بقلم / أم السعد إدريس -
مستشارة أسرية ومدربة معتمدة
كم هو مشرق ذلك الصباح ؛ حين تمتلئ ساحات المدارس بأبنائنا الطلبة في أول يوم للعام الدراسي الجديد ... وكأنهم بلابل مغردة تضفي الجمال والحيوية على المبنى المدرسي الذي ظل صامتاً طيلة فترة الإجازة.
وأتخيل لو أن لذلك المبنى روحاً لأحتضنهم وعبر لهم عن مدى اشتياقه إليهم وسعادته بعودتهم .. ولكن احتضان إدارة المدرسة ومعلموها هو الواقعي ، وهو المتوقع .. وبقدر الإعداد لذلك الاستقبال والاحتضان للطلبة ـ في جميع المراحل ـ تكون ردة فعلهم سعادة وحباً وتقديراً وارتباطاً بالمدرسة وبالعلم والتعلم.
إن أبناءنا الطلبة يتلقون كماً لا يستهان به من الرسائل السلبية عن العودة للمدرسة تبثها وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي لا بد من مواجهتها في المدرسة بما يضادها من الرسائل الإيجابية ؛ ضمن برنامج يوم (أو أسبوع) الاستقبال الحافل المخطط له بعناية ، حتى لايبدأ الطلبة عامهم الدراسي بدافعية قليلة أو محدودة.
كم هو ضروري أن يسأل كل مرب ومعلم بالمدرسة نفسه قبل عودة أبنائه الطلبة (ماذا أعددت لاستقبالهم واحتضانهم في اليوم أو الأسبوع الأول ؟.. وما هو الانطباع الذي سيتركه ذلك الاستقبال في نفوسهم ؟ وكم سيبقى أثر ذلك الانطباع ؟)
إن الأثر الكبير الذي تتركه الابتسامة الصادقة وجمال الترحيب في نفوس الطلبة بالغ الأهمية ؛ ويكتمل بإدراك أهمية ما يُغرس في نفوسهم وعقولهم من حب للعلم والمعرفة وتقدير للكتب التي سيستلمونها مع أهمية تعريفهم بطريقة المحافظة عليها وعدم امتهانها.
وما أروع أن يبدع المعلمون حينها في تحريك الهمم واستثارة الدوافع من خلال تقديم المعلومات والتدريب على المهارات الحياتية التي يحتاجها الطلبة كالتخطيط وتحديد الأهداف وترتيب الأولويات وفن التعامل وغيرها ؛ بأسلوب شيق وممتع يتضمن ألعاباً تربوية تثير اهتمامهم وتثبت المعلومات في أّذهانهم.
إن بداية العام الدراسي فرصة لكل معلم ومرب واع ليغرس القيم في تربة خصبة ، إذ أن نفوس وعقول أبنائه الطلبة متفتحة وتنتظر بشوق ما سيقدم لها في الأيام الأولى .. فأبدعوا أيها المعلمون والمربون .. لتتركوا في تلك النفوس والعقول انطباعاً لا ينسى .. فالانطباعات الأولى تدوم.