الأستاذة كوزيت الخوتاني
نكران الجميل من شيم الليئم، والفاجر في الخصومة هو من يعلم أن الحق ليس معه فيجادل بالباطل فيقع فيما نهى الله عنه الله جل وعلا والفاجر في الخصومة يسبق لسانه عقله وطيشه حلمه وظلمه عدله، لسانه بذئ وقلبه دنئ يتلذذ بالتهم والتطاول والخروج عن المقصود، يزيد على الحق مائة كذبة وترونه كالذباب لايقع إلا على المساوئ ينظر بعين عداوة لو أنها عين الرضى لاستحسن ما استقبح لايعد محاسن الناس إلا ذنوبًا، فيا لله كيف يعتذر من هذا الغر ترونه أكالاً للأعراض همازًا مشاءً بنميم معتديًا أثيمًا، له طبع كطبع الدود لايقع على شئ إلا أفسده أو قذرة ولا أمان له و لا ستر لديه فيه طبع اللئام فإن اختلفت معه في شئ حقير كشف أسرارك وهتك أستارك وأظهر الماضي والحاضر.
فكم من صديق كشف ستر صاحبه بسبب خلاف محتقر!!
وكم زوجة لم تبق سر لزوجها ولم تذر بسبب خلاف على نقصان ملح في طعام أو كسوة أو نحو ذلك!!
وما شــيء أحب إلى لئيم
إذا شتم الكريم من الجواب. متاركـــة اللئيم بلا جـواب
أشد على اللئيم من السباب.
وألا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده. ومعنى ذلك أن هذا الإنسان سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه، كما إنه سيأخذ منهم بعض ما يحتاج إليه. وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور ).
أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها، إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل بالفضل.
وأخيرًا: فاللئيم يجفو إذا استعطف ، ويلين إذا عنف، لا يتبع إلا شكله ، ولا يميل إلا إلى مثله، يدرع العار ، ويؤذي الأحرار، إذا احتاج إليك أجفاك ، وإذا احتجت إليه عناك .
إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته
وإن أنت أكرمت اللئــــيمَ تمّردا.
فإياكم أن تعتمدوا على اللئيم ، فإنه يخذل من اعتمد عليه، إذا أعطى حقد ، وإذا أعطي جحد، وإذا حللت باللئام ، فاعتلل بالصيام .