أريج الشمراني - أخصائية إجتماعية
أدى تطور العالم اليوم إلي ظهور وزيادة المشكلات الإجتماعية مما أدى ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية (مهنة الخدمة الاجتماعية) لما لها من أدوار فعالة في حل كثير من المشكلات سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات.
فهي مهنة إنسانية تسعى في الدرجة الأولى لمساعدة الأفراد والجماعات . ولو سلطنا الضوء على الخدمة الاجتماعية الطبية فهي فن من الفنون الحديثة في الخدمة الاجتماعية ، وهو يتضمن تدريب الأخصائي الاجتماعي المتخصص في فن خدمة الفرد والجماعة بالمستشفيات ليساعد المرضى على الاستفادة من الخدمات الطبية المختلفة.
وتتميز الخدمة الاجتماعية الطبية بمساعدة المرضى وخاصة من النواحي العاطفية والمشاكل النفسية التي تؤثر غالباً على المريض في مرضه وعلاجه.
وكما نعلم (ان مخاوف الانسان تصنع منه اسيراً للمرض) فالمريض يحتاج إلى الرعاية من الناحية الطبية والعاطفية والاجتماعية.
وهنالك العديد من المؤلفات ذات العلاقة تشير إلى أن ظاهرة المرض لا يمكن تفسيرها بعوامل طبية فقط بل لا بد من الأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والنفسية.
وتطرقاً لما ذكر هناك تعريف لهيئة الصحة العامة يقول (إن الصحة هي حالة السلامة البدنية والنفسية والاجتماعية وليست مجرد الخلو من المرض والعجز).
فكلما كانت الوضعية الإجتماعية متدنية تزيد من إحتمالات الإصابة بالمرض العضوي أو النفسي.
فتقديم الرعاية الصحية وعلاج المرض والوقاية منه يدل على تقدم المجتمع وتطوره ومنها ظهرت الحاجة الماسة إلى الأخصائي الاجتماعي بالمستشفى لكي يهتم بالناحيتين الجتماعية والنفسية أما الطبيب فينصب على الناحية الفسيولوجية فقط.
وتعتبر الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي بالمستشفى عنصراً أساسياً في العلاج الطبي نظراً للدور الهام الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي في تعاونه مع الطبيب والمسئولين في الفريق الطبي المعالج لتذليل الصعاب والمشكلات الإجتماعية وثيقة الصلة بالمريض ويتضح ذلك في سعي الأخصائي الاجتماعي الطبي لتحقيق الأهداف من ناحية مساعدة المريض للوصول إلى الشفاء بأسرع وقت ممكن والقضاء على المشاكل التي يعاني منها المريض ونشر الوعي والثقافة الصحية للوقاية من المرض بالتعاون مع المسئولين لتقديم الخدمات المطلوبة للمرضى وربط المستشفى بالمجتمع الخارجي ومؤسساته.
فالمجال الطبي يعد مجال حيوي ومهم في مجالات الخدمة الاجتماعية لمساعدة المرضى باستغلال امكاناتهم الذاتية وذلك من خلال الاستفادة القصوى من العلاج الطبي المقدم لهم.
فممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ما هي إلا تأكيد على أنها مهنة إنسانية تهتم بالإنسان سواء في حالة الصحة، أو في حالة المرض.