وغيرها من الألعاب العنيفة والمبتذلة دون وعي منهم، والتي يظن البعض أنها ترفيه، ولكنها في الحقيقة نوع من أنواع السحر، والمرعب أنها تباع في محلات ألعاب الأطفال، ويلعب بها أبناؤنا دون وعي منهم لعواقبها المخيفة، وما قد يصاحبها من أعراض غريبة وتخيلات وكوابيس وأضرار قد تنتهي في بعض الأحيان لأمراض نفسية مستعصية لا يمكن الشفاء منها، ومع الأسف انتشرت في الآونة الأخيرة مواقع خطيرة وعديدة على النت تعلم السحر، واجتاحت حتى مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب.
كيف بلغ الاستهتار مداه، وكيف انتشرت مثل هذه المواقع والتي تشيع في الأرض الفساد، وتجذب إليها خفاف وصغار العقول لعالم مجهول وغامض؟ ففي كل خطوة يخطونها تجاه هذه الممارسات تزيدهم تمسكاً وتعصباً لأوهام وخرافات يضمها عالم المشعوذين والدجالين؛ فيعيش البعض مع هذه المواقع لتعلمهم كيفيه التعامل مع الجان السفلي والسحر الأسود، وينساقون خلف أوهام قوة خارقة تسيطر عليهم لمعرفة المستقبل، والعياذ بالله، بجانب تجارب مرعبة ومريبة، والبداية دائماً تكون مجرد فضول؛ لمعرفة ما وراء العالم الغريب؛ خاصة وأن هذه المواقع لا تقدم بصورة مباشرة؛ بل على هيئة ألعاب وتسالٍ يستمتع بها ثم يجربها مع أصدقائه، ولكنها مجرد طعم وخدعة من بعض المحترفين لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الشباب بأية وسيلة كانت لهذه المواقع المدمرة، والتحايل على عقولهم من خلال الإعلان برسالة بريدية بأنه قد تم اختياره من ضمن ملايين ليكون له قرين من الجان على الإنترنت، يعرف كل شيء عنه ويجيبه عن كل استفساراته وأسئلته في الماضي والحاضر والمستقبل، ولفك غموض الرسالة المثيرة عليه أن يدخل الموقع ويسجل اسمه حتى يبدأ بأكثر الألعاب إثارة، لعبة القرين الإليكتروني، وبالتأكيد سيدفعه فضوله للدخول من أجل التسلية، ولكنه سيجد تعليمات مكتوبة في مقدمة الموقع يجب عليه أن يتبعها لبدء اللعبة، ويطلب منه مع الأسف القيام بأمور غريبة ومحرمة حتى يكون عضواً فعالاً يمتلك قوة خارقة، ويدرك لحظتها أنه أمام كيان جديد مريب لنشر الفزع بين الشباب الذي يعاني من الفراغ، وقبلها قلة الوازع الديني، ويتخذ من هذه المواقع مكاناً للتسلية، وأن الموقع لم يكن مجرد موقع للترفيه، ولكنه عبارة عن مصيدة سوداء، من يقع فيها لا يخرج منها إلا بفقدان عقله.
إنها رسالة تحذير لكل الآباء والأمهات والشباب والفتيات. ولكل من يهمه الأمر احذروا تلك القنوات وتلك الألعاب حتى لا يقع أبناؤكم فريسة سهلة للشيطان يتحكم بعقولهم، أرجوكم أفيقوا يا أصحاب العقول وحاربوا هذه الظواهر واحترسوا واحذروا، إنها حرب خفية أخطر وأكبر مما نراه، ولكننا نستطيع محاربتها بإذن الله بقوة إيماننا وبتحمل مسؤولية الأمانة التي في أعناقنا، وأن نربي أبناءنا على التعلق بالله، سبحانه وتعالى، وأن تبذل الجهات المعنية كل جهودها وفكرها في بناء الإنسان.