الأستاذة كوزيت الخوتانى
نعيش هذه الأيام أيام عام هجري جديد ووداع عام آخر، عام من أعماركم قد تصرّمت أيامه وقوّضت خيامه، غابت شمسه واضمحلّ هلاله، عام حوَى بين جنبيه حكمًا وعبرًا وأحداثًا وعظات، فلا إله إلا الله!
كم شقيَ فيه من أناس، وكم سعد فيه من آخرين، لا إله إلا الله! كم من طفل قد تيتّم، وكم من امرأة قد ترمّلت، وكم من متأهّل قد تأيَّم، مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب توارَى، أهل بيت يشيعون ميّتهم، وآخرون يزفّون عروسهم، لا إله إلا الله!
دار تفرح بمولود، وأخرى تعزَّى بمفقود، آلام تنقلب أفراحًا، وأفراح تنقلب أتراحًا، أيام تمرّ على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمرّ على أصحابها كالأيام.
مضت بنا الأيـام موكب عزمنـا
متوقـف و عــدونـا يتقـــدم
عرب وأجْمـل ما لديـكم أنكم
سلمتمـونا أمركـم وغفلتمـو
ذهب عامنا شاهدًا علينا أو عليكم، فهيئوا زادًا كافيا، وأعدوا جوابا شافيا، واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات قبل أن يفاجئكم هادم اللذات.
رب إن عظمت ذنـوبي كثرة
فقد علمت بأن عفـوك أعظـم
أدعوك ربي كمـا أمرتَ تضرّعـا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليـك وسيلـة إلا الرجـا
وجميـل عفـوك ثم أنِي مسلم
وأخيرًا:كُن في عامك الجديد زارعًا للخير، تغرس بكلماتك الفضائل، وتنثر العطرَ بأفعالك، دعوةُ الله تختلج في نفسك، فإذا علا منارُها ، وارتفع لواؤها خفق قلبُكَ فرحًا، وتهادت نفسُكَ سرورًا، وإذا أصابتها العواصفُ والأدواء ! دمعت عينُكَ وتكدّرت نفسُكَ ، وضاقت عليك الدنيا بأكملها.
اللهم إنا نسألك فَواتِحَ الخيرِ ، وخواتِمَه، وجوامِعَه ، وأولَه وآخرَه، وظاهِرَه وباطِنَه، اللهم أنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بك.