• ×

قائمة

Rss قاريء

جندي على الحُدود

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
فاطمة علي . المنطقة الشرقية
image

لِأبي أولًا ، ولِجميعِ حُرٌاس الوطنِ ثانيًا ، لِتلك العيونُ الساهِرة ، ولِذلِك الجسدُ المنهك ، لتلك العقول المُشتتة التي لاتعرِفُ ليلنا من نهارِنا طالما أصبحَ السهرُ وأمسى رفيقُها الأول ، لذلك الوجه الذي يعلو تقاسيمِه الوجع ، لِمن فارق أهله ، لِذاك الأبِ الحنون الذي تركَ أطفالهِ وزوجته أيامًا ورُبما أسابيع وشهور ، لذلك الشاب الذي فارقَ أمه والدموعُ تسيل من محاجر عينيها .

" جندي الحدود " كلمتين جُندي المضاف والحدودُ مضافٌ إليه هذا في تركيبها اللغوي .
جندي الحدود تركيبٌ لم يفهمُ معناه مواطِنٌ يتناولُ عشاءِه ويستلقي على سريرهِ وينامُ قرير العين في كل مساء ، يستيقضُ في الصباح ليرتدي زيّهُ الرسمي ليذهب إلى الجامعة أو المدرسة أو ربما لِكسب لقمةِ العيش .

بينما ذلك الجندي الذي ضحّى بكلَّ غالٍ ونفيس ، بنفسهِ أولًا وبأهلهِ وبراحته ، ربما حتى وجبة الطعام لايستطيعُ تناولها والتي هي لاتتجاوزُ العشرِ دقائق هذا وإن لم يكن نِصفُها .

أن تسهرَ من أجل أمنِ وطن ، من أجل راحةِ شعبٍ بأكمله ، من أجل شبابٍ يافع هو عِمادٌ لِهذهِ الأمة ، من أجل براءةِ طفلٍ هو مستقبلُ هذهِ الأمة ، من أجل شيخٍ كبير يبعثُ الطمأنينةُ في قلوبِنا ، من أجل المعلم الفاضل والمهندس والطبيب والمُربّي ، من أجلِ الطالب والطالبة .

حينما تُعطى ميزانٍ ذو كفتين ، المجتمعُ هنا في كفه والأمن وراحتُك في كفةٍ أخرى ، ووضيفتُك هو موازنةِ الكفتين ، الأمرُ في غايةِ الصعوبة ، إذا تزعزع أمنُ هذا الوطن ، تبخّر مجتمعٌ بأكمله وكأنهُ لم يكن .

أيا تقيًّا ، أيا مُخلصًا لوطنك ، أيا شُجاعًا ، أيا مُضحيًا ، لمن حَملَ السلاحُ بيمينه ، لمن ترك أهلهُ قلِقًا ومُرددًا
"أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه"
أي كلمةِ شُكرٍ أي كلمةِ فخرٍ واعتزاز تفي بحقكم سِوى أجركم عند رب العباد .

بكلَّ فخرٍ كتبتُ رسالتي هذه

" جندي على الحُدود "

بواسطة : فاطمة علي . المنطقة الشرقية
 0  0  495

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات