{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } ، في هذه الحياة نحن لسنا خالدون .. بل راحلون ، فإما إلى جنات وعيون ، وإما إلى نار وسموم { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } .
كل ابن آدم وان طالت سلامته ** يوماً على آلة حدباء محمول
السعيد منا من جعل له رصيداً جارياً من الحسنات بعد مماته ، فتأتيه الحسنة تلو الحسنة لتسعده في قبره ..
فكما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ) .
اترك أثراً جميلاً قبل رحيلك ، اجعل الآخرين يدعون لك بعد مماتك، واجعل رصيدك من الحسنات لا يقف حتى بعد موتك ..
أسعد هذا .. ارسم البسمة على محيا ذاك .. ساعد محتاجاً .. تصدق على فقير .. انصح .. ذكِّر .. عاون .. علِّم ..
تخيلوا لو أن الواحد منا علَّم شخصاً ذِكراً من الأذكار يردده دائماً ، ثم هذا الشخص علَّم بنيه ، ثم بنوه علموا أولادهم ، وهكذا .. كم من الحسنات الجارية ستصله حتى بعد مماته رصيده لا يقف ..!!
فما بالكم بمن يعلم طفلاً سورة الفاتحة .. فهو سيبقى يرددها كل يوم ١٧ مرة في الصلوات المفروضة فقط من غير النوافل ..!!
أجور تسعى وفرص كثيرة ، لكن من الذي يستغل هذه الفرص بحق ، ويفوز بهذه المكرمة الإلاهية المستمرة ؟
لابد أن نجعل لنا أثراً في هذه الحياة ونخلصة لله تعالى .. فيبقى لنا بعد مماتنا الذكر الجميل والدعوات الدائمة والحسنات الجارية ..
وفي ختام مقالي هذا ، أقول لكم كما قال الشاعر :
وكن رجلاً ان أتوا بعده ** يقولون مرَّ وهذا الأثر