الأستاذة فتحية منديلي
لن تعترض أبداً على حكم القدر ولن تسأم أبداً بما أنزله بنا القدر فقدر الله واقع لامحالة وأمر الله ماضي في مجاله، ولم يكن كائن خلد يوماً ولم يكن مخلوق عُمر دوماً فكل مورود آيل للزوال وكل موجود لم يبقى طوال الزمان ( فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) تلك هي سنة الحياة وذاك هو مصير كل نفس خلقت تحت أرض هذه السماء ، ( ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي ) تلك هي آجالنا نهايتها محدودة وحياتنا أعمارها موعودة؛ هي معادلة إلهية ومقاييس روحانية ليس بمقدورنا أن نحيد منها وليس بوسعنا أن نميل عنها، يضعنا القدر أمام نهاية أجل من يعز علينا فجأة ويلزمنا واقعنا رحيل من يسكن قلبنا بغتة ؛ إنه واقع أليم لطالما أضنانا وقضاء مريع لحالما أبكانا خطف منا روح طاهرة هي جزء من قلوبنا وسلب جسد قريب من نفوسنا بل هي أغلى من فلذات أكبادنا هي أخت صغرى لنا ( زينة ) لها في قلوبنا مكانة فريدة وفي نفوسنا معزة وديعة ، الكل منا يحابيها ويداديها كنا جميعاً لها أم وأب وأخوة وأخوات نتودد لها ونحنو عليها ونعطف عليها بكل مالدينا نحاول قدر إمكاننارسم السعادة في عينيها خاصة بعد رحيل أمنا الرؤوم رحمها الله لتي كانت تميزها عنا بحبها الفائض لها وتدليلها الزائد لها، كانت ترافقها دوماً أينما حلت وأينما نزلت لدرجة أنها تصلها إلى الجامعة ذهاباً وإياباً خوفاً عليها لأنها في نظرها هي الصغرى وآخر العنقود، كانت هي في ذلك الحين على أعتاب الدراسة الجامعية وبعد رحيل والدتي توارثت مهمتها برعاية هذه الأخت الصغرى والحبية الراحلة أعتبرتها إبنة لي بصفتي الأخت الكبرى وكانت لها مكانة مميزة في قلبي وفي نفسي بإعتبارها وحيدة وغير متزوجة كنت أتابع حركاتها وسكناتهاشديدة القلق عليها يراودني دوماً شغف عليها أشعر بإرتياح عندما أطمئن عليها لم يمر يوماً إلا وأتصلت عليها وسألت عنها وعن أحوالها كنت أعتبرها صديقة حميمة وأخت رفيقة أرتاح لقربها وأسعد لفرحها وأشتاق لها في بعدها أتعب لهمها وأحزن لألمها؛ وفي غضون هذا الوله الشديد عليها تخطف بقدرة القدر منا فجأة كالبرق دونما سابق إنذار ودونما تقديم إشعار رحلت إلى باريها بهدوء وذهبت إلى خالقها بسكون وطارت وكأنها حمامة سلام رفرفت وأسرعت إلى وكرها لتقر في سكنها الأبدي وفي مثواها الأخير؛ لقد كان وقع رحيلها صدمة مهولة وفجعة مريعة تركتنا بين أنين الألم وحسرات الندم وصراع الحزن تركتنا بجراح عميقة وألآم دفينة ومازالت هذه الجراح تنزف دماً وتبكيها حرقة وتنعيها وجعاً وتذكرها لهفاًعلى فراقها لوعة فهي التي كانت أقرب عمن كانوا أقرب لنا قرباً وأدنى من مرور الدم في عروقنا جرياً ، فمن ثنايا هذه الأجواء الكئيبة فما نملك إلا أن نقول ؛ اللهم صبرنا على ريب الزمان وأجرنا بما سلط علينا به غدر هذا الزمان ، وأجبر كسرنا وضاعف أجرنا وهون فجعنا، رحمك الله أيتها الروح التي تحلقت في السماء رحمك الله أيها الجثمان الذي رحل في ذمة رب السماء ؛ حمداً لله حمداً كثيراً على ماأتانا وحمداً لله حمداً كثيراً على ماأبتلانا وإنا لله وإن إليه راجعون في كل ماقضانا، قال الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنه يوماً لابنه : "يا بُني، إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك" سبحانك ياالله رضينا بك ربا وبما أنزلته علينا قضاءاً ولاحول ولاقوة إلا بما كتبته لنا قدراً .
لن تعترض أبداً على حكم القدر ولن تسأم أبداً بما أنزله بنا القدر فقدر الله واقع لامحالة وأمر الله ماضي في مجاله، ولم يكن كائن خلد يوماً ولم يكن مخلوق عُمر دوماً فكل مورود آيل للزوال وكل موجود لم يبقى طوال الزمان ( فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) تلك هي سنة الحياة وذاك هو مصير كل نفس خلقت تحت أرض هذه السماء ، ( ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي ) تلك هي آجالنا نهايتها محدودة وحياتنا أعمارها موعودة؛ هي معادلة إلهية ومقاييس روحانية ليس بمقدورنا أن نحيد منها وليس بوسعنا أن نميل عنها، يضعنا القدر أمام نهاية أجل من يعز علينا فجأة ويلزمنا واقعنا رحيل من يسكن قلبنا بغتة ؛ إنه واقع أليم لطالما أضنانا وقضاء مريع لحالما أبكانا خطف منا روح طاهرة هي جزء من قلوبنا وسلب جسد قريب من نفوسنا بل هي أغلى من فلذات أكبادنا هي أخت صغرى لنا ( زينة ) لها في قلوبنا مكانة فريدة وفي نفوسنا معزة وديعة ، الكل منا يحابيها ويداديها كنا جميعاً لها أم وأب وأخوة وأخوات نتودد لها ونحنو عليها ونعطف عليها بكل مالدينا نحاول قدر إمكاننارسم السعادة في عينيها خاصة بعد رحيل أمنا الرؤوم رحمها الله لتي كانت تميزها عنا بحبها الفائض لها وتدليلها الزائد لها، كانت ترافقها دوماً أينما حلت وأينما نزلت لدرجة أنها تصلها إلى الجامعة ذهاباً وإياباً خوفاً عليها لأنها في نظرها هي الصغرى وآخر العنقود، كانت هي في ذلك الحين على أعتاب الدراسة الجامعية وبعد رحيل والدتي توارثت مهمتها برعاية هذه الأخت الصغرى والحبية الراحلة أعتبرتها إبنة لي بصفتي الأخت الكبرى وكانت لها مكانة مميزة في قلبي وفي نفسي بإعتبارها وحيدة وغير متزوجة كنت أتابع حركاتها وسكناتهاشديدة القلق عليها يراودني دوماً شغف عليها أشعر بإرتياح عندما أطمئن عليها لم يمر يوماً إلا وأتصلت عليها وسألت عنها وعن أحوالها كنت أعتبرها صديقة حميمة وأخت رفيقة أرتاح لقربها وأسعد لفرحها وأشتاق لها في بعدها أتعب لهمها وأحزن لألمها؛ وفي غضون هذا الوله الشديد عليها تخطف بقدرة القدر منا فجأة كالبرق دونما سابق إنذار ودونما تقديم إشعار رحلت إلى باريها بهدوء وذهبت إلى خالقها بسكون وطارت وكأنها حمامة سلام رفرفت وأسرعت إلى وكرها لتقر في سكنها الأبدي وفي مثواها الأخير؛ لقد كان وقع رحيلها صدمة مهولة وفجعة مريعة تركتنا بين أنين الألم وحسرات الندم وصراع الحزن تركتنا بجراح عميقة وألآم دفينة ومازالت هذه الجراح تنزف دماً وتبكيها حرقة وتنعيها وجعاً وتذكرها لهفاًعلى فراقها لوعة فهي التي كانت أقرب عمن كانوا أقرب لنا قرباً وأدنى من مرور الدم في عروقنا جرياً ، فمن ثنايا هذه الأجواء الكئيبة فما نملك إلا أن نقول ؛ اللهم صبرنا على ريب الزمان وأجرنا بما سلط علينا به غدر هذا الزمان ، وأجبر كسرنا وضاعف أجرنا وهون فجعنا، رحمك الله أيتها الروح التي تحلقت في السماء رحمك الله أيها الجثمان الذي رحل في ذمة رب السماء ؛ حمداً لله حمداً كثيراً على ماأتانا وحمداً لله حمداً كثيراً على ماأبتلانا وإنا لله وإن إليه راجعون في كل ماقضانا، قال الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنه يوماً لابنه : "يا بُني، إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك" سبحانك ياالله رضينا بك ربا وبما أنزلته علينا قضاءاً ولاحول ولاقوة إلا بما كتبته لنا قدراً .