الأستاذة كوزيت الخوتانى
رسالة حب إلى صاحبة الثغر الباسم، والعطاء والقلب الرحيم، يا أيتها الزهرة الغالية، صاحبة النبع الصافي؛ للتي مسحت دمعتي، وغسلت قذرتي، للتي أطعمتني وسقتني بيدها، لمن جعلت صدرها مسكنًا لي، وعيناها حارسة لي، أهدي إليك هذا الرسالة، وأقول وجزاك الله عني خير الجزاء، اللهم احفظ أمي بحفظك، أطل عمرها، وأحسن عملها، واختم بالصالحات، أعمالها.
لو النجمات تسكب نورها أماه شلالاً
و كل حناجر الأطــيار لو غنتك موالاً.
لو الأنسام طافت في رحابك تنثر عطرًا
ما وفتك يا أمـ❤️ـاه، ما وفتك مثقالاً.
وإذا كانت النفوسُ مجبولةً على حبِّ من أحسنَ إليها؛ فإن أعظمَ الناس إحسانًا، وأحقَّهم برًّا وحنانًا، حب أمي الغالية.
فبِرُّ الوالدَين فريضةٌ لازِمة، وفضيلةٌ جازِمة، وصفةٌ كم هي حازِمة، وجوبُها حتمٌ مُؤكَّد، وأداؤُها عزمٌ مُوطَّد، لا عُذر لأحدٍ في جفائِها، أو التهاوُن في إبدائِها.
فالأم فى الإسلام لا يصح أن يتغافل عنها أبناؤها مهما كان الداعى ومهما كانت المشاغل، فأى مشغلة فى الحياة لايصح أن تأتى على حق الأم بأى حال، فالمسلمون يتميزون على غيرهم من أهل الكفر بأمور كثيرة بالطبع ؛ ومن أهمها قطعا بر الوالدين، ففى الغرب الكافر قد يكون جزاء الأم فى نهاية حياتها أن تحيا بإحدى دور المسنين وحيدة شريدة ، تشتاق لبنيها وبناتها ولا تلقى منهم إلا التجاهل، بل ويعتبرون شوقها إليهم شيئا من قبيل المذام ومحاولة الخروج على الطبيعة، نظرا لما وصلوا إليه من قسوة فى القلوب.
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـــرِمْ وَالِدَيْـــكَ بِـهِ
والأُمُّ أَوْلَــى بِـإِكْـــرَامٍ وَإِحْـسَـــــانِ.
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ
أَمْـرَانِ بِالفَضْـــلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَــــانِ.
كان السلف رضوان الله عليهم يحتذون منهج النبوة فكان أبو بكر رضي الله عنه لما أسلم حمل إلى أمه الهداية ودعاها إلى الإسلام ولما تعذر عليه إسلامها طلب إلى النبي أن يدعو لها فأسلمت، فالبر بالأمهات والآباء والحنين المتبادل بين الذريات وأهليهم شيئ فطري، ارتبط بأصل فطرة الإنسان، ولكن مايثير الحزن ويحرك الأشجان مانراه اليوم من عقوق وإيذاء فِـعْـلـِـىّ للأمهات والآباء، والذى يزيد الأسف والبلاء أن ينتشر هذا حين ينتشر فى جموع المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولما علم سلفنا الصالح بعظم حق الوالدين قاموا به حق قيام، فهذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع، وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد؟! أيشتكي شيئًا؟! قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وهذا ابن مسعود رضي الله عنه طلبت أمه أن يسقيها ماء في بعض الليالي، فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت عند رأسها حتى أصبح.
بفضلكِ أمي تزولُ الصعابُ
ودعــواكِ أمي لقلبي ســيلُ
حنانكِ أمي شفاءُ جروحي
وبلسـمُ عمري وظليِ الظـليـلُ
وصفوة القول: اللهم ارزُقنا برَّ آبائِنا وأمَّهاتِنا أمواتًا وأحياءً، اللهم ارحمهما كما ربَّونا صِغارًا، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِل عُمرَه على عبادةٍ وعملٍ صالحٍ، ومن كان منهم مستًا فأمطِر على قبرِه شآبيبَ الرحمةِ والرِّضوان، والعفوِ والغُفران، واجعل قبرَه روضةً من رِياضِ الجِنان، يا كريم يا منَّان.
رسالة حب إلى صاحبة الثغر الباسم، والعطاء والقلب الرحيم، يا أيتها الزهرة الغالية، صاحبة النبع الصافي؛ للتي مسحت دمعتي، وغسلت قذرتي، للتي أطعمتني وسقتني بيدها، لمن جعلت صدرها مسكنًا لي، وعيناها حارسة لي، أهدي إليك هذا الرسالة، وأقول وجزاك الله عني خير الجزاء، اللهم احفظ أمي بحفظك، أطل عمرها، وأحسن عملها، واختم بالصالحات، أعمالها.
لو النجمات تسكب نورها أماه شلالاً
و كل حناجر الأطــيار لو غنتك موالاً.
لو الأنسام طافت في رحابك تنثر عطرًا
ما وفتك يا أمـ❤️ـاه، ما وفتك مثقالاً.
وإذا كانت النفوسُ مجبولةً على حبِّ من أحسنَ إليها؛ فإن أعظمَ الناس إحسانًا، وأحقَّهم برًّا وحنانًا، حب أمي الغالية.
فبِرُّ الوالدَين فريضةٌ لازِمة، وفضيلةٌ جازِمة، وصفةٌ كم هي حازِمة، وجوبُها حتمٌ مُؤكَّد، وأداؤُها عزمٌ مُوطَّد، لا عُذر لأحدٍ في جفائِها، أو التهاوُن في إبدائِها.
فالأم فى الإسلام لا يصح أن يتغافل عنها أبناؤها مهما كان الداعى ومهما كانت المشاغل، فأى مشغلة فى الحياة لايصح أن تأتى على حق الأم بأى حال، فالمسلمون يتميزون على غيرهم من أهل الكفر بأمور كثيرة بالطبع ؛ ومن أهمها قطعا بر الوالدين، ففى الغرب الكافر قد يكون جزاء الأم فى نهاية حياتها أن تحيا بإحدى دور المسنين وحيدة شريدة ، تشتاق لبنيها وبناتها ولا تلقى منهم إلا التجاهل، بل ويعتبرون شوقها إليهم شيئا من قبيل المذام ومحاولة الخروج على الطبيعة، نظرا لما وصلوا إليه من قسوة فى القلوب.
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـــرِمْ وَالِدَيْـــكَ بِـهِ
والأُمُّ أَوْلَــى بِـإِكْـــرَامٍ وَإِحْـسَـــــانِ.
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ
أَمْـرَانِ بِالفَضْـــلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَــــانِ.
كان السلف رضوان الله عليهم يحتذون منهج النبوة فكان أبو بكر رضي الله عنه لما أسلم حمل إلى أمه الهداية ودعاها إلى الإسلام ولما تعذر عليه إسلامها طلب إلى النبي أن يدعو لها فأسلمت، فالبر بالأمهات والآباء والحنين المتبادل بين الذريات وأهليهم شيئ فطري، ارتبط بأصل فطرة الإنسان، ولكن مايثير الحزن ويحرك الأشجان مانراه اليوم من عقوق وإيذاء فِـعْـلـِـىّ للأمهات والآباء، والذى يزيد الأسف والبلاء أن ينتشر هذا حين ينتشر فى جموع المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولما علم سلفنا الصالح بعظم حق الوالدين قاموا به حق قيام، فهذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع، وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد؟! أيشتكي شيئًا؟! قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وهذا ابن مسعود رضي الله عنه طلبت أمه أن يسقيها ماء في بعض الليالي، فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت عند رأسها حتى أصبح.
بفضلكِ أمي تزولُ الصعابُ
ودعــواكِ أمي لقلبي ســيلُ
حنانكِ أمي شفاءُ جروحي
وبلسـمُ عمري وظليِ الظـليـلُ
وصفوة القول: اللهم ارزُقنا برَّ آبائِنا وأمَّهاتِنا أمواتًا وأحياءً، اللهم ارحمهما كما ربَّونا صِغارًا، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِل عُمرَه على عبادةٍ وعملٍ صالحٍ، ومن كان منهم مستًا فأمطِر على قبرِه شآبيبَ الرحمةِ والرِّضوان، والعفوِ والغُفران، واجعل قبرَه روضةً من رِياضِ الجِنان، يا كريم يا منَّان.