الأستاذة عواطف الغامدى
تستوقفني كثيرا الأحداث التي تحدث في مجتمعاتنا والتي تعج بها المحاكم يوميا في القضايا المجتمعية بوجه عام والزوجية بشكل خاص بما أن تخصصي في الدبلوم إرشاد أسري زوجي ،أظل أبحث في خضم الإستشارات التي تردني ،والقضايا التي تصل إلى المحاكم ،بالإضافة إلى الواقع الذي نعيشه ...استخلصت عدة أسباب نتج عنها هشاشة تلك العلاقات وعدم إستمرارية بعض تلك العلاقات أقدمها للقارئ لعله يجد إجابات لإستفهامات عديدة في نفسه تساعده على فهم مايحدث وتجنب مايمكن أن يحدث :
أولا الجانب التربوي :وهو الجانب الذي يتركز فيه الأفكار والسلوكيات منذ الصغر على كيفية التعامل مع الأفراد
من حوله بوجه عام ومع الشريك الزوجي بوجه خاص وماهي أساسيات الحياة من وجهة نظر المربي يبدأ بغرسها في عقلية المربى سواء كانت هذه الأساسيات والمفاهيم صحيحة أو غير صحيحة ..المهم في الأمر أن تغرس فحسب ولا مجال للتغيير فيها خصوصا لأصحاب العقول المتحجرة !وتتشكل خطورة هذا الجانب في أنها تصبح المرجعية الأولى لاتخاذ أي قرار يخص حياته ..فحسب المرجعية يتخذ الشخص قراراته خصوصا إذا كان هذا الشخص ضعيف الشخصية مسلوب الإرادة غير واثق من نفسه وغير مسئول .
ثانيا الجانب الفكري :وهذا الجانب متفرع طبعا من الجانب التربوي ويكون على عدة نقاط :
1)أفكار حول الصفات الأساسية للشريك ويجب أن يكون هذا الشريك نسخة مطابقة لما يتمناه وأن يكون كل المحيطين به على دراية كاملة بما يدور بينهما ليوجهونه التوجيه المناسب لهم ولعقليتهم ،مستثنين من ذلك عقلية هذا الشريك وكأنه بغير عقل أو فكر .
2)أن تكون علاقتهما مطابقة تماما للعادات والتقاليد سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة ..فقد حجروا على عقولهم وتفكيرهم وتمسكوا بما ألفوا عليه آباءهم . لذا لم يعد هناك أي تميز في العلاقات لانه تكرار لما ألفوه وتعودوا عليه .وأصبحت الرتابة والملل هي المسيطره على العلاقه في الوقت الذي أصبح كل شي متغير وسريع التغير أيضا .
3)عدم إحترام عقلية الشريك أو حتى فكره .وهذا يعتبر نقص في شخصيته وعدم ثقته بنفسه .فلا يخفى على الجميع أن كل من الشريكين قد عاش في بيئة تربوية مختلفة عن الآخر ولا يمكن بأي حال تطابق البيئات تماما ..فالإختلاف بحد ذاته هو التكامل في أي علاقة ..ولكن في مجتمعاتنا إذا لم تكن مثلي فأنت ضدي !وتتشكل خطورة هذه النقطة في علاقة الشريكين ببعضهما في عدم إحترام فكر الآخر والتعايش معه ،ومن المفترض هو الوصول إلى نقطة مشتركة ترضي الطرفين .ولكن مايحدث هو فرض الأفكار عليه بالقوة وكأن الشريك الآخر ليس له عقل ولافكر مستقل ..متناسين أهم أساس من أسس الزواج وهو إشتراك اثنين معا في إقامة حياة جديدة بتفاهم واحترام للأفكار والتعايش مع الآخر وتولي كل منهم مهمته التي عليه ..فكل منهم له مهمة تخصه ليقوم بها ..فإذا لم توجد البيئة السليمة الصحية لتولي المهمات والعمل بها على أكمل وجه فسيفشل كل منهما وتنتهي علاقة لم تكن بدأت ..وقد نتج عن هذه النقطة عدم إستمرارية العلاقة بينهم .وعدم فهم تام لحدود العلاقة بينهم وخلط لمفهوم الطاعة المذكور في القرآن ومفهوم القوامة المقصود به .
4) مجتمعنا الذكوري الذي يجيز للذكر عمل أي شئ وإرتكاب الأخطاء كما يريد وتبريرها له إيضا !وبالمقابل نجد فرض القيود والتضييق على الإناث وأن عليها أن تكون (كاملة مكملة) على قول العاميين وأن تكون مثالية وست بيت وعاقلة ومخلصة وصابرة وتقدر وتحترم ..وتؤدي الحقوق الي عليها ..وتتنازل عن الحقوق الي لها ..وأن تتحمل نزوات الزوج وتتجاوز عن هفواته وتقصيره في اداء حقوقه وخياناته ..وليس لها أن تشتكي !!كل هذا حتى تكون محط إعجاب الذكور والمجتمع من حولها !!!!عزيزتي الأنثى ::الإسلام لم يطالبك بفعل كل هذا ..فكما أوجب عليك حقوق أوجب لك حقوق لا تتنازلي عنها إرضاء للمجتمع من حولك ..فالأنثى والذكر أمام الله سواء في الحساب والعقاب ..عيشي حياتك كما أمرك الله أن تعيشي وليس كما يريده مجتمعك .وأدي الحقوق التي أمرك الله بها ولا تتنازلي عن حقوقك التي أعطاكي الله .
مجتمعي العزيز كي أكون مثل خديجة ..أوجد لي مثل محمدي).
5)الأفكار المسيطرة على مجتمعنا وهي أن المرأة هي المسئولة عن انهيار الزواج أو استمراره !!!وأن الخطأ كله واقع عليها !!وأن الزوج لا يخطئ ابدا وإذا أخطأ فعلى الزوجه أن تصبر وتتحمل وتتنازل حتى عن كرامتها وعزة نفسها وحقوقها لتستمر الحياة ولا تكون عرضة للقيل والقال !!وفي ذات الوقت يبدأ الزوج يتمرد أكثر ويتمادى أكثر ..فهو المقدس في هذا المجتمع والراهب الذي خطؤه دائما مغتفر وأعذاره جاهزة دائما !!!عجيب جدا المجتمع الذي نعيش فيه ...فهو يشبه كثيرا العصور المظلمة التي كان عليها الناس قبل ظهور الإسلام الراقي في تعاملاته .
ثالثا )نقطة تخص الفتاة التي تنظر للزواج أنه فقط متعة وترفيه ولا مبالاة ولا مسئولية )..لا ياعزيزتي الزواج مسئولية مشتركة وتفاهم وود واحترام للآخر فأنت راعية في بيتك ومسئولة أمام الله عن رعيتك في أن تقومي بالواجب الذي عليك كما يريده الله وكما أمرك به في حفظ هذا البيت والأبناء والزوج ورعايتهم...فعليكي أن تعي حجم المسئولية التي على عاتقك ..فأنت لا غنى عنك في بناء الأسرة وستقومين بتربية جيل سيكون له بصمة في مستقبل هذه الأمة ..فليست مهمتك بالسهلة وعليكي أن تكوني مؤهلة لهذه المهمة العظيمة ومدركة لحجمها.
وجهة نظر لمفهوم الصبر الزوجي :إن الصبر الذي ينبغي ان تقوم به الزوجه في الإسلام هو الصبر على الزوج المريض والاهتمام به ولها الأجر في ذلك ..والصبر على تربية الابناء ..والصبر على ضيق ذات اليد إن أصابتهم ضائقة ..وتحمل ضيق نفسه إذاكان غاضبا.. والصبر على تحمل مسئوليات البيت المتعلقة بها ولها الأجر في ذلك ،وذلك عندما يكون الزوج مسئول ومؤدي للحقوق الزوحية ويتعامل مع أهل بيته بالحسنى ،ولكن ليست مطالبة أن تصبر على الإهانة في بيته...وليست مطالبة بالصبر على خياناته ونزواته وعدم إخلاصه ..وليست مطالبة بالصبر على شخص لا يقدر الحياة الزوجية وليس مسئول في اتخاذ القرارات .
كم يؤلمني الواقع الذي نعيش فيه عندما تأتيني استشارات من زوجات لهن من السنين مع أزواجهن فوق الثلاثين سنة وهي تعاني من الزوج اللعوب أو الزوج الإتكالي غير المسئول أو الزوج المستهتر أو غير القائم بحقوقه الزوجية ولا يتحمل مسئولية بيت ولا إبناء والذي يهين زوجته ويهددها وعدم العشرة بالمعروف ..وللأسف بعد السكوت والخضوع طوال هذا السنين تسمع جملة واحدة بصوت واحد (إن أعجبك الوضع أو إذهبي إلى أهلك )..حتى بعد كل هذه السنين من الصبر والتعب والعشرة لاتجد أي مكانة أو تقدير منه !! بل تمادي وتمرد أكثر !!هل هذا ماأمرنا به الإسلام ؟هل هذا ماكان الرسول يعمله وصحابته مع نساءهم ؟!لقد كان الرجل يعرف بقوته وشخصيته في المعارك والحروب وبتواضعه وحسن سلوكه مع أهله ..أما اليوم فقد انقلب الوضع ..أصبحت قوة الرجل وفضاضة خلقه عند أهله ..وخارج البيت تجد دماثة الخلق والابتسامة !!
(رفقا بالقوارير ) ماأجمله من وصف صدر من أعظم شخص على وجه البشرية .
(ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ) جملة بليغة من صاحب البلاغة عليه أفضل الصلاة والسلام لا تحتاج لشرح ولا تفسير فهي واضحة وبينة للمتعلم والجاهل على حد سواء .
(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) فصاحة موجزة تعتبر قاعدة من قواعد التعامل الأسري ..وليس كما يتغنى به بعض الأزواج أن ليس للزوجة إلا النفقة والفراش !!!!!أين الحب والإحترام والمودة والإخلاص والتقدير وحسن المعاملة والعشرة بالمعروف و..و..و..كل هذا يقع تحت ( أنا خيركم لأهلي )..
عذرا.. أنا لا أعلنها ثورة على الرجل واحترامه وتقديره ..فهو النصف الآخر للمرأه كما خلقه الله ولا غنى لها عنه ..ولكن أعلن ثورة على المعتقدات السائدة الخاطئة في مجتمعنا التي تقدس الرجل وتجيز له كل شئ وتعطيه كامل الحرية في فعل أي شيء وعدم محاسبته ..أعلن ثورة على المكانة الوضيعة التي وضعت فيها بعض نساءنا في مجتمعنا والتي غالبا نساءنا أنفسهن يكون لهن الدور في وضع أنفسهن في هذه المكانة تحت مسمى العادات والتقاليد والتي هي بعيدة كل البعد عن ديننا .
#نحو مجتمع اسلامي واعي#
تستوقفني كثيرا الأحداث التي تحدث في مجتمعاتنا والتي تعج بها المحاكم يوميا في القضايا المجتمعية بوجه عام والزوجية بشكل خاص بما أن تخصصي في الدبلوم إرشاد أسري زوجي ،أظل أبحث في خضم الإستشارات التي تردني ،والقضايا التي تصل إلى المحاكم ،بالإضافة إلى الواقع الذي نعيشه ...استخلصت عدة أسباب نتج عنها هشاشة تلك العلاقات وعدم إستمرارية بعض تلك العلاقات أقدمها للقارئ لعله يجد إجابات لإستفهامات عديدة في نفسه تساعده على فهم مايحدث وتجنب مايمكن أن يحدث :
أولا الجانب التربوي :وهو الجانب الذي يتركز فيه الأفكار والسلوكيات منذ الصغر على كيفية التعامل مع الأفراد
من حوله بوجه عام ومع الشريك الزوجي بوجه خاص وماهي أساسيات الحياة من وجهة نظر المربي يبدأ بغرسها في عقلية المربى سواء كانت هذه الأساسيات والمفاهيم صحيحة أو غير صحيحة ..المهم في الأمر أن تغرس فحسب ولا مجال للتغيير فيها خصوصا لأصحاب العقول المتحجرة !وتتشكل خطورة هذا الجانب في أنها تصبح المرجعية الأولى لاتخاذ أي قرار يخص حياته ..فحسب المرجعية يتخذ الشخص قراراته خصوصا إذا كان هذا الشخص ضعيف الشخصية مسلوب الإرادة غير واثق من نفسه وغير مسئول .
ثانيا الجانب الفكري :وهذا الجانب متفرع طبعا من الجانب التربوي ويكون على عدة نقاط :
1)أفكار حول الصفات الأساسية للشريك ويجب أن يكون هذا الشريك نسخة مطابقة لما يتمناه وأن يكون كل المحيطين به على دراية كاملة بما يدور بينهما ليوجهونه التوجيه المناسب لهم ولعقليتهم ،مستثنين من ذلك عقلية هذا الشريك وكأنه بغير عقل أو فكر .
2)أن تكون علاقتهما مطابقة تماما للعادات والتقاليد سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة ..فقد حجروا على عقولهم وتفكيرهم وتمسكوا بما ألفوا عليه آباءهم . لذا لم يعد هناك أي تميز في العلاقات لانه تكرار لما ألفوه وتعودوا عليه .وأصبحت الرتابة والملل هي المسيطره على العلاقه في الوقت الذي أصبح كل شي متغير وسريع التغير أيضا .
3)عدم إحترام عقلية الشريك أو حتى فكره .وهذا يعتبر نقص في شخصيته وعدم ثقته بنفسه .فلا يخفى على الجميع أن كل من الشريكين قد عاش في بيئة تربوية مختلفة عن الآخر ولا يمكن بأي حال تطابق البيئات تماما ..فالإختلاف بحد ذاته هو التكامل في أي علاقة ..ولكن في مجتمعاتنا إذا لم تكن مثلي فأنت ضدي !وتتشكل خطورة هذه النقطة في علاقة الشريكين ببعضهما في عدم إحترام فكر الآخر والتعايش معه ،ومن المفترض هو الوصول إلى نقطة مشتركة ترضي الطرفين .ولكن مايحدث هو فرض الأفكار عليه بالقوة وكأن الشريك الآخر ليس له عقل ولافكر مستقل ..متناسين أهم أساس من أسس الزواج وهو إشتراك اثنين معا في إقامة حياة جديدة بتفاهم واحترام للأفكار والتعايش مع الآخر وتولي كل منهم مهمته التي عليه ..فكل منهم له مهمة تخصه ليقوم بها ..فإذا لم توجد البيئة السليمة الصحية لتولي المهمات والعمل بها على أكمل وجه فسيفشل كل منهما وتنتهي علاقة لم تكن بدأت ..وقد نتج عن هذه النقطة عدم إستمرارية العلاقة بينهم .وعدم فهم تام لحدود العلاقة بينهم وخلط لمفهوم الطاعة المذكور في القرآن ومفهوم القوامة المقصود به .
4) مجتمعنا الذكوري الذي يجيز للذكر عمل أي شئ وإرتكاب الأخطاء كما يريد وتبريرها له إيضا !وبالمقابل نجد فرض القيود والتضييق على الإناث وأن عليها أن تكون (كاملة مكملة) على قول العاميين وأن تكون مثالية وست بيت وعاقلة ومخلصة وصابرة وتقدر وتحترم ..وتؤدي الحقوق الي عليها ..وتتنازل عن الحقوق الي لها ..وأن تتحمل نزوات الزوج وتتجاوز عن هفواته وتقصيره في اداء حقوقه وخياناته ..وليس لها أن تشتكي !!كل هذا حتى تكون محط إعجاب الذكور والمجتمع من حولها !!!!عزيزتي الأنثى ::الإسلام لم يطالبك بفعل كل هذا ..فكما أوجب عليك حقوق أوجب لك حقوق لا تتنازلي عنها إرضاء للمجتمع من حولك ..فالأنثى والذكر أمام الله سواء في الحساب والعقاب ..عيشي حياتك كما أمرك الله أن تعيشي وليس كما يريده مجتمعك .وأدي الحقوق التي أمرك الله بها ولا تتنازلي عن حقوقك التي أعطاكي الله .
مجتمعي العزيز كي أكون مثل خديجة ..أوجد لي مثل محمدي).
5)الأفكار المسيطرة على مجتمعنا وهي أن المرأة هي المسئولة عن انهيار الزواج أو استمراره !!!وأن الخطأ كله واقع عليها !!وأن الزوج لا يخطئ ابدا وإذا أخطأ فعلى الزوجه أن تصبر وتتحمل وتتنازل حتى عن كرامتها وعزة نفسها وحقوقها لتستمر الحياة ولا تكون عرضة للقيل والقال !!وفي ذات الوقت يبدأ الزوج يتمرد أكثر ويتمادى أكثر ..فهو المقدس في هذا المجتمع والراهب الذي خطؤه دائما مغتفر وأعذاره جاهزة دائما !!!عجيب جدا المجتمع الذي نعيش فيه ...فهو يشبه كثيرا العصور المظلمة التي كان عليها الناس قبل ظهور الإسلام الراقي في تعاملاته .
ثالثا )نقطة تخص الفتاة التي تنظر للزواج أنه فقط متعة وترفيه ولا مبالاة ولا مسئولية )..لا ياعزيزتي الزواج مسئولية مشتركة وتفاهم وود واحترام للآخر فأنت راعية في بيتك ومسئولة أمام الله عن رعيتك في أن تقومي بالواجب الذي عليك كما يريده الله وكما أمرك به في حفظ هذا البيت والأبناء والزوج ورعايتهم...فعليكي أن تعي حجم المسئولية التي على عاتقك ..فأنت لا غنى عنك في بناء الأسرة وستقومين بتربية جيل سيكون له بصمة في مستقبل هذه الأمة ..فليست مهمتك بالسهلة وعليكي أن تكوني مؤهلة لهذه المهمة العظيمة ومدركة لحجمها.
وجهة نظر لمفهوم الصبر الزوجي :إن الصبر الذي ينبغي ان تقوم به الزوجه في الإسلام هو الصبر على الزوج المريض والاهتمام به ولها الأجر في ذلك ..والصبر على تربية الابناء ..والصبر على ضيق ذات اليد إن أصابتهم ضائقة ..وتحمل ضيق نفسه إذاكان غاضبا.. والصبر على تحمل مسئوليات البيت المتعلقة بها ولها الأجر في ذلك ،وذلك عندما يكون الزوج مسئول ومؤدي للحقوق الزوحية ويتعامل مع أهل بيته بالحسنى ،ولكن ليست مطالبة أن تصبر على الإهانة في بيته...وليست مطالبة بالصبر على خياناته ونزواته وعدم إخلاصه ..وليست مطالبة بالصبر على شخص لا يقدر الحياة الزوجية وليس مسئول في اتخاذ القرارات .
كم يؤلمني الواقع الذي نعيش فيه عندما تأتيني استشارات من زوجات لهن من السنين مع أزواجهن فوق الثلاثين سنة وهي تعاني من الزوج اللعوب أو الزوج الإتكالي غير المسئول أو الزوج المستهتر أو غير القائم بحقوقه الزوجية ولا يتحمل مسئولية بيت ولا إبناء والذي يهين زوجته ويهددها وعدم العشرة بالمعروف ..وللأسف بعد السكوت والخضوع طوال هذا السنين تسمع جملة واحدة بصوت واحد (إن أعجبك الوضع أو إذهبي إلى أهلك )..حتى بعد كل هذه السنين من الصبر والتعب والعشرة لاتجد أي مكانة أو تقدير منه !! بل تمادي وتمرد أكثر !!هل هذا ماأمرنا به الإسلام ؟هل هذا ماكان الرسول يعمله وصحابته مع نساءهم ؟!لقد كان الرجل يعرف بقوته وشخصيته في المعارك والحروب وبتواضعه وحسن سلوكه مع أهله ..أما اليوم فقد انقلب الوضع ..أصبحت قوة الرجل وفضاضة خلقه عند أهله ..وخارج البيت تجد دماثة الخلق والابتسامة !!
(رفقا بالقوارير ) ماأجمله من وصف صدر من أعظم شخص على وجه البشرية .
(ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ) جملة بليغة من صاحب البلاغة عليه أفضل الصلاة والسلام لا تحتاج لشرح ولا تفسير فهي واضحة وبينة للمتعلم والجاهل على حد سواء .
(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) فصاحة موجزة تعتبر قاعدة من قواعد التعامل الأسري ..وليس كما يتغنى به بعض الأزواج أن ليس للزوجة إلا النفقة والفراش !!!!!أين الحب والإحترام والمودة والإخلاص والتقدير وحسن المعاملة والعشرة بالمعروف و..و..و..كل هذا يقع تحت ( أنا خيركم لأهلي )..
عذرا.. أنا لا أعلنها ثورة على الرجل واحترامه وتقديره ..فهو النصف الآخر للمرأه كما خلقه الله ولا غنى لها عنه ..ولكن أعلن ثورة على المعتقدات السائدة الخاطئة في مجتمعنا التي تقدس الرجل وتجيز له كل شئ وتعطيه كامل الحرية في فعل أي شيء وعدم محاسبته ..أعلن ثورة على المكانة الوضيعة التي وضعت فيها بعض نساءنا في مجتمعنا والتي غالبا نساءنا أنفسهن يكون لهن الدور في وضع أنفسهن في هذه المكانة تحت مسمى العادات والتقاليد والتي هي بعيدة كل البعد عن ديننا .
#نحو مجتمع اسلامي واعي#