كانت وما زالت دول منظمة العالم الاسلامي تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية وخصوصاً في المجال العقاري إلا أن الميزانيات المنخفضة لتلك الدول ألقت بظلالها من أجل استثمار أمثل لهذه الموارد مما انعكس سلباً على النهضة التنموية والعمرانية للدول الإسلامية وباءت جميع المحاولات الممكنه لاستنهاض الاستثمار ورفع معدلات العمران التنموي بالفشل إلا من محاولات قليلة للاستثمار العقاري على المدى القصير تكاد لا تذكر في أحيان فيما شكلت لبعض الدول نواة لمشاريع حاكة إلى حد الطموحات في ظل الموارد المتاحة.

من أجل ذلك وأكثر جاءت فكرة إنشاء الاتحاد العقاري في الدول الإسلامية بمبادرة من رجل الأعمال السعودي الدكتور محمد بن يحيى آل مفرح (رئيس مجلس المؤسسين بالاتحاد العقاري في الدول الإسلامية ) بعد دراسة لفرص الاستثمار العقاري في الدول الإسلامية والإطلاع على عدد من البحوث والدراسات العلمية لكشف نقاط الضعف التي تحول دون إيجاد حلول مبتكره وخلق فرص حقيقية للاستثمار في المجال العقاري .فكان الحلم حيث أقر مشروع إنشاء الاتحاد العقاري في قمة وزراء خارجية دول منظمة العالم الاسلامي الحادية والأربعين بكوناكري في دولة غينيا أصبح واقعا ملموسا وحمل على عاتقه التكفل بتطبيق الاستراتيجيات ومشروعات الاتحاد الرامية إلى جذب المستثمرين من خلال الفرص الحقيقية للإستثمار في دول العالم الإسلامي ومن خلال الاتفاقيات التي ابرمها الاتحاد العقاري مع عدد من الدول الإسلامية التي سعت بدورها إلى توقيع هذه الاتفاقيات فيما يخدم نهضتها العقارية وبما يحقق لها استقطاب جموع المستثمرين للمساهمة في غرس لبنات البنية التحتية لدولها.

فهي تعي تماما أن مشروعات الإتحاد العقاري تحقق لها نيل وبلوغ أهدافها الاستثمارية حيث اتضح ذلك بجلاء في احتضان دولة جيبوتي لمقر الإتحاد العقاري في الدول الإسلامية وتلتها الصومال في إبرام اتفاقية التعاون لاستثمار وتطوير عقارتها حول العالم وفي الملتقى الأخير الذي أقامه الاتحاد العقاري تحت عنوان آفاق التعاون إكتمل عقد شراكات الاتحاد العقاري مع عدد من الدول الإسلامية التي أبدت رغبتها بالتعاون والاستفادة من مشاريع الإتحاد التي باتت تلامس طموحات وآمال دولهم نحو نهضة تنموية غير مسبوقة ، فيما كان الانتساب الى عضوية مجلس الاتحاد العقاري من قبل رجال الأعمال والمستثمرين بوابة العبور لنيل إحدى الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاتحاد العقاري في دول العالم الإسلامي وفرصه مثالية لتنمية أرباحهم من خلال الاستفادة من العضوية في الإتحاد.

إن الاتحاد العقاري يمثل أنموذجا في تنمية وتطوير الموارد الاستثمارية لدول منظمة العالم الاسلامي وضرورة ملحة لمشاركة تلك الدول مشاريع الإتحاد العقاري في سبيل تحقيق أهدافها التنموية.