• ×

قائمة

Rss قاريء

المدينة الفاضلة !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
سهيلة متوكل

ماذا اكتسبنا من قلة السؤال والمعرفة والتفكير الجازم باعتقاداتنا نحن فقط نحو الأشياء من حولنا

ماذا وجدنا عندما قلنا ان فلان يعتقد انه محتاج او يعتقد انه بأحسن حال أو ان يعتقد بانه في اجمل حلة ..

ماذا اكتسبنا من تتبعنا لعورات من هم حولنا من زواج وطلاق وخيانة وغدر وعقوق وبتر وقطيعة رحم ..

اشباع لطاقات الشر لا اكثر وتجد ان صاحب هذه الأفعال يأخذ نفسا عميق بعد مجهود جبار يحسد عليه , اما زالت لدينا اهتمامات طفيفة مهمشة , أما زلنا نتحدث بجهل عن الأشياء من حولنا .

لفت انتباهي عندما تحدثت مرة فقيل لي انت من زمن افلاطون والمدينة الفاضلة فقد كان يحلم بمدينة تمنى أن يحكمها الفلاسفة .. وذلك ظناً منه أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة معيارياً ، وبناءً عليه ستكون فاضلة - المدينة الفاضلة.. مدينة يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أرقى وأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد وبعيداً عن الروتين ومن غير تسويف وبعيداً عن سوء التعامل.

نحن لا نبحث عن مجرد أحلام ومجرد معان تروى أو مجرد كلمات ومرادفات , نأمل أن يعيش القلة على سجية الخير والعطاء والحب , الحب ياقوتة موقودة من الصدق والراحة النفسية والوضوح والشفافية عندما ندرك معناه بجدية .

لما ننتظر من فلان أن يذرف دمعة كي أشعر به , أو أن يسألني قوتا كي أعطف عليه لا أكثر , أقست قلوبنا وتيقنا أخيرا أنا لا نملك قلوبا ولا يوجد من يستحق , أم أن كثر الصدمات جعلت منا حذرين منحازين حتى أنا لا نملك حسن الظن بأي محتاج أو فقير .

لِما نقدم الخير لمن هم تحت مستوى الفقر فقط وهم بالأمس كانوا بأحسن حال ولكن جرت العادة " الكيكة فيد الفقير عجبة" صاحب الدخل المحدود ان زدنا عليه نسبة معينة بحسب عدد الأسرة لرفع الدخل كي يكتفي ذاتيا عن سؤال الناس او ينتهي الدخل الشهر قبل انقضاء اخر الشهر , أهذا مكلف أم هي من الأشياء الغير مألوفة أن يعيش فلان البسيط حياة كريمة دون اللجوء لأهل الخير في شيء , ويأتي صاحب الخير بنفسه ليتقاسم الخير مع أخيه ليعيش مستور الحال .

متى نطرق باب جيراننا كما تفعل بعض الأسر في القرى فما تطبخه في المنزل يقسم على الجيران الأقرب فالأقرب , وتجد موائد الخير تجول حول ساحات الحي كي لا يشعر أي منهم أنه أكل من ألذ الطعام وجاره اشتهاه , هذا أبسط الأمثلة التي خطرت ببالي فما بالك من يسد دين جاره أو يعينه في ايجار المنزل أو حتى يعمل على كفالة احدى أبناء جاره ليسر حالهم وتفوق فلذة كبدهم في الدراسة .

ان اعتنى كل فرد بما يملك كان خيرا فإن أراد زيادته وبركته فلينفق مما آتاه الله فالأرزاق بيد الله عز وجل تقسم بالتساو في الأرض فلا تقلق فرزقك آت أت وقوتك دائم الى يوم المعاد , فلا تنتظر الغد ابدأ بكتابة عمل خالص لله دائم لا ترجوا فيه إلا رضى الله عز وجل .

بواسطة : كاتبة
 4  0  541

التعليقات ( 4 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    18 مارس 2015 01:20 مساءً ساره :
    كلام جميل*
  • #2
    19 مارس 2015 05:46 صباحًا nasher :
    مقال رائع جدا من روعة كاتبته،،سلمت يداكِ

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات