الأستاذة كوزيت الخوتاني
كم هي عجيبة تلك النفس، وكم هي محيرة، ثم كم هي خطيرة!!كم هي عجيبة لما فيها من منحنيات ومنعطفات كثيرة!!
لأن الإنسان إذا كان جاهلاً بنفسه، فقد حكم على نفسه بالخسارة والانهزام، لأنك إذا جهلت نفسك، فستدخل معركة مع أعدى أعدائك، وهو الشيطان على أرض بصيرة بأرض المعركة، وأرض المعركة هنا هي النفس في الوقت الذي يعرف الشيطان فيه طبيعة تلك النفس، وعنده من الخبرة بنقاط ضعفها ومواطن نقصها ما يكفي لجعلها أرضا لكل شر، ومغرسًا لكل صفة خبيثة، فإذا دخلت معركتك مع الشيطان وأنت جاهل بنفسك فلا شك أنك ستخسرها،( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ).
وإنَّ بناء الذَّات يبدأ من بنائها بناء معرفيًا، بالغرسِ النظريِّ للأفكار السَّليمة التي ينتج عنها التَّصوُّر الصَّحِيح للحقائق، وذلك من خلال القراءة والتفكُّر فيما حول الإنسان من مظاهر الحياة، فالقراءة خطوة أساسيَّة في برنامج بناء الذات.
والمزرعَة الأولى لبناءِ الذات والقيم، أسرةُ يقودها أبوان صالحان، يتعلَّم الولد في البيت والمدرسةِ القيَم ويمتثِلها، يمارس الفضيلة وينأى بنفسِه عن الرذيلة.
وعمليّة بناء القيَم عملية دائمة مستمرَّة لا تتوقَّف، وهي أساسُ التربية في البيت والمدرسة والأسواقِ وكافّة نواحِي الحياة، كما يجب التحذير من المفاهيم التربويّة المستوردة التي تتعارَض مع قيَم الإسلام، ولا سيّما في ظلِّ العولمة، وإزالة كلِّ ما يخدش الحياء ويحطّم القيَم،
كما نطالب المجتمع بكل أفراده وجميعِ مؤسَّساته العامّة والخاصّة أن يتعاونوا في نشر القيم وتثبيتها في النفوس، ثم متابعتها حتى تصبِح جزءًا أصيلاً في سلوك الناس وتعاملهم. غرس القيم بالقدوة والسلوك أكبرُ أثرًا وأعظم استجابةً وأسرع قبولا، ومن أجل ذلك قدّم ربُّ العزة وحيه وجعل الدعوةَ على أيدي الرسلِ ليكونوا قدوةً لأمَمِهم، قال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل).
وعلى هذا فالناس مختلفون في بناء أنفسهم وتأسيسها وتربيتها اختلافاً بيِّنًا جليًّا واضحًا، يظهر ذلك في استقبال المحن والمنح، والنعم والنقم، والترغيب والترهيب، والفقر والغنى؛ فمنهم من أسَّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان؛ فلا تضره فتنة ولا تزعزعه شبهة، ولا تغلبه شهوة، صامد كالطود الشامخ، والسر في الإيمان، الذي إذا خالطت بشاشته القلوب ثبت صاحبه.
ما النفس إلا حيث يجعلها الفتى
فإن أطعمت تاقت وإلا تســلت.
وختامًا: ينبغي لمن يرجو زكاة نفسه وإصلاحها أن يستعين بالله عز وجل دائمًا ويدعوه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الحاجة: ((الحمد لله نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من سيئات أنفسنا)).
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيه .
كم هي عجيبة تلك النفس، وكم هي محيرة، ثم كم هي خطيرة!!كم هي عجيبة لما فيها من منحنيات ومنعطفات كثيرة!!
لأن الإنسان إذا كان جاهلاً بنفسه، فقد حكم على نفسه بالخسارة والانهزام، لأنك إذا جهلت نفسك، فستدخل معركة مع أعدى أعدائك، وهو الشيطان على أرض بصيرة بأرض المعركة، وأرض المعركة هنا هي النفس في الوقت الذي يعرف الشيطان فيه طبيعة تلك النفس، وعنده من الخبرة بنقاط ضعفها ومواطن نقصها ما يكفي لجعلها أرضا لكل شر، ومغرسًا لكل صفة خبيثة، فإذا دخلت معركتك مع الشيطان وأنت جاهل بنفسك فلا شك أنك ستخسرها،( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ).
وإنَّ بناء الذَّات يبدأ من بنائها بناء معرفيًا، بالغرسِ النظريِّ للأفكار السَّليمة التي ينتج عنها التَّصوُّر الصَّحِيح للحقائق، وذلك من خلال القراءة والتفكُّر فيما حول الإنسان من مظاهر الحياة، فالقراءة خطوة أساسيَّة في برنامج بناء الذات.
والمزرعَة الأولى لبناءِ الذات والقيم، أسرةُ يقودها أبوان صالحان، يتعلَّم الولد في البيت والمدرسةِ القيَم ويمتثِلها، يمارس الفضيلة وينأى بنفسِه عن الرذيلة.
وعمليّة بناء القيَم عملية دائمة مستمرَّة لا تتوقَّف، وهي أساسُ التربية في البيت والمدرسة والأسواقِ وكافّة نواحِي الحياة، كما يجب التحذير من المفاهيم التربويّة المستوردة التي تتعارَض مع قيَم الإسلام، ولا سيّما في ظلِّ العولمة، وإزالة كلِّ ما يخدش الحياء ويحطّم القيَم،
كما نطالب المجتمع بكل أفراده وجميعِ مؤسَّساته العامّة والخاصّة أن يتعاونوا في نشر القيم وتثبيتها في النفوس، ثم متابعتها حتى تصبِح جزءًا أصيلاً في سلوك الناس وتعاملهم. غرس القيم بالقدوة والسلوك أكبرُ أثرًا وأعظم استجابةً وأسرع قبولا، ومن أجل ذلك قدّم ربُّ العزة وحيه وجعل الدعوةَ على أيدي الرسلِ ليكونوا قدوةً لأمَمِهم، قال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل).
وعلى هذا فالناس مختلفون في بناء أنفسهم وتأسيسها وتربيتها اختلافاً بيِّنًا جليًّا واضحًا، يظهر ذلك في استقبال المحن والمنح، والنعم والنقم، والترغيب والترهيب، والفقر والغنى؛ فمنهم من أسَّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان؛ فلا تضره فتنة ولا تزعزعه شبهة، ولا تغلبه شهوة، صامد كالطود الشامخ، والسر في الإيمان، الذي إذا خالطت بشاشته القلوب ثبت صاحبه.
ما النفس إلا حيث يجعلها الفتى
فإن أطعمت تاقت وإلا تســلت.
وختامًا: ينبغي لمن يرجو زكاة نفسه وإصلاحها أن يستعين بالله عز وجل دائمًا ويدعوه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الحاجة: ((الحمد لله نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من سيئات أنفسنا)).
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيه .