أسماء المهري . جدة
تطوع تطوع .. أعمال خيرية آخر فترة والحمد الله أصبحت كلمات وعبارات متداولة بين جميع فئات المجتمع من كباره وشبابه وأطفاله ليست فقط عبارات تقال ولكن ولله الحمد هي أفعال يشهد لها الجميع وفرق عمل متكاملة وأفراد نعجز عن حصرهم ومعرفة أعدادهم .
ومع هذه النهضة والثقافة التطوعية بقى جزء وفئة مهمة في المجتمع نحتاج للتوعية بالتطوع فالكثير يتمنى أن يلتحق بتجربة التطوع ولكن لايعرفون كيف ومتى وأين ؟
كل شخص منا يملك داخله بذرة خير لابد أن تظهر يوما ما ومجرد تشاء الظروف وتظهر هذه البذرة سيشعر بسعادة غامرة ليس لها مثيل .
التطوع " سعادة عطاء " فالمتطوع حين يعطى دون انتظار سيجد سعادة ورضا عن النفس وهو شعور كلنا نحتاج الى الاحساس به .
إن العمل التطوعي مثله مثل أي عمل، يحتاج إلى إتقان ومهارات عالية؛ حتى يخرج بالصورة المطلوبة، التي تعكس روح الفريق وأدائه، والأثر الذي يخرج من خلاصة عمله.
فمهم جداً لنجاح أي فريق أن يتم تدريبه تدريباً متقناً، بحيث لا يختلف عن أي عمل مؤسسي، فلا بد من توزيع الأدوار من بداية انطلاقته الأولى، مبتعداً عن العشوائية والإسقاطات والتداخلات التي قد تحدث أثناء القيام بالمهمة.
نجد أن بعض الفرق التطوعية تفتقر إلى مهارة تعدد الأدوار وأساليب التفويض وصنع القرار؛ مما ينتج عنه زعزعة نظامه، وعدم استقراره وثباته. من هنا وجب علينا التوجيه إلى أهمية التدريب على مختلف المهارات، والتي تتجه إلى التدريب المهاري والسلوكي والاجتماعي، وعلى كيفية الاندماج الاجتماعي؛ لنجعل من العمل التطوعي كتلة نابضة تحتسب نبضاتها لصالح هذا العمل الذي امتد لسنوات.
جميعنا قادرون على العطاء، ولكن البعض منا لا يسعى إلى تطوير نفسه، بل يرفض فكرة التطوير، فنجد البعض من الفرق يعتمد على البعض، بل ويعتمد عليه اعتماداً كلياً باسم الفريق، وكأن العمل التطوعي لا يحفظ الحقوق الفردية.
إن العمل التطوعى يعتبر قيمة مجتمعية يجدر بنا أن نؤسسه تأسيساً قوياً، بداية من الشخص نفسه في طريقته ومعاملته قبل دخوله هذا المجال؛ فالشخص هو الأساس، وهو عنصر الجذب، وأحد لبِنات هذا العمل. مهم جداً أن ننمي فيه الأخلاق الإسلامية؛ فهي التي تلعب دور الأساس، وتصعد فوق كل علم؛ فالعلم بلا أخلاق ككاتب بلا أوراق.
هناك ضروريات لا بد من اكتسابها في العمل التطوعي، كالتدريب على أخلاقيات العمل، ومهارات الاتصال والحوار، واحتواء المشكلات وكيفية تحويل الفكرة إلى مشروع، وتحويل المشروع إلى هدف ورؤية ورسالة، ضمن خطط مدروسة ومفصلة تفصيلاً علمياً، يسهل العمل بها والوثوق بالمخرجات الحقيقة لها، دون الاكتفاء بالسرد العشوائي، والتناقض الذي يسهل القول فيه، ويصعب الأداء والقيام به.
نحن بحاجة إلى كيفية وضع خطط مدروسة في العمل التطوعي، والابتعاد عن العشوائية والاستخفاف بدقيق الأمور.
إن تأسيس الفرق التطوعية عن طريق التدريب يضمن أفضل الأداء، محققا أعلى مقاييس للجودة.
كيف للفرق التطوعية أن تتحدث في مشروعها وهي بالأساس لم تتعلم كيفية دراسة جدوى لمشاريعها، والإلمام بمتطلباته ودراسته من النواحي كلها الاقتصادية والاجتماعية والفنية، والإلمام بمتطلباته، والتقنيات الضرورية لقيامه على أفضل صورة.
إن ترتيب الأولويات يقي هذا العمل من التخبط والارتجالية؛ فالوقت أولى أولوياته، و التقيد بتاريخ التنفيذ من أقوى أدوات ثباته، فلا بد من تدوين تاريخ معين؛ حتى نعلم مدى قابليته للتنفيذ من عدمه، وحتى نجعل لأنفسنا متسعاً من الوقت خالياً من الضغوط، يقدم بكل أريحية، فنستطيع من خلاله قياس الأثر، والعمل على إيجاد فرص التحسين لكل تلك الأخطاء التي تعتريه أثناء القيام بالمهام، والتي قد لا يشعر بها الفريق إلا حين انطلاقة العمل.
يجب أن ننوه إلى أن القيم والمبادئ أولى المهام التي يجب أن يدرب عليها فريق العمل. كذلك يجب أن يستشعر الفريق المهمة الموكلة له، فهو ليس تطبيقاً عملياً فحسب، إنما أنموذج مخرج للمجتمع، يمثله ليكون الأنموذج والقدوة.
العمل التطوعي يتوجب تدريب أفراده على الابتعاد عن مجالات المنافسة؛ فالكل مسؤول، والكل مبادر.
إن العمل التطوعي مقبول بحالتيه الفردية والجماعية، ومن المؤسف نبذ أي جهد يقدم بشكل فردي لصالح الجماعة، فالبعض يحمل ذلك على محمل حب الظهور و(الأنا). فالمهارات المتعددة، وحب الانطلاق وتوسيع المدارك والانخراط في كل الاتجاهات التدريبية، والعمل على دراسة الخطط والمشاريع، ليس الكل يرغب بها، ولا يجد نفسه ملزما بتعلمها، رغم ضرورتها، فتجد البعض يغط في سباته وغفلته، فلا يعرف إدارة نفسه أو فريق عمله.
هنا لا بد من تطوير الفرق التطوعية تطويراً مميزاً؛ لأن هذا العمل في بداياته المعرفية قابل للتجديد والابتكار والتطوير والنماء؛ فهو يمثل ثروة مجتمعية بارزة في عصرنا الحاضر.
كما أن انخراط المواطنين في الأعمال التطوعية دليل على الرقي والتقدم حيث أصبحت مطلب من متطلبات الحياة الاجتماعية والانسانية ففي بعض الدول أصبح التطوع الزامي مثل سويسرا فالتطوع الزامي للفئات العمرية ما بين 20-60 سنة ووصل عدد الملتحقين ببرامج العمل التطوعي في اميركا عام 2005 بلغ 3,3 مليون طالب .
ومن المعوقات التى يمكن أن نواجهها في الاعمال التطوعية :
الجهل باهمية التطوع ـ عدم كفاية الوقت ـ عدم الالتزام بالعمل ـ ظروف المواصلات ـ الانانية ـ الاستغلال ـ قلة الدعم ـ الخوف ـ اعتقاد البعض ان التطوع مضيعة للوقت ـ عدم بث روح التطوع ـ عدم وجود قائمة تثبت حقوق المتطوعين وحفظ كرامتهم .
وأختم حديثى " بأن العمل التطوعى رغبة وعطاء ومهارة وتطوير فلنتطوع لنحيا سعداء ".
جزاكي الله كل خيير..