أميرة عبدالله . جدة
في ما مضى كانت امور الحياة مختلفة عن وضعها الحالي.
حيث ان الطلاق كان من الامور النادر حدوثها وان حدث يكون لأسباب قوية ناتجة عن استحالة استمرارالعلاقة الزوجية بين الطرفين فكان كل من الزوجين يحمل على عاتكه تلك المسؤلية التي تحتم عليه الحفاظ على الاسرة من التفكك والضياع . اما في وقتنا الحاضر فالوقع اصبح محزنا جدا. حيث ان الشاب ينتقل الي بيت الزوجية دون تحمل اي مسؤلية تماما كالعصى السحرية فوالدية من يقمن على كل شئ.
وهنا يأتي التسآءل ان لهذا الشاب ان يقوم على بيت واسرة وهو لا يملك اي مسؤلية او خبرة في الحياة ؟فامور الحياة ليست بتلك السهولة التي يتصورها الشباب كلعبة او مغامرة يخوضها في بلاي ستيشن او غيرها .لابد للشباب ان يتعلم تلك المسؤلية وعلى الاهل ان يزرعنها بأبنائهم وبناتهم منذ الصغر .
الطلاق قضية اجتماعية كبرى والمتضرر الاول فيها هم الزوجة والاطفال فعلاوة على ما يخلفه عليهم من مشاكل نفسيةواجتماعية قد يستغرق وقت طويل لإستيعاب .
. فعلاوة على مايخلفه لها من مشكلات نفسية واجتماعية مزمنة قد تحتاج لوقت طويل كي تزول وربما تدخلها في دوامة قد لا تستطيع الانعتاق منها إلى الأبد.
الجزء الاكبر من الذنب
يتحملون الاباء والامهات
فهم ليسو مدركين ان بدلالهم
ال غير مرغوب فيه
هو سبب كل الفشل
. فهناك في المقابل وردة تخرج من بيت اهلها وقد أهدرت كافة حقوقها.. ووأدت كل طموحاتها وأحلامها وبخاصة إذا كان الطليق ممن نزعت من قلوبهم الرحمة.. وحلت مكانها القسوة وحب الانتقام.. في ظل غياب شبه كامل لفرض ما يلزم الزوج بتسريح طليقته بإحسان وإعطائها كافة حقوقها طبقا لأحكام الشرع المطهر.
الوضع حاليا يؤكد أن الرجل في الغالب هو من يفرض الطلاق على المرأة وبشروطه التي يمليها من موقع القوة حين يضيق عليها ويسيء معاملتها.. ويهدر حقوقها وما عليها في النهاية سوى الرضوخ والرضا كرها بمصيرها المجهول رغبة في الفكاك من جحيم ذلك الزوج.
كي نتصور مصائب الطلاق وكوارثه أرجو أن يضع كل واحد منا نفسه - أبا أو أما - في الموقف ذاته - لاقدر الله - فماذا ستكون ردة فعل أحدنا حين تدخل عليه ابنته أو أخته مطلقة ومعها جيش من الأطفال.. ونفسيتها منكسرة..
ودموعها تسيل على خديها.. وحقوقها مهدرة.. والخوف يملأ قلبها خشية لوم اللائمين وشماتة الشامتين.. وعيونها زائغة ولا تدري تلك المسكينة أي مصير ينتظرها.. حيث مجتمع لا يرحم يعاني من فوبيا المطلقة والتي لا تصلح في نظره أن تكون زوجة فمن ذا الذي يقبل بها إلا رجل مسن "هذه هي النظرة المعوجة للمجتمع".. والذي يتيح للرجل ما يحرمه على المرأة.. ويترك له الحرية ليتزوج ويطلق براحته.. ومثل ما يقول بعضهم بخواء فكري مفزع "عيبه في جيبه"..
إحصاءات الطلاق مخيفة جدا.. فحالة طلاق واحدة تحدث في كل ثلاث زيجات.. أي أن النسبة تتجاوز33% إجمالا.. وتصل النسبة في الفئة العمرية بين 20- 30سنة أكثر من 42%.. وكثير من النساء في الانتظار يخشين من نفس المصير..
مادام البعض لا يجدون الردع والإلزام بدفع الحقوق كاملة لطليقاتهم. .
لحل تلك المعضلات لابد من إنشاء جمعية - يعترف بها رسميا - تعنى بحقوق المطلقات والدفاع عنهن في المحاكم.. وإنشاء محاكم مستعجلة للفصل السريع في هذه المشكلات.. وإلزام المطلق بالنفقة ويمكن اقتطاع جزء من راتبه شهريا إذا كان موظفا.. أو إحضار ضمان بنكي.. وفي حالة تنصله من مسؤولياته تعطى المرأة حق الولاية على أبنائها.. ويمكن فرض مؤخر صداق على كل حالات الزواج يحفظ للمرأة حقها ويضمن مستقبلها
واجب علينا
ان ندرك
ان الله خلق الانسان في كبد
وان الله رؤف رحيم بعباده