الأستاذة فتحية منديلي
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر؛ حقاً ماأعظم ماحبانا الله أمراً وما أجدى ماكتبه القادر لنا قدراً وما أرقى ماوهبه الخالق لنا بسلمان حُكماً وما أنفع ماأنعم به الرب علينا بحِكمة سلمان عهداً بمسيرته النيرة نهجاً، وأسلوبه الواضح نمطاً وشريعته الإسلامية فقهاً، فحمداً لك رباً بما منحته لنا رائداً تجلت فيه حنكته القيادة صفتاً وشكراً لك مولاً بما نصبته علينا قائداً ملء قلبه فيك وجلاً ، وها نحن الآن نرفل تحت ظل قيادته الرشيدةً عزاً، وفي مضمار حكمه العادل سيراً؛ نعم نستجيب لك ياخادم الحرمين الشريفين ياسلمان بن عبد العزيز لحُكمك شعباً ونواليك بشريعة الإسلام أزراً، ونؤيد خطاك السديد فينا رأياً الدالة على حِكمتك الواعظة جللاً، وعلى قريحتك اليانعة فكراً فكيف لانبتهج بولايتك لنا فرحاً، ونغتبط بريادتك فينا بُشراً، لما منٓ الله لنا بك هبة وما جزله الباري لنا بك عظماً ، حينما ولاك فينا قائداً مجيد عميدة، ونصبك علينا ملك كريم رحيمة، بارك الله لنا في عهدك دوماً وبوركت بنا شعباً بايعك الولاية طوعاً، وبارك الله لنا بقيادتك الرامية للحق عزيمة، وبوركت بنا أبناء بررة مخلصين لك أكيدة ، فهنيئاً لك بما منحك الله بنا شعب محباً لك مديدة، وهنيئاً لنا افتخارنا بك على الزمن زعيمة، لما تميزت به من سليقة في العلم رفعاً ، وماترعرعت به من قريحة في الدين ورعاً وماحفظت به القرآن وأنت في العاشرة عمراً ومالبسته من ثوب التقى والعفاف منذ نعومة أظفارك نشئا ومامارسته من مهام جليلة لإدارة أمور القيادة وفقاً، كان لها صلاح للحُكم فخراً وفضيلة للأمم نفعاً، وماتجاوزت به من صعاب الأمور المعيقة بأنسب الطرق حلاً، ياأسطورة أبدعت بكل ماقدمته صنعاً، ويا قائداً أتقنت كل ماأنجزته عملاً وياعبقرياً لم يضاهيك بكل مافعلته أحداً بأياديك البيضاءالمجلجلة هنا وهناك بكل خيراً، والممتدة لقريب وبعيد بعظيم عوناً، وتميزت بين الأنام بحكمتك النادرة فطناً، تألقت بها في ربوع القمم شرفاً ، حتى ذاع صداها في بقاع الأرض بين وادياً وسهلاً ، فأهلاً بك قائداً أودعت فينا فخرا، ومرحباً بك رائداً أوزعت فينا بك قدوة ، فسريرتك تحمل كل مايعنيه مفهوم القيادة حنكاً وشخصيتك فريدة مميزة بكل مايحويه معنى الريادة نصراً، ومؤهلاتك العلمية الرفيعة ضاعفت مكانتك بين الشعوب علواً ، فكل مانرجوه من الخالق أن يكلل عهدك فينا رفعة ، ويديم عزك علينا طمأنينة ويتوج حكمك لنا رخاءاً وقدماً، ترنو به بمحياك المهيب بين الخليقة واثق الخطوة تمشي ملكاً، وتفصل به بين الحق والباطل وضوحاً ، وتعين كل ذي حاجة بعزم ، ويشيع عدلك في الأمم عقلانية وحزم ؛ فلا عجب أن نجني ثمار هذا العهد المبجل بك وفر خير واستقرار عيشّ واستمرار أمنٌ ، فكم نحمد الأقدار التي سيرتك لنا رائداً، وكم نشكر الظروف التي أرسلتك فينا قائداً؛ حوانا بعهد مرموق وحكم ميمون وأمن مغمور وعدل منشور وصلاح معمور ؛ فهذاحتماً حصاد قائدّ ملأه ربه سكينة وورعة ووحباه خالقه فيض تقوة، فأبشري يامملكة بعهد يحفه مجد ويحويه علو شأن نحقق فيه كل أملٍ ونصل به إلى مانرجوه من كل أمر .