أ.عوض الجبرتي ــ مستشار التنمية البشرية
رفقاً بالقوارير
المرأة هي كتلةٌ من المشاعر والأحاسيس ، وقد جعلها الله تعالى سكناً للرجل وجعل من الرجل سكناً لها .
قال المولى تباركت أسمائه : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون ) . وقال سبحانه : ( وخلق منها زوجها ليسكن إليها ) . وﻻ غنى لكلا الطرفين عن صاحبه ﻷنه سكنه واستقراره .
ولكن السؤال :
هل لو أُجبر إنسان أن يسكن منزﻻً هو ﻻ يريده ، وﻻ يرغبه ، وأجبر على سكنه هل سيهنأ بهذا السكن ، وهل سيسعد بهذا المنزل ؟ الجواب : حتماً ﻻ ، ﻷنه بغير اختياره ، مجبورٌ عليه ، ولو وجد فرصةً مناسبةً ﻷن ينتقل إلى منزل آخر يتناسب مع احتياجاته من :
سعة غرفه ، ونظافة حجراته ، وطريقة تصميم مداخله ، وقوة بنيته ، وجمال مظهره ، وقرب سكنه من مقر عمله ، وتوفر الخدمات من حوله ، وتوفر الماء وعدم انقطاعه ، وغير ذلك من احتياجاته .
فإنه وﻻ شك سيكون في حالة : جاري البحث .
والسؤال نحن نعلم جميعاً أنه من حق الرجل كما أنه يبحث عن السكن المناسب له كذلك له الحق في اختيار الزوجة المناسبة له ، ﻻ ما يناسب أهله ، وما يختارون له من فتاة ، حتى وإن كانت في وصفهم جميلة ، وفي نظرهم أنيقة ، بل في مقاييس حسبتهم "ملكة جمال الكون" .
فإن كانت عينه ﻻ ترى ما ﻻ يرون فإنه لن يرضخ ﻻختيارهم ، بل سيقوم هو باختيار شريكة حياته التي يرى جمالها وبهائها بعينه ، فينعكس حبها في قلبه ﻻ في قلب ذويه وأهله من اﻷبوين ونحوهم
والسؤال اﻷكثر عمقاً :
- هل يحق للمرأة أن تختار زوجا مناسباً لها ؟ هل يحق لها أن تقول لوليها : أنا أريد فلاناً زوجا لي ؟
- هل يحق لها إذا لم يكن وليها موافقاً عليه ، وصدها عن رغبتها ومنعها عن أمنيتها في اﻻرتباط به ، أن يجبرها على ذلك ، أم لها حق فرض الرأي وتقتصر على قناعتها دون اﻷخذ برأيه ؟
أم سنقول لها : ﻻبد أن تكوني بارةً بوالدك ، مطيعةً لوليك فهو أدرى بمصلحتك !
وسؤال آخر هو أكثر عمقاً :
- هل يحق لها أن تبادر هي في عرض نفسها زوجة لشخصٍ تراه مناسباً لها فتخطبه لنفسها ؟
أم أن هذا اﻷمر جريمة ، وخارج عن الذوق واﻷدب ، ومخالف للأعراف الاجتماعية !
إن كان الجواب : نعم ﻻ ينبغي لها ذلك أبداً ، وهو عيب كبير في حقها وجرم كبير ترتكبه في حق نفسها .
فإنني هنا استشهد بشواهد معاكسة لهذه الإجابة فمن ذلك :
- أن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عرضت نفسها للزواج بالنبي عليه الصلاة والسلام .
ﻷنها رأت فيه من الخصال الحميدة ، والأخلاق الجميلة ، فأحبت أن تكون زوجة له فاختارت محمداً عليه الصلاة والسلام زوجاً لها .
رغم أن هناك بعض الفروقات العرفية السائدة ، من ذلك أنها كانت تكبره بخمسة عشر عاماً ، وأنها كانت ثيباً وهو لم يسبق له الزواج عليه الصلاة والسلام .
فهل الاختلاف في بعض اﻷعراف اﻻجتماعية في اختلاف اللون أو الجنس أو القبيلة أو المنصب تمنع من زواجي من الشخص الذي أريده !!!
- وأيضاً في حق اختيار المرأة للزوج المناسب ، شاهدٌ آخر على ذلك ، تلك المرأة التي وهبت نفسها للنبي عليه الصلاة والسلام ليتزوج بها .
وهنا قد يقول قائل : هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام ، وهل هناك شخص في مثل مقامه وكريم نبله وجميل خلقه يستحق أن تهب المرأة نفسها له ، أو تعرض نفسها للزواج به .
- وهنا يأتي الشاهد الثالث في أحقية اختيار المرأة وطرح رأيها وحقها في اختيار الشخص ( العريس المناسب ) أنه عليه الصلاة والسلام نهى عن إجبار المرأة على النكاح ممن لا ترغب به بأن قال : ( المرأة البكر تستأذن ، والثيب تُستأمر ) .
وهنا نجد معنىً من معاني الحق المشروع للمرأة في الاختيار :
فإن كانت بكر فلا تُنكح إلا بإذنها ، وإن كانت ثيباً فلا تزوج إلا بأمرها .
همسةٌ في أذنك أيها الولي :
اعلم أن المرأة تمتلك مشاعراً خفيةً أنت لا تدركها ، وهي بطبيعتها وكينونة أنوثتها لا تستطيع أن تبوح عما بداخلها ، ولا أن تفصح لك ما بخاطرها ، فرفقاً بالقوارير .
رفقاً بالقوارير
المرأة هي كتلةٌ من المشاعر والأحاسيس ، وقد جعلها الله تعالى سكناً للرجل وجعل من الرجل سكناً لها .
قال المولى تباركت أسمائه : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون ) . وقال سبحانه : ( وخلق منها زوجها ليسكن إليها ) . وﻻ غنى لكلا الطرفين عن صاحبه ﻷنه سكنه واستقراره .
ولكن السؤال :
هل لو أُجبر إنسان أن يسكن منزﻻً هو ﻻ يريده ، وﻻ يرغبه ، وأجبر على سكنه هل سيهنأ بهذا السكن ، وهل سيسعد بهذا المنزل ؟ الجواب : حتماً ﻻ ، ﻷنه بغير اختياره ، مجبورٌ عليه ، ولو وجد فرصةً مناسبةً ﻷن ينتقل إلى منزل آخر يتناسب مع احتياجاته من :
سعة غرفه ، ونظافة حجراته ، وطريقة تصميم مداخله ، وقوة بنيته ، وجمال مظهره ، وقرب سكنه من مقر عمله ، وتوفر الخدمات من حوله ، وتوفر الماء وعدم انقطاعه ، وغير ذلك من احتياجاته .
فإنه وﻻ شك سيكون في حالة : جاري البحث .
والسؤال نحن نعلم جميعاً أنه من حق الرجل كما أنه يبحث عن السكن المناسب له كذلك له الحق في اختيار الزوجة المناسبة له ، ﻻ ما يناسب أهله ، وما يختارون له من فتاة ، حتى وإن كانت في وصفهم جميلة ، وفي نظرهم أنيقة ، بل في مقاييس حسبتهم "ملكة جمال الكون" .
فإن كانت عينه ﻻ ترى ما ﻻ يرون فإنه لن يرضخ ﻻختيارهم ، بل سيقوم هو باختيار شريكة حياته التي يرى جمالها وبهائها بعينه ، فينعكس حبها في قلبه ﻻ في قلب ذويه وأهله من اﻷبوين ونحوهم
والسؤال اﻷكثر عمقاً :
- هل يحق للمرأة أن تختار زوجا مناسباً لها ؟ هل يحق لها أن تقول لوليها : أنا أريد فلاناً زوجا لي ؟
- هل يحق لها إذا لم يكن وليها موافقاً عليه ، وصدها عن رغبتها ومنعها عن أمنيتها في اﻻرتباط به ، أن يجبرها على ذلك ، أم لها حق فرض الرأي وتقتصر على قناعتها دون اﻷخذ برأيه ؟
أم سنقول لها : ﻻبد أن تكوني بارةً بوالدك ، مطيعةً لوليك فهو أدرى بمصلحتك !
وسؤال آخر هو أكثر عمقاً :
- هل يحق لها أن تبادر هي في عرض نفسها زوجة لشخصٍ تراه مناسباً لها فتخطبه لنفسها ؟
أم أن هذا اﻷمر جريمة ، وخارج عن الذوق واﻷدب ، ومخالف للأعراف الاجتماعية !
إن كان الجواب : نعم ﻻ ينبغي لها ذلك أبداً ، وهو عيب كبير في حقها وجرم كبير ترتكبه في حق نفسها .
فإنني هنا استشهد بشواهد معاكسة لهذه الإجابة فمن ذلك :
- أن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عرضت نفسها للزواج بالنبي عليه الصلاة والسلام .
ﻷنها رأت فيه من الخصال الحميدة ، والأخلاق الجميلة ، فأحبت أن تكون زوجة له فاختارت محمداً عليه الصلاة والسلام زوجاً لها .
رغم أن هناك بعض الفروقات العرفية السائدة ، من ذلك أنها كانت تكبره بخمسة عشر عاماً ، وأنها كانت ثيباً وهو لم يسبق له الزواج عليه الصلاة والسلام .
فهل الاختلاف في بعض اﻷعراف اﻻجتماعية في اختلاف اللون أو الجنس أو القبيلة أو المنصب تمنع من زواجي من الشخص الذي أريده !!!
- وأيضاً في حق اختيار المرأة للزوج المناسب ، شاهدٌ آخر على ذلك ، تلك المرأة التي وهبت نفسها للنبي عليه الصلاة والسلام ليتزوج بها .
وهنا قد يقول قائل : هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام ، وهل هناك شخص في مثل مقامه وكريم نبله وجميل خلقه يستحق أن تهب المرأة نفسها له ، أو تعرض نفسها للزواج به .
- وهنا يأتي الشاهد الثالث في أحقية اختيار المرأة وطرح رأيها وحقها في اختيار الشخص ( العريس المناسب ) أنه عليه الصلاة والسلام نهى عن إجبار المرأة على النكاح ممن لا ترغب به بأن قال : ( المرأة البكر تستأذن ، والثيب تُستأمر ) .
وهنا نجد معنىً من معاني الحق المشروع للمرأة في الاختيار :
فإن كانت بكر فلا تُنكح إلا بإذنها ، وإن كانت ثيباً فلا تزوج إلا بأمرها .
همسةٌ في أذنك أيها الولي :
اعلم أن المرأة تمتلك مشاعراً خفيةً أنت لا تدركها ، وهي بطبيعتها وكينونة أنوثتها لا تستطيع أن تبوح عما بداخلها ، ولا أن تفصح لك ما بخاطرها ، فرفقاً بالقوارير .