• ×

قائمة

Rss قاريء

مقال أداري بعنوان سحر الكاريزما / بقلم ثامر سعد الدخيل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
لم يكن شخص اجتماعي , وكان غير قادر على بناء علاقات مباشرة مع الناس وفشل في تكوين صداقات .أذا كيف لهذا الانطوائي والمهاجر من قرية صغيرة نمساوية على الحدود الالمانية أن يأسر قلوب الألمان؟! يضحوا بأنفسهم من أجله ويربطوا مصيرهم بمصيرة في حرب عالمية جلبت الدمار لهم , وقد يزداد تعجبنا أكثر عندما نعرف أن هذا الشخص أختاره الشعب الالماني كقائد له طواعية وليس بالقوة والاجبار ولم يأتي لسدة الحكم بالدبابات والانقلابات بل بانتخابات نزيهه , وجدت صعوبة في بحثي للأجابة عن هذا السؤال فأغلب الدراسات التاريخية من كتب أو حتى أنتاج سينمائي لا تحاول الاقتراب من شخصية هتلر ومكوناته وسماته الشخصية فهي تركز أكثر على وحشيته وعلى الاثار التدميرية التي جلبها بالحرب العالمية الثانية قد يكون سبب ذلك الخوف من معاداة السامية .
حاول بعض المفكرين والعلماء المهتمين بمجال القيادة الاجابة على هذا السؤال بشكل عام لماذا يحدث هذا التأثير القوي بالمجتمعات لنماذج متباعدة في التاريخ مثلا لو أستحضرنا تجربة الدكتور مارتن لوثر كنج القائد الالهامي ، الذي قاد في صيف عام 1963 مسيرة في واشنطن واثارت عبارته مشاعر الملايين بعبارة "لدي حلم".
من هم هؤلاء وماهي صفاتهم ظهرت بعض النظريات تحاول تفسير ذلك مثل نظرية السمات ولكن لم يكن هنالك أتفاق بين سمات هذا الشخص المؤثر هل هي قوة الشخصية , الذكاء الحاد أم ماذا حتى أن بعض الصفات متناقضة مع بعضها البعض فمثلا القدرة على رفع الصوت والحماس الشديد في الخطابات مثل هتلر وعند غيرهم الصوت الدافئ الهادئ مثل تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا السابق , وجدت ان العامل المشترك بين هؤلاء النماذج التاريخية هي سمة سحرية تسمى (الكاريزما) والتي جعلتهم قادة يسيطرون طواعية على الأفراد والمجتمعات فهم يستخدمون سحر شخصياتهم وحضورهم الطاغي لتحقيق التأثير وفي أعتقادي أن الصفة الأكثر تأثيرا في تكوين الشخصية الكاريزماتيه هي القدرة على الاحساس الشديد باحتياجات التابعين ثم أقناعهم أنها احتياجاته أيضا عن طريق خلق رؤية ورسم صورة واضحة في المستقبل وحلم مشترك وتصوير هذا المكان انه الملاذ لهم وله والتي تتحقق فيهم أمانيهم جميعاً فهو يشارك الجميع الحلم ويجعلهم يشعرون ان الوصول لتحقيقه هو ليس حل لمشكلاتهم فقط بل ومشكلاته أيضاً وهذا سر ما قام به هتلر رغم أنه فاشل بخلق تواصل شخصي مع الافراد فهو انطوائي بطبعه الا انه لدية قدرة عجيبة على التواصل الشعوري عندما يكون امام حشد من الناس عن طريق رسم حل ورؤيه واضحة للمجتمع الالماني كما يريدونها فهو لايقول هذي رؤيتي بل رؤيتنا معاً فاقنع الالمان أشد الاقناع بأن مشكلتهم واحدة والتي كانت متمثلة في ذلك الوقت بالكساد الاقتصادي والفقر والاحباط الشديد الذي يعانيه المجتمع الالماني بسبب ممارسات دول الجوار الأوربية وأيضا سيطرة اليهود على المال والتجارة وأن الحل هو بالقضاء عليهم أذا هو أستثمر الموقف وتعامل معه لصالحة وهنا تظهر نظرية الموقف في محاولة لتفسير ماحصل , .
وأخيرا عندما تريد ان تحصل على الحد الادنى من الوصفة السحرية للكاريزما في حياتك تواصل على المستوى الشعوري مع من تريد أجعلهم يشعرون أنك واحد منهم وأنتهز الموقف والظروف المناسبة لأظهار ذلك عندها نستطيع ان نقول انك حصلت على المكونات الاساسية للكاريزما ولكن لا تكن مثل هتلر .
بقلم ثامر سعد الدخيل
طالب ماجستير بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

بواسطة : مقالات
 0  0  855

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات