رهام مدخلي . جازان

تمر السنين و ينتهي عام بكل لحظاته وتبدأ أرواحنا تتوق للقاء عام جديد بأفراحه وأحزانه نحن لا نعلم هل سنعيشه كاملاً بجُلّ تفاصيله أم أننا سنرحل بغتة دون أن نستمتع ولو باليسير من اللحظات...!
بالمناسبة السنين لا تتغير الأرقام فقط تتغير
وكل التغيير يكمن في ذواتنا نحن ولو استرجعنا شريط ذكريات عامنا الماضي وإهتماماتنا وأصدقائنا وعلاقتنا والكثير الكثير في ذلك الوقت لوجدنا أن نفوسنا هي التي تغيرت ونفوس الآخرين وعلى كل حال لا يُهم مافقدناه فلو علم الله أن في بقائه خير لنا لما تركه يرحل بين يوم وليلة ولكن تظل بعض الأرواح تجهل تلك الحكمة الإلهية وتعيش في داومة الماضي تنوح على الذكريات يمزقها الحنين وتجتاحها عواصف المحبين...!
وهناك زمرةٌ ما زالت من بحر الحقد تنهل تتذكر كلوماً وتزيد إحنة وسعاية في عامها الجديد وتبقى السنين رهينة لخزعبلاتها وتتمنى لو يُتاح لها النطق فتهمس: دعيني أعيش لهُنيهة لذة التسامح وأطلقي سراح قيود العطاء...!
آما النوع الآخر فيظل بكل جديد يتفاخر وينسى من هو في الآخر هو طينٌ فحسب ولو خرج بين رذاذ المطر لأدرك حينها كيف أن الطين بسرعة يلين وعلى أصله يبين ....!
والرابح من بين هذه الأصناف من يعيش بجبروت الإرادة وما تزيده السنين إلا حماسة وأملاً في تحقيق المزيد من الإنجازات يستمتع بجميع اللحظات السعيدة والحزينة فهو يعيشها كسمفونية ويتأقلم مع تفاصيلها فهنيئاً للسنين به...!
أتمنى لكم سنه جديدة مليئة بالحب والعطاء والتسامح.