أميمة عبد العزيز زاهد
كثير هم من حولي، فعلاقاتي ولله الحمد متعددة ومتشعبة ومتفرعة في كل مكان وزمان، طوال الوقت وأنا أسمعهم ويسمعونني، أراهم ويرونني، منهم من يزورني وأزورهم، وهناك من يراسلونني وأراسلهم، لا أذكر أن أي شخص قد سبق وطلب مني خدمة صغرت أم كبرت، وكان في استطاعتي أن أقوم بها، إلا وقدمتها بكل سعة صدر وحب للعطاء والشعور بالواجب، الذي يمليه عليّ ضميري، وقبلها ما يحثني عليه ديني، وإذا لم أتمكن من تقديم المساعدة، بعد بذل المحاولات، يعتريني الألم والحسرة على قلة حيلتي؛ فلا أذكر مرة أني وعدت وأخلفت، أو عاهدت وصمت، فإما أن أستطيع أو لا أستطيع؛ ليتمكن صاحب الحاجة من طرق باب آخر، أعود لعلاقاتي الرائعة التي كم حسدت نفسي عليها، وكنت أنتشي وأسعد لمجرد أني كنت أسمع دائماً من هذا أو تلك ممن أنعم الله عليهم بالمكانة العالية، والمركز المرموق، ويمتلكون القوة، ولا قوي إلا الله، وهم يرددون بأنهم على أتم استعداد بأن يقدموا لي أي خدمة، وكانوا يقولون لي: نحن رهن إشارتك في أي خدمة تطلبينها، وكان يكفيني أن أسمع ذلك حتى تتملكني السعادة والثقة بالنفس، وبأنه لايزال هناك أناس طيبون.
ولم أكن أتجرأ أو حتى أفكر بأن أطلب منهم ذلك؛ فصداقتي بهم صداقة ليس فيها مصالح مادية أو اجتماعية، ولا يشوبها أغراض دنيوية، على الأقل بالنسبة لي.
هم من كانوا يرددون بأن طلباتي أوامر، وأرد: «أستغفر الله» لا يأمر عليكم ظالم، وهكذا من مجاملة لأخرى تمر عليّ مرور الكرام، وأشكرهم على نبل أخلاقهم وحسن تعاملهم وتقديرهم واحترامهم لشخصي المتواضع، وأني لن أستغني عنهم، وحين أحتاج لن أتردد وسأبلغهم؛ فمن لي بعد الله غيرهم؛ فالناس بالناس، والكل بالله، وحانت اللحظة، ويا ليتها لم تحن، ويعلم الله وحده كم ترددت مئة مرة وكم عانيت، وكنت أقدم خطوة وأعود خطوات، ولكن لا بد من الذي ليس منه بد، وقررت أن أجمع كل قواي، وكيف لا وأنا سأمر بموقف لم أعهده، وقلت لنفسي: لم كل هذا التردد في أمر محسوم من قبل، ومن فئة كانت تستحثني على ذلك؟ وعندما تذكرت كل تلك الشهامة النادرة في القول، تكلمت بكل ثقة وشجاعة مع بعض منهم، ورددوا نفس عبارات الترحيب السابقة وأكثر، بأن الأمر لا يستحق كل ذلك؛ فهو بمنتهى السهولة واليسر، ويا ليتني لم أحوج نفسي، فها هي الأيام تمر والأسابيع وراءها، ولا حياة لمن تنادي؛ فلم أسمع الرد لا بالقبول ولا بالرفض، ودعوت الله ألا يحوج أحداً لأحد، ولا يعرضه لمغبة السؤال؛ فكم هي صعبة ومحرجة ومريرة، واكتشفت الآن فقط بأنه، ما أكثر الأصدقاء حين نعدهم، ولكنهم في النائبات قليل.
تذكرت محمد خليفة التونسي في قوله:
عُشرائي في كل يوم يزيدون، ولكن ما أندر الأصدقاء.
رب ألف ممن أعاشر، لا ألقى صديقاً منهم يصون الوفاء.
ندرة الأصدقاء في هذه الدنيا، بلاء لمن يحب الإخاء.
وهي ليست تطيب إلا بإخوان كرام، يستعذبون الفداء
كثير هم من حولي، فعلاقاتي ولله الحمد متعددة ومتشعبة ومتفرعة في كل مكان وزمان، طوال الوقت وأنا أسمعهم ويسمعونني، أراهم ويرونني، منهم من يزورني وأزورهم، وهناك من يراسلونني وأراسلهم، لا أذكر أن أي شخص قد سبق وطلب مني خدمة صغرت أم كبرت، وكان في استطاعتي أن أقوم بها، إلا وقدمتها بكل سعة صدر وحب للعطاء والشعور بالواجب، الذي يمليه عليّ ضميري، وقبلها ما يحثني عليه ديني، وإذا لم أتمكن من تقديم المساعدة، بعد بذل المحاولات، يعتريني الألم والحسرة على قلة حيلتي؛ فلا أذكر مرة أني وعدت وأخلفت، أو عاهدت وصمت، فإما أن أستطيع أو لا أستطيع؛ ليتمكن صاحب الحاجة من طرق باب آخر، أعود لعلاقاتي الرائعة التي كم حسدت نفسي عليها، وكنت أنتشي وأسعد لمجرد أني كنت أسمع دائماً من هذا أو تلك ممن أنعم الله عليهم بالمكانة العالية، والمركز المرموق، ويمتلكون القوة، ولا قوي إلا الله، وهم يرددون بأنهم على أتم استعداد بأن يقدموا لي أي خدمة، وكانوا يقولون لي: نحن رهن إشارتك في أي خدمة تطلبينها، وكان يكفيني أن أسمع ذلك حتى تتملكني السعادة والثقة بالنفس، وبأنه لايزال هناك أناس طيبون.
ولم أكن أتجرأ أو حتى أفكر بأن أطلب منهم ذلك؛ فصداقتي بهم صداقة ليس فيها مصالح مادية أو اجتماعية، ولا يشوبها أغراض دنيوية، على الأقل بالنسبة لي.
هم من كانوا يرددون بأن طلباتي أوامر، وأرد: «أستغفر الله» لا يأمر عليكم ظالم، وهكذا من مجاملة لأخرى تمر عليّ مرور الكرام، وأشكرهم على نبل أخلاقهم وحسن تعاملهم وتقديرهم واحترامهم لشخصي المتواضع، وأني لن أستغني عنهم، وحين أحتاج لن أتردد وسأبلغهم؛ فمن لي بعد الله غيرهم؛ فالناس بالناس، والكل بالله، وحانت اللحظة، ويا ليتها لم تحن، ويعلم الله وحده كم ترددت مئة مرة وكم عانيت، وكنت أقدم خطوة وأعود خطوات، ولكن لا بد من الذي ليس منه بد، وقررت أن أجمع كل قواي، وكيف لا وأنا سأمر بموقف لم أعهده، وقلت لنفسي: لم كل هذا التردد في أمر محسوم من قبل، ومن فئة كانت تستحثني على ذلك؟ وعندما تذكرت كل تلك الشهامة النادرة في القول، تكلمت بكل ثقة وشجاعة مع بعض منهم، ورددوا نفس عبارات الترحيب السابقة وأكثر، بأن الأمر لا يستحق كل ذلك؛ فهو بمنتهى السهولة واليسر، ويا ليتني لم أحوج نفسي، فها هي الأيام تمر والأسابيع وراءها، ولا حياة لمن تنادي؛ فلم أسمع الرد لا بالقبول ولا بالرفض، ودعوت الله ألا يحوج أحداً لأحد، ولا يعرضه لمغبة السؤال؛ فكم هي صعبة ومحرجة ومريرة، واكتشفت الآن فقط بأنه، ما أكثر الأصدقاء حين نعدهم، ولكنهم في النائبات قليل.
تذكرت محمد خليفة التونسي في قوله:
عُشرائي في كل يوم يزيدون، ولكن ما أندر الأصدقاء.
رب ألف ممن أعاشر، لا ألقى صديقاً منهم يصون الوفاء.
ندرة الأصدقاء في هذه الدنيا، بلاء لمن يحب الإخاء.
وهي ليست تطيب إلا بإخوان كرام، يستعذبون الفداء