أروى الزهراني . جدة
وَ عبثاً حين نتأمل ذواتنا ، نجد أن الجسد هنا ،
و الروح هناك ،
العينُ هنا بينما الفِكرُ هناك ،
النشوة هناك وَ العبوس و الملل هنا ،
مما لا شك فيه أن لكل إنسان قدره ،
و لكل روح نصيفها ،
و لكل جسد نصيبه و شريكه ،
لكن وبالرغم من هذه القِسمة الغير محددة الرؤية
و التي قد يجدها البعض عادلة و الآخر يشعر بالسخط تجاهها ،
كُلٌ يتحدد رأيه حسب الحالة الشعورية و التي تتحكم في كل حياته
وَ آرائه وَ حتى قناعاته ،
لذا هذا التوزيع بالنسبة للبعض قدر وَ مصير محتوم ينبغي التعايش فيه و معه ،
وللبعض الآخر نصيب للجسد يعيش فيه اثنان بناءً على احكام معينة و ضوابط ، و لا علاقة للروح والفكر و العاطفة في ذلك أبداً ،
لها مطلق الحرية في أن تهجر مكان الجسد و تتعدى المسافات و ترافق آخر خيالاً وشعوراً و أمنية ،
لا تستقيم الحياة إلا اعوجاجاً ، و كل اعوجاجها منا نحن الغير راضين بالنصيب المقدر لنا ،
معضلة الحياة أولئك الحالمين ،
والذين تكبح جماح حالميتهم قيود الحياة و قسوة المكان ،
و ضيق الأفق ، بينما لا يعترف هؤلاء بهذا كله ، تحرروا منه بعاطفة ،
و حلّق بعضهم مع بعضهم رغماً عن عطب الأجنحة ،
رغم أنهم قابعين في الوهم و الخيال و دونما اكتراث أو شكوى ،
لا يمكن فهم الحياة ، لأنها ليست منطقية ،
و لا يمكن الشعور تجاهها بشعور واحد لا يتبدل لأنها متقلبة ،
عادلة أحياناً و أحياناً كثيرة ظالمة ،
بعد التأمل في حال الأجساد ؛
نجدها منشطرة ، أرواحها بعيدة ، تمارس دوراً ما لأجل التعايش فحسب ، آخرون لهم من الحظ أن أرواحهم لم تفارقهم ولكنها أقدارهم عكس المطلوب المرغوب ،
تضعنا الحياة في الإتجاه المعاكس مع من نريد ، ولربما في هذا الخير كله ،
لكن النفس العاطفية لا تفهم هذا ولا تريد أن تفهمه ،
يقول المستشار في العلاقات الأستاذ خليفة المحرزي :
" أن الحب لا يدوم بعد الزواج إلا لأربعة أشهر ثم يختفي لتبقى المودة و الإحترام "
و يقول أنطون تشيخوف : " أنه بعد الزواج ينتهي الفضول "
وعلى أساسه ينتهي الشغف و اللهفة و الرغبة الحية الدائمة في الحب دون زواج ،
ما أريد أن أشرحه هنا بغض النظر عن الزواج ،
فكرة [ تلاشي الشعورْ و الإنجذاب فور القرب المباشر ]
و أن الممنوع البعيد المحظور المجهول دائما ترغب فيه النفس البشرية
بكل لهفة متجددة و ولع حيّ لا يموت و حب و شغف لطالما بقي بعيداً وممنوعاً ،
وهذا أحد أشكال جنون الحياة و عبثها فينا ،
إن الشعور الذي نحسه يحتاج لإعادة تكراره في عقولنا رغماً عنا
حتى لا تتولد فينا طاقة سلبية تجاه الشريك الذي اختاره القدر نصيب أجسادنا ، و حتى لا تعيش أرواحنا بعيدة عنا طويلاً فلا نحن الذين سعدنا هنا ولا نحن الذين رحلنا هناك .
كل شخص يُشبه شخص ، نحن الذين نعطيه عن الآخر تفضيل ،
و نرفعه درجة بشعورنا و ليس بأفعاله أحياناً ،
لا نختلف كثيراً عن بعضنا ، إلاّ أن لكل أحد فينا صفة وجدت نصفها في آخر فآنس بقربها وَ اختارها ،
المشكلة كلها فينا نحن ،
نرفض أن نُفلسف الحياة وفق ما تصب فيه راحتنا ،
نتوقف تماماً في منتصف التهلكة ، نعيشها بكل حب ، نختارها كقدر ليس مُقدّر لنا ، نعطي ظهورنا للقريب ، نصد عنه دون محاولة فهمه أو استكشافه ، في نهاية الأمر كليهما يحملان ذات الجينات ،
وبإمكان كليهما آداء ذات الطقوس ،
لكننا اخترنا البعيد لنشقى ،
و أعمينا أعيننا عن الموجود والذي قد يكون البعيد ذاك نسخة مكررة منه ،
ولكن خاصية البعد أعطته حصانة في أننا لم نكتشف سوءاته بعد ،
البعيد إن اقترب سيقل الشغف تجاهه أُجزِم بهذا على الأقل يخفُت الإنبهار ،
والقريب سيظل مثلما هو بالنسبة لنا ، إلاّ أن مايميزه عن الآخر أنه القدر و النصيب وبدلاً عن التعايش فلنبذل الجهود كلها للعيش ،
و بدلا من الخيال الذي يقبع فيه بعيد ،
فليُزهِر الواقع الجاف الرتيب بالعاطفة الحية تجاه جسد قريب يمكن رؤيته و تحسسه ومشاطرته كل الطقوس ،
الأمر ليس بهذه البساطة أعرف ،
و بالنسبة للمنشطرين بروح هناك و جسد هنا ، لا يحتاج الأمر سوى لشيءٍ من النظرة العقلانية و الفلسفة التي تتوافق مع المصلحة الحياتية
وتوجيه العاطفة فيما يؤمّن لنا السعادة و الراحة
لطالما كنا نحن الأشقياء بفعل عواطفنا و ماكان الأمر يستحق كثيراً ،
و لطالما دفعنا الفضول الأحمق للدخول بأرواحنا في أرواح بعيدة و مجهولة حتى تورطنا و ما من طريق عودة ،
الحياة أقصر من أن نمضيها في الأوهام ،
فلنُنصّب العقل حتى في أوج العاطفة ،
و لنجرّب لو لمرة أن ننظر لهذا القريب بعين الحب
و الإحترام و المودة ،
و لنحاول لأجلنا أن نعيش عوضاً عن التعايش ،
فما ذاك الممنوع إلا وهم لن يُصبح حقيقة إلا بشق الأنفس ،
خاصة لأولئك الذين كتب الله لهم شريكاً و أصبحوا أزواجاً ،
وما ذاك البعيد بكل هذا الكمال ولكنها المسافة أخفت عنا عيوبه ،
و ماعواطفنا إلا متقلّبة ،
يهزها الحديث الناعم وَ الفعل الحميد ،
و مقلّب القلوب قادر أن يقلب قلوبنا بما فيها لصالح القريب هذا ،
وإن كان فيه كل السوء ، تظل محاولات تغييره ممكنة ،
و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،
كل الأمر لحظة تفكر نفلسف فيها حالنا ،
نفهم فيها حجم الشقاء الذي اخترناه ،
نشعر بالأسف تجاه الراحة الممكنة التي قررنا التخلي عنها ،
في نهاية الأمر لن ترضى الذات السويّة بكل هذا التشتت وطرق الخلاص واضحة أمامها ،
[ من حق الأرض على الشجرة أن تنبُت وَ تُورِق فيها و ليس في مكانٍ آخرْ !
كما من حقها أن لا تنزَح عن جذورها لأرض أخرى و إلاّ انكسرتْ ] .
وَ عبثاً حين نتأمل ذواتنا ، نجد أن الجسد هنا ،
و الروح هناك ،
العينُ هنا بينما الفِكرُ هناك ،
النشوة هناك وَ العبوس و الملل هنا ،
مما لا شك فيه أن لكل إنسان قدره ،
و لكل روح نصيفها ،
و لكل جسد نصيبه و شريكه ،
لكن وبالرغم من هذه القِسمة الغير محددة الرؤية
و التي قد يجدها البعض عادلة و الآخر يشعر بالسخط تجاهها ،
كُلٌ يتحدد رأيه حسب الحالة الشعورية و التي تتحكم في كل حياته
وَ آرائه وَ حتى قناعاته ،
لذا هذا التوزيع بالنسبة للبعض قدر وَ مصير محتوم ينبغي التعايش فيه و معه ،
وللبعض الآخر نصيب للجسد يعيش فيه اثنان بناءً على احكام معينة و ضوابط ، و لا علاقة للروح والفكر و العاطفة في ذلك أبداً ،
لها مطلق الحرية في أن تهجر مكان الجسد و تتعدى المسافات و ترافق آخر خيالاً وشعوراً و أمنية ،
لا تستقيم الحياة إلا اعوجاجاً ، و كل اعوجاجها منا نحن الغير راضين بالنصيب المقدر لنا ،
معضلة الحياة أولئك الحالمين ،
والذين تكبح جماح حالميتهم قيود الحياة و قسوة المكان ،
و ضيق الأفق ، بينما لا يعترف هؤلاء بهذا كله ، تحرروا منه بعاطفة ،
و حلّق بعضهم مع بعضهم رغماً عن عطب الأجنحة ،
رغم أنهم قابعين في الوهم و الخيال و دونما اكتراث أو شكوى ،
لا يمكن فهم الحياة ، لأنها ليست منطقية ،
و لا يمكن الشعور تجاهها بشعور واحد لا يتبدل لأنها متقلبة ،
عادلة أحياناً و أحياناً كثيرة ظالمة ،
بعد التأمل في حال الأجساد ؛
نجدها منشطرة ، أرواحها بعيدة ، تمارس دوراً ما لأجل التعايش فحسب ، آخرون لهم من الحظ أن أرواحهم لم تفارقهم ولكنها أقدارهم عكس المطلوب المرغوب ،
تضعنا الحياة في الإتجاه المعاكس مع من نريد ، ولربما في هذا الخير كله ،
لكن النفس العاطفية لا تفهم هذا ولا تريد أن تفهمه ،
يقول المستشار في العلاقات الأستاذ خليفة المحرزي :
" أن الحب لا يدوم بعد الزواج إلا لأربعة أشهر ثم يختفي لتبقى المودة و الإحترام "
و يقول أنطون تشيخوف : " أنه بعد الزواج ينتهي الفضول "
وعلى أساسه ينتهي الشغف و اللهفة و الرغبة الحية الدائمة في الحب دون زواج ،
ما أريد أن أشرحه هنا بغض النظر عن الزواج ،
فكرة [ تلاشي الشعورْ و الإنجذاب فور القرب المباشر ]
و أن الممنوع البعيد المحظور المجهول دائما ترغب فيه النفس البشرية
بكل لهفة متجددة و ولع حيّ لا يموت و حب و شغف لطالما بقي بعيداً وممنوعاً ،
وهذا أحد أشكال جنون الحياة و عبثها فينا ،
إن الشعور الذي نحسه يحتاج لإعادة تكراره في عقولنا رغماً عنا
حتى لا تتولد فينا طاقة سلبية تجاه الشريك الذي اختاره القدر نصيب أجسادنا ، و حتى لا تعيش أرواحنا بعيدة عنا طويلاً فلا نحن الذين سعدنا هنا ولا نحن الذين رحلنا هناك .
كل شخص يُشبه شخص ، نحن الذين نعطيه عن الآخر تفضيل ،
و نرفعه درجة بشعورنا و ليس بأفعاله أحياناً ،
لا نختلف كثيراً عن بعضنا ، إلاّ أن لكل أحد فينا صفة وجدت نصفها في آخر فآنس بقربها وَ اختارها ،
المشكلة كلها فينا نحن ،
نرفض أن نُفلسف الحياة وفق ما تصب فيه راحتنا ،
نتوقف تماماً في منتصف التهلكة ، نعيشها بكل حب ، نختارها كقدر ليس مُقدّر لنا ، نعطي ظهورنا للقريب ، نصد عنه دون محاولة فهمه أو استكشافه ، في نهاية الأمر كليهما يحملان ذات الجينات ،
وبإمكان كليهما آداء ذات الطقوس ،
لكننا اخترنا البعيد لنشقى ،
و أعمينا أعيننا عن الموجود والذي قد يكون البعيد ذاك نسخة مكررة منه ،
ولكن خاصية البعد أعطته حصانة في أننا لم نكتشف سوءاته بعد ،
البعيد إن اقترب سيقل الشغف تجاهه أُجزِم بهذا على الأقل يخفُت الإنبهار ،
والقريب سيظل مثلما هو بالنسبة لنا ، إلاّ أن مايميزه عن الآخر أنه القدر و النصيب وبدلاً عن التعايش فلنبذل الجهود كلها للعيش ،
و بدلا من الخيال الذي يقبع فيه بعيد ،
فليُزهِر الواقع الجاف الرتيب بالعاطفة الحية تجاه جسد قريب يمكن رؤيته و تحسسه ومشاطرته كل الطقوس ،
الأمر ليس بهذه البساطة أعرف ،
و بالنسبة للمنشطرين بروح هناك و جسد هنا ، لا يحتاج الأمر سوى لشيءٍ من النظرة العقلانية و الفلسفة التي تتوافق مع المصلحة الحياتية
وتوجيه العاطفة فيما يؤمّن لنا السعادة و الراحة
لطالما كنا نحن الأشقياء بفعل عواطفنا و ماكان الأمر يستحق كثيراً ،
و لطالما دفعنا الفضول الأحمق للدخول بأرواحنا في أرواح بعيدة و مجهولة حتى تورطنا و ما من طريق عودة ،
الحياة أقصر من أن نمضيها في الأوهام ،
فلنُنصّب العقل حتى في أوج العاطفة ،
و لنجرّب لو لمرة أن ننظر لهذا القريب بعين الحب
و الإحترام و المودة ،
و لنحاول لأجلنا أن نعيش عوضاً عن التعايش ،
فما ذاك الممنوع إلا وهم لن يُصبح حقيقة إلا بشق الأنفس ،
خاصة لأولئك الذين كتب الله لهم شريكاً و أصبحوا أزواجاً ،
وما ذاك البعيد بكل هذا الكمال ولكنها المسافة أخفت عنا عيوبه ،
و ماعواطفنا إلا متقلّبة ،
يهزها الحديث الناعم وَ الفعل الحميد ،
و مقلّب القلوب قادر أن يقلب قلوبنا بما فيها لصالح القريب هذا ،
وإن كان فيه كل السوء ، تظل محاولات تغييره ممكنة ،
و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،
كل الأمر لحظة تفكر نفلسف فيها حالنا ،
نفهم فيها حجم الشقاء الذي اخترناه ،
نشعر بالأسف تجاه الراحة الممكنة التي قررنا التخلي عنها ،
في نهاية الأمر لن ترضى الذات السويّة بكل هذا التشتت وطرق الخلاص واضحة أمامها ،
[ من حق الأرض على الشجرة أن تنبُت وَ تُورِق فيها و ليس في مكانٍ آخرْ !
كما من حقها أن لا تنزَح عن جذورها لأرض أخرى و إلاّ انكسرتْ ] .