في هذا اليوم السابع من هذا الشهر العابد ملؤه السكينة ومنهجه فضيلة، إليك أيتها الأخت المسلمة أبعث مايلج في فكري علماً وما يجول في خاطري أمراً لما فيه من مكرمة روحانية، وموعظة إيمانية ؛ وأقول لك يامن تقضين أيامك قنوتاً طاعة لله وتغمرين حياتك نسكاً تقرباً لله وتهبين وقتك عبادة شوقاً للقاء الله فما أتقاك وأنت تتملقين بهذا القلب الخاشع والفؤاد الخاضع والروح النقية والنفس الجلية التي ستكون مآلها بمشيئته وقدرته في اليوم الموعود تتحلى بطلعة بهية ونفس رضية ووجه ناضر إلى ربها ناظر، إجعلي بينك وبين ربك مشاريع خفيّة ، لا يُعيد الناس تغريدها ولا يمكن للعدسات إرصادها ولا تتيح للمرئيات إعلانها، ولا تخافتِ بها صديق، ولا تحدثِ بها قريب، فقد يعيشُ المرء كافّا عافًا باراً عابداً ناسكا صالحاً مخلصاً لله مقبلاً على الحياة، لا يرجو سوى رضا الله، ولا يظهر عليه عظيم ماقدمه لله ومالجأ به إلى الله فإن مامات رأيت من المُبشراتِ عليه مايقشعرّ لها البدن " تلك هي " الخبيئة الصالحة " فهذه الخبيئة المعظمة والبشائر المبجلة والخاتمة الموعظة لم توهب إلا لمن كان مخبتاً لله : فالمخبت : هو من خضع لربه، وأستسلم لأمره، وتواضع لعبادته، وقد وصف الله سبحان وتعالى المخبتين في عدة مواقع عندما قال تعالى

وأتي بـ ( من ) المفيدة للتبعيض، ليعلم سهولة ما أمر الله به ورغب فيه، وأنه جزء يسير مما رزق الله، ليس للعبد في تحصيله قدرة، لولا تيسير الله له ورزقه إياه. فيا أيها المرزوق من فضل الله، أنفق مما رزقك الله، ينفق الله عليك، ويزدك من فضله، اللهم أصلح لنا خبيئاتنا وأصفي نياتنا وأنر سرائرنا ووفقنا لمايوقظ ضمائرنالمافيها صلاح لنا وما فيه رفع لشأننا وسخرنا لتيسير أمرنا وأجزلنا لعظيم خيرنا وأجعل الجنان هي دارنا ، وأرزقنا رحمة ملئها كرمك وحفها عفوك وغمرها رضاك ومغفرتك .