الأستاذة كوزيت الخوتاني
أيها الضيف الكريم، لقد تهلّلت الوجوه لهلالك، وغمر الفرحُ قلوب المؤمنين لإقبالك، وعمهم الارتياح لقدومك في بهائك وجمالك وجلالك.
عَامٌ تَوَلّى فَعَـادَ الشَّهْـرُ يَطْلُبُنَـا
كَأنَّنَا لَـمْ نَكَـنْ يَومـاً ولاَ كَانَـا.
ما الذي يليق بنا أن نستقبل هدا الشهر؟!! أبتزيين ظواهرنا دون بواطننا؟!!
أنستقبله باستهلال هلاله وعد أول يوم فيه ومتى ينتهي؟!!
بالإعداد الحسى المجرد من مأكل ومشرب ومركب وملبس؟!!
أم نستقبله بمثل ما كان يستقبله محمد صلوات الله وسلامه عليه قدوة الأولين والآخرين، ومثل ما كان يستقبله به صحابته الأجلاء وصلاح الأمة الإسلامية من تقاتها وزهادها وورعيها.
ذلك أجمل بكل مسلم عاقل مؤمن رشيد يعمل ويعبد محتسبًا وجه الله والدار الآخرة، فإن السلف الصالح من هذه الأمة كانوا يدعون الله ستة اشهر أن يبلغهم رمضان ويدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.
إن رمضان هبة الله لهذه الأمة، وعطيته لأهل الملة، فمن فاته الخير فيه فقد فاته من الخير أوفره ومن الهدايا أغلاها وأثمنها.
ورمضانُ غنيمةُ التائبين؛ فنفحاتٌ من التواب الغفورِ فيه في ليله ونهاره أغلقَ فيه أبوابَ النيران، وفتحَ أبوابَ الجِنان ليعود العبادُ إليه بالتوبة والإنابة. فعلى المُسلم أن يصدُقَ فيه مع الله ويتوبَ إليه مما اقترفَتْه جوارِحُه من السيئات، وأن يفتحَ صفحةً مُشرِقةً مع مولاه؛ فالمعصيةُ لا تأتي بخيرٍ قطُّ.
وأبوابُ الخيرِ تُفتحُ على العبدِ حينًا، وقد تُغلَقُ سريعًا، وإن أدركتَ رمضان فقد لا يعُودُ، وإن عادَ عليك عامًا آخر فالنفسُ قد تتبدَّلُ من ضعفٍ في العبادة، أو التسويفِ، أو قُصور العافية، أو غيرها من الصوارِف، فبادِر إلى كل عملٍ صالحٍ قبل الفوات.
ورمضان فرصة للتغيير، ولقد جبل الإنسان على التقصير وعلى النقص، ومن سعة رحمة الله أن يسر للمؤمن مواسم خير يسد فيها الخلل ويكمل فيه النقص ومن هذه المواسم شهر رمضان الذي هو أعظم فرصة لنغير فيها أشياء كثيرة في حياتنا.
والمحرومُ من فرَّط في دُرَر لحظات رمضان وحرمَ نفسَه العملَ في لياليه، وبارزَ اللهَ فيه بالعِصيان؛ بنومٍ عن الصلاة المفروضة، أو سهرٍ على المُلهِيات والمُحرَّمات. والصومُ ليس امتناعًا عن الأكل والشربِ فحسب؛ بل شُرع لتحقيق التقوى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، فصومُ الجوارِحِ واجبٌ بحفظِ اللسان عن المُحرَّمات؛ من الكذبِ، والغِيبة، وغضِّ البصر عن النظر إلى ما نهَى الله عنه؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه».
واحْفَظْ لِسَاناً إذَا مَا قُلتَ عَنْ لَغَـطٍ
لاَ تجْرَحِ الصَّوْمَ بالألْفَـاظِ نِسْيَانَـا.
وختامًا: نسال الله أن يصلح نفوسنا ويطهر قلوبنا، وأن يتقبل أعمالنا، اللهم بلغنا رمضان، وويفقنا فيه للصيام والقيام، واجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيمانًا واحتسابًا، واجْعَلْ صِيامنا فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَ قِيامنا فيِهِ قِيامَ القائِمينَ.
أيها الضيف الكريم، لقد تهلّلت الوجوه لهلالك، وغمر الفرحُ قلوب المؤمنين لإقبالك، وعمهم الارتياح لقدومك في بهائك وجمالك وجلالك.
عَامٌ تَوَلّى فَعَـادَ الشَّهْـرُ يَطْلُبُنَـا
كَأنَّنَا لَـمْ نَكَـنْ يَومـاً ولاَ كَانَـا.
ما الذي يليق بنا أن نستقبل هدا الشهر؟!! أبتزيين ظواهرنا دون بواطننا؟!!
أنستقبله باستهلال هلاله وعد أول يوم فيه ومتى ينتهي؟!!
بالإعداد الحسى المجرد من مأكل ومشرب ومركب وملبس؟!!
أم نستقبله بمثل ما كان يستقبله محمد صلوات الله وسلامه عليه قدوة الأولين والآخرين، ومثل ما كان يستقبله به صحابته الأجلاء وصلاح الأمة الإسلامية من تقاتها وزهادها وورعيها.
ذلك أجمل بكل مسلم عاقل مؤمن رشيد يعمل ويعبد محتسبًا وجه الله والدار الآخرة، فإن السلف الصالح من هذه الأمة كانوا يدعون الله ستة اشهر أن يبلغهم رمضان ويدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.
إن رمضان هبة الله لهذه الأمة، وعطيته لأهل الملة، فمن فاته الخير فيه فقد فاته من الخير أوفره ومن الهدايا أغلاها وأثمنها.
ورمضانُ غنيمةُ التائبين؛ فنفحاتٌ من التواب الغفورِ فيه في ليله ونهاره أغلقَ فيه أبوابَ النيران، وفتحَ أبوابَ الجِنان ليعود العبادُ إليه بالتوبة والإنابة. فعلى المُسلم أن يصدُقَ فيه مع الله ويتوبَ إليه مما اقترفَتْه جوارِحُه من السيئات، وأن يفتحَ صفحةً مُشرِقةً مع مولاه؛ فالمعصيةُ لا تأتي بخيرٍ قطُّ.
وأبوابُ الخيرِ تُفتحُ على العبدِ حينًا، وقد تُغلَقُ سريعًا، وإن أدركتَ رمضان فقد لا يعُودُ، وإن عادَ عليك عامًا آخر فالنفسُ قد تتبدَّلُ من ضعفٍ في العبادة، أو التسويفِ، أو قُصور العافية، أو غيرها من الصوارِف، فبادِر إلى كل عملٍ صالحٍ قبل الفوات.
ورمضان فرصة للتغيير، ولقد جبل الإنسان على التقصير وعلى النقص، ومن سعة رحمة الله أن يسر للمؤمن مواسم خير يسد فيها الخلل ويكمل فيه النقص ومن هذه المواسم شهر رمضان الذي هو أعظم فرصة لنغير فيها أشياء كثيرة في حياتنا.
والمحرومُ من فرَّط في دُرَر لحظات رمضان وحرمَ نفسَه العملَ في لياليه، وبارزَ اللهَ فيه بالعِصيان؛ بنومٍ عن الصلاة المفروضة، أو سهرٍ على المُلهِيات والمُحرَّمات. والصومُ ليس امتناعًا عن الأكل والشربِ فحسب؛ بل شُرع لتحقيق التقوى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، فصومُ الجوارِحِ واجبٌ بحفظِ اللسان عن المُحرَّمات؛ من الكذبِ، والغِيبة، وغضِّ البصر عن النظر إلى ما نهَى الله عنه؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه».
واحْفَظْ لِسَاناً إذَا مَا قُلتَ عَنْ لَغَـطٍ
لاَ تجْرَحِ الصَّوْمَ بالألْفَـاظِ نِسْيَانَـا.
وختامًا: نسال الله أن يصلح نفوسنا ويطهر قلوبنا، وأن يتقبل أعمالنا، اللهم بلغنا رمضان، وويفقنا فيه للصيام والقيام، واجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيمانًا واحتسابًا، واجْعَلْ صِيامنا فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَ قِيامنا فيِهِ قِيامَ القائِمينَ.