د.م. عصام أمان الله بخاري
ما الذي نعرفه عن السفاح جنكيز خان؟ كيف استطاع أن يبني أكبر امبراطورية عرفتها البشرية بمساحة 12 مليون كلم مربع؟ مقالة اليوم تصحبكم إلى عالم الطاغية المغولي تيموجين والمعروف باسم جنكيز خان والذي يقال انه أفنى 11% من البشر في زمانه..
لن أضيع وقتكم باستعراض قصة الرجل حيث ستجدون في الإنترنت كل ماتريدونه. ولكن ما يهمنا أنه شهد في طفولته اغتيال أبيه بالسم من أعدائه. وبعدها طردته القبيلة مع والدته وإخوته الستة في براري منغوليا. ووصلت قسوة الحياة بهم أنه في صباه قتل أخاه الذي تعدى على نصيبه في الصيد. وبعد زواجه وهو ابن 12 عاما قامت قبيلة أخرى بسبيه هو وعروسه.. هذه الجراح الغائرة في نفسية ذلك الفتى تفجرت لاحقاً حمماً من الدماء والبطش في العالم..
وفي الأسطر التالية نستعرض الصفات القيادية المستقاة من الطاغية جنكيز خان وهي:-
أولا) استقطب الكفاءات المميزة: كان جنكيز يركز على الكفاءات بغض النظر عن الدين أو العرق أو النسب.
وفي عام 1201م دخل جنكيز خان في معركة ضد قبائل تايجوت. وكاد يقتل زعيم المغول بسبب سهم أصاب حصانه الذي كان يركب عليه. وبعد الانتصار طلب من أتباعه أن يأتوا له بالجندي الذي رماه بالسهم. وعندما رآه قرر أن يعينه في رتبة عسكرية عالية في جيشه ليصبح بعدها واحداً من كبار قادات الجيش المغولي الذي دحر جيوش الأمم الأخرى في آسيا.
ثانيا) كان متميزاً وحريصاً على التطوير: كان من أهم ميزات الجيش المغولي قدرة فرسانه على رمي السهام وهم على ظهور الخيل مما أعطاهم تفوقاً نوعياً على بقية الجيوش. ومن ناحية أخرى استخدم المغول تكتيكات عسكرية تتسم بالسرعة والمباغتة. كما طور جنكيز خان نظام بريد سريع أتاح له سرعة إيصال المعلومات وتبادلها مع قواته في أنحاء الامبراطورية المتمددة عبر الخيول.
ثالثا) الصرامة في العقوبة: من القواعد التي كان يسير عليها طاغية المغول بأنه لا تدخل حرباً طالما لا تحتاج ذلك.. وبالمقابل فلا رحمة ولا هوادة مع الأعداء ومع من لا يلتزم بالأوامر.. ومن ذلك ما حصل عام 1219م عندما اقتحمت قواته أرض الدولة الخوارزمية وأحرقت الأخضر واليابس وامتنعت مجموعات من المغول عن المشاركة في الحملة فما كان منه إلا أن هاجمهم ودمر عاصمتهم وأعدم كل أفراد العوائل الحاكمة..
رابعا) استخدم الإعلام: كان من أهم أهداف المذابح التي تقوم بها جيوش المغول هي نشر الرعب وإرغام الدول والأمم الأخرى على الرضوخ والاستسلام ومن ذلك بناء أهرام الجماجم من رؤوس الضحايا.
وننتقل إلى بعض المقولات الشهيرة لجنكيز خان، مثل:
جيش من الحمير يقوده أسد خير من جيش من الأسود يقوده حمار.
أولئك البارعون والشجعان جعلت منهم قادة عسكريين. وأولئك السريعون والاذكياء جعلتهم فرساناً على الخيول. أما أولئك الذين لا براعة عندهم فقد أعطيتهم سياطاً صغيرة وأرسلتهم ليرعوا الغنم!
قوة الجدار (السور) ليست أكبر ولا أقل من شجاعة الرجال الذين يدافعون عنه..
أنا العقوبة المنزلة عليك من الرب، لو لم تكن ارتكبت الخطايا الكبيرة لما أرسلني الرب عليك..
وأخيراً،، فكما سقطت إمبراطورية المغول التي بناها جنكيز خان بهزيمة عسكرية في عين جالوت ومن بعدها بهزيمة حضارية باعتناق الكثير من المغول والتتار وأمرائهم للإسلام عبر أجيال.. فأملي بالله كبير أن عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل ستكون بداية النهاية لامبراطوريات الظلم والطغيان في زماننا..
نصر الله بلادنا وأمتنا على كل جنكيز وعلى كل جيش مغولي.