جدة . سوار السليمانى . نبراس
بسم الله الرحمن الرحيم [أقرأ باسم ربك الذي خلق] - صدق الله العظيم
ينطلق الوعي من هذه الآية ،وفي ذات السورة من قوله تعالى :أقرأ ،إلى أن رآه أستغنى " وفي آخر السورة : كلا لاتطعه واسجد واقترب"
هذا البرهان الإلهي الأول يزيد من كثافه ومحور كل ناحية ،وكل ماوجد ،وماثبت لكل أمة وللإشكالات والشكوك عبر التاريخ المنصرم وفي واقع هذا التاريخ ومن بعده العيش .
البداية كما قالت الدلالة القرآنية ،من الواجب أن تعي ،والواعي لايكون بعالم بمعنى- لايكون الواعي من قبلك يُأملك بالوعي . فتجلس وتبدأ تفكر بماقال ليصنع لك فكرة ، كانت إقتصادية ،ثورية،سياسية،قياسية ثقافية ،دنيوية،إبتكارية،جمالية . بل قال تعالى " اقرأ" . أولاً بالقراءة تكفلك بكل مستوى تتابعي لها والثاني يسلسل بسلاسة تراث البشر والتاريخ يخبرنا ،فالقرآن يركزّ على التاريخ كثيراً ، مثلما لاتفعله أي كتب من البشر .
بالذات كتب البعض من المؤلفين أيٍا كانت ديانته يكتب التاريخ ومابينه وبين التاريخ فجوة من الغضب لأن قد قالته شطوراً من السواد التاريخي
ولازالت تجذبه الإمتدادات النكدية لهذا التاريخ .. ومنبع المعرفة منهم هكذا قد قاله نظر التاريخ على عكسها ،شيّدها القرآن ،نراها بالفكر التأملي
وحده ،وبالتجريد لايمكن أن يقيمها بشيء ، ولاتجدي نفعاً. بعضاً من الناس يظن أنه إن عاد للمعاجم العربية يجد الحلول لكل شيء مذكور في القرآن ،ويصنع لنا حلولاً لكل شيء "هو أخطأ" . فالله الأعلى سبحانه ،هو الذي يعطيك الإجابة للحلول ولكن 'بلغة إلهية ' إن لم تفهمها لأنها ليست بلغتك أما القرآن الذي أنزله تعالى على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -أُنزل بلغة العرب ،أنت تفهمها . كل نص به حقل معرفي ينتمي له إثنان من الحقول تتضمن زوايا نظر موحدة ، تعطي دلالات عند كل منهما ،لأن ذلك يعتمد على موضع الضبط المنهجي في النظر وأكثر من ذلك في إتحادها ، فيتوقف معناها بخلفية من المعرفة التي يتميز بها كل واحد منهما .القرآن به إشارات وطرق لكل مجال في الحياة فهو يعطيك مفاتيح أبواب الحياة ويعالج فكرك الذي يتشابك ويشاكلك بكل تعقيد . القرآن يعالج الحياة طبقة ،طبقة وهي كما هي كما أنه يحث الأنسان أن يكون طبقة واحدة بعكس الحياة التي تكون طبقات في نفسها لنفسها . ومن هنا يعطيك القرآن القدرة التركيزية الهائلة التي يصعب على المستهين تفكيكها .
وهذا يستحيل لمن يزعم إحتكار إضاءة النصوص القرآنية وحده ،يسمى "جاهلاً متعالٍ '' كتاب الله ،هو كتاب للأمم وليس لأمة واحدة أُنزل بلغتها العربية فقط ، هو كتاب رباني ليس مخطوطاً بيد بشر ليُحتكر . لو كان إنساناً متخصصا في علمٍ ما،والثاني في مجال التاريخ والحضارات ،والآخر في القانون وقرأ كل منهم صفحة من القرآن ونظروا في زوايا الآية - فستختلف الدلالات ،كما أنه بحسب مراجع المعرفة وخلفياتها "للثلاثة "،ينتمون إلى دائرة واحدة والضبط المنهجي وستتبدل الدلالات القرآنية لديهم ،إذاً الوضع صحيح وطبيعي جداً . الوضع المخالف أن يأتِ أحد ويهتف أن الدلالة التي وصل إليها هي الجديرة ولابد وضع لها الإعتبار ، هنا نكون قد دخلنا في جدل ومد العنفوان الفكري الذي هو قاعدة الإستبدادية ،فحتى من ملك الغباء في علمه ،هو عند نفسه فريداً في عصره ليس كمثله احد ،لأنه أينما وجد سيكون ،متكبراً متغطرسا بشكل مباشر ،ليجد من حولة طائفة التأييد من أهل السذاجة المملقة ليفهمونه .
الله جل في علاه- لم يخلق له ند ، فهو من جمّل يوسف وألقى لقمان الحكمة وأعطى الملك لسليمان وسخر له،وألهم الطير لنوح وهو العظيم الجميل المسخّر الحكيم سبحانه العلي . وذكاء أرسطو وعظمة الإسكندر وهدر قارون لماله ليس بكلام يردد في خطاب تاريخي مزروع بالحبر ، إذ يتصدر أمراً توجيهات سامية فوق كل مسكين ، تلك الكبسولة من النفاق النائمة في كل بطن ، ثم بعدها تأتِ تخمة لتبصق الكذب عليه وهم أيضاً بكذبهم مستنيرون لوهله بلاشك، مالذي حصل ،لاتستحق أمة أن تفقد عقلها للتشاكي والتشاتم والتباكي ،وبين أيديهم كتاباً يعطينا الراحة ،ليست أي راحة بل راحة الكثير يجهلها ،مستقلة من الوعي ، يستخدمها الفكر،بل أنها راحة معرفية حقيقية ،و بالتالي تفك شفرة السر الواقع بين أيدينا . بعضاً من الناس ،يظن أن الحكمة قد تسد أفق عقله وتجلب الجنون ، بل هي تعدلك وتحكّمك أمام جيشً من الأمة ،إن الله يفتح أمامك أفقاً واسعاً وفرصا فسيحةً لتسعك ولتتعمق بها ولكن لاتوجد عيون قادرة أن تلتقطها ، عين الإجتهاد بالعمل والأجل،والإحسان الإخلاص،الأدب ،الصبر ،التقوى والتودد ،عُميت بيد صاحبها ،بسبب نظرها لأقدامها .نتكلم من باب محاولة التركيز بالوعي، لأن البداية كانت بياناً قرآني ،ولابد أن نعي وبالصيغة السليمة وبالطريق الصحيح تعني ، لأن الوعي ستكون نتائجه وعواقبة مشروطة ، أول طريق هو الطريق الصحيح ليوصلك لو بعد ألف سنة بإذن الله .
إذاً البداية الصحيحة في شأن تطوير وعيك ، وكيف تصوغ دائرتك كـ عربي يقرأ . كيف تنهض من تنميتك السابقة؟ ، هذا شأن ليس أقوى منك ،قدرتك وحريتك ،لايتطلب منك موتاً وحياة . كما أنك ستشارك في مضمار بقدرتك الممتازة ، وأن تقارع بحاورك بينك وبين عقلك بعلمك المنظوري ،ولن تظهر جاهلاً بالنسبة لك ، لكن لو جئت لتناقش طفلاً في علم الفيزياء سيظهر لك فقره المعرفي ،ويبقى مشوّه المنهج ، لأن علم تطوره ضعيف جداً ،ولأن علوم التطبيق بدأت في إنحطاط سحيق ،وحظنا التطوري منها بخس ،وإن ظهرت بإشراق ،باتت بإنطفاء . ولايوجد من يستثمرها من أجل أمة ، بل توظيف مالي ،لاتبقى جماعة أخرى بلا وعي حقيقي، ولاتستطيع أن تصنع بالون من فكرة هذه وجوه حزينة تلفت النظر بالواقع.
قد قال لي صديق منذ أيام- وهو ماجعلني مشدود الذهن ،الله تبارك وتعالى يسّر لنا العقل القوي في التدبير من بعد إذنه والحكم العدل للناس من بعد إذنه لاتختصرها مراحل .
قلت له - هل تضمن هذه العبارة تغير شيء؟ أجاب- تراهن على ضميرك وضميري؟! فقلت- هذا يكون،بكرم وثاقها دون إنقلابها . وقد فهم الثقة للرقابة الصارمة للنفس فكل يد تقلّم أظفار الأخرى ، لاتخرج عن القانون والمبدأ الذي تحدّه بنفسك. لايهم ضمان وعيك بالصيغة الفلانية بقدر ضمان ضميرك الحي ، إن لم تجيد إمساكه،قد تنقلب في ميزانك كل أمانك وأمانتك في كفة الخسارة ، الحد الأدنى من إشارة قدرتك على الإلتزام أن تكون قوياً أميناً على نفسك ،بالإصطلاح القرآني ثم بعد ذلك راقب وعيك ،أياً كان مجاله الحياتي.ومالذي سيحصل بعد هذا؟ تمدد فكرك وإنكماشه في غيابك أنت . بمثال الغاز ،إذاماسلطت عليه ضغط وكمية كبيرة من ثلاث أرباع حجمة تسرب بمثل مكانك بمرة واحدة أو بعشرات المرات أو بربع المساحة فهكذا تطحن عقلك بآفاق قدرتك ولكن بآلية سليمة وبحرية سليمة حقيقية لك وهي ستتفاعل معك وللجميع والجميع معك .
ومالذي سيحصل بعد أن ينتشر الغاز البسيط من فكرك إما يفوح بعبيره،أو بسمومه بحجم أكبر أو بأصغر، وهذا يظهر أثره وثماره ،بإيجابية الشخص قدرة الشخص بالعطاء ،على المديح والنقد على المساهمة في بناء نفسه لأجل الحقيقة .والبعض لايستوعب : نحن على حق لانعتقد دونه. فالحق لايموت بالحقيقة،ورهن الإشارة في النهوض وهذا مقدمة الخطورة لايستوعبونها . قال تعالى:"كذلك زيّنا لكل أمة عملهم"أي حق يملكه ذو التفكير الخارجي المشوّش، هذا لم يستوعب حقيقة القرآنية الواضحة .
إن أردت المنطق وتستند عليه ،فاليهودي والعلماني،والسني ،والشيعي والنصراني،والبوذي،والمجوسيجميع الطوائف تموت بطريقتها الإعتقادية ويموتون أيضاً بنفس الكيفية وفي مثل الأوضاع، مالذي سيحصل حين لاتفكر بالشكل السليم ! "ستقود نفسك لجنة وهمية مقيداً بسلاسل" إذاً الوعي لك كـ مرء مسلم ،ولو بعدت عنه ستدفع ثمنه بشكل فادح .
إن الرسالة ليست فقط لك ، بل للجميع ،والروح القرآنية لابد أن تعيش بك والإقدام على المساواة وكما هو سيتميز الحق وستأخذ فرصة تدرك بها هذه المسألة .
كما قلت لهذا الصديق : هل تأمن أن ينقلب ضميرك عليك في منتصف طريقك؟قال لي ،هذا الضمير العادل! وكأنه محبطاً بائس وتابع قوله ،كلا يمكن قلت له : ستنجح بدفع ضريبة لمصلحتك .قال :كيف ؟ قلت: الآتِي من حياتك الجديدة أفعل وكأنك لم تفعل قال بإستفاهم: أتعني أتخلص من طبيعتي ؟! أجبت: هذا السؤال الذي أريد جوابه منك بإعادة رهان ضميرك بالصلاح وغير الصلاح لتعي تبلور ضمان رقابتك لنفسك وماتسول به نفسك. لذلك سيقوم وعيك بإدراج الإيضاح لك . قال: أكمل برفع مستوى الكفاية بالتعمق . أتممتها : المفهوم والإيضاح بالأمثلة الباطنة منك وكل شخص إماً غولاً وشيطان ،أو تقي وصالح قال تعالى:" ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها"بدأ عز وجل بالفجور ثم التقوى ،هذا في النفس والآخر فالنفس النفس اللوامة،النفس الأمارة بالسوء المصلح والمجرم يعيش بك ، وهذا المصلح الواعي المرهون بالمعرفة يريد ، الوثاق والتغذية النافعة،والآخر يخرج منك بالحرمان بشرط ، أن يستلم قوة واحدة من غير رقابة ليستحل مباشرة أي إدارة أخرى بخلاف مكانة . والمصلح الموجود بك،ينظر بإشمئزاز ويبعدك عن السوءهذه حقيقتك وحقيقتي وحقيقة أي امرء .
ومن هنا المشكلة ومنها الطريق الصحيح والآن قد بانت ووضح قوله تعالى : " ألايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله" المعلم هو رب على تلاميذه بشكل منكوب وقد سبقت الأمثلة بالإيضاح ،من حيث التسلط على الفرد بالتعليم ،وكانت هناك بالمئات منهم حيث البعض منهم يقول ،كل نفس بشرية منزوعة الفهم،والآخر منهم يربط صياحه بالجبروت كما فرعون والعيون تلوح بالإستغراب ومالم يطغى فرعون هنا؟
إنها السلطة،السلطة بالقيادة التعليمية والتحكم كيف لو أصبح بأعلى مرتبة ؟ وأضفت بالقول: إن كان للإنسان يعشق السلطة ستنطوي نفسه برغبته لأن يصبح طاغية . - في هذا الكتاب الكريم الذي به النور أقرأ ذكر الإنسان ،باللفظ المطلق لامسلم،لايهودي ،لارجل،لاأنثى لاعرق،لاطائفة ،الإنسان فقط
لايمكن تقرأ في القرآن الإنسان بشكل التخصيص قال الله تعالى : " إن الإنسان خلق هلوعاً""إن الإنسان لظلوم كفار""قتل الإنسان ما أكفره"،
"يأيها الإنسان ماغرك بربك" وفي كل كتاب الله،يذكر الإنسان بحجمه الحقيقي المذموم بإستثناء "إلا الذين آمنوا " "إلا الذين تابوا واصلحوا"
"الا الذين صبروا وعملوا الصالحات" "الا الذين يصلون" .
ليس ذلك الإيمان والتوبة والعمل والصلاة ، بالضمير الميت - بالعمل والقول الحقيقي . ومن هنا ،لما تهدد الشيطان وقال لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ، ولاتجد أكثرهم شاكرين ،ولم يقل من فوقهم .لماذا؟ " لمعرفته بمقامه الأدنى من مقام ربه الأعلى لم يكن للشيطان عليه طريق،ولابد أن تنظر لهذا. "من قبح الإنسان،الغرور . لذلك فإن الإنسان لايساوي شيء به .
- هذا الصديق ممن يقترح بالذي يأمل فيه بأن يفرض الحق والعدل برفض فرضها في نفسه أولاً ،منتهيه بالأسباب المذكوره سابقاً . إذاً على ماذا يكون الوعي المرهون؟ وهذا الوعي يأخذ طريقة الترشيح ، كل مانريده هو أدنى وعي يشعر وبعض الناس توافق القيمة الممدوده له . وماهو الجواب؟ " تربية محاورة مستفزة للوعي ،معارضة لإتخاذ أسلوب تعايشي لأقرأ"،وبعد ذلك لايمكنك التواصل بأفكار جديدة إذاً لابد من تبغيض الألفاظ "أفهم،اعلم،أنتبه" هذا أسلوب سيء ،ولن تخرج منه مستقل .
هذا المد الطويل ليس للتسلية ، من الواجب أن تكون مسؤلاً لنفسك ليس مسؤلاً للغياب عن حسك الفردي ، إنك مسؤل غداً أمام الله،ليس فقط عن صلاتك وزكاتك وصيامك وحجك للبيت وأبنائك وزوجتك وحسب ،بل عن أي موضوع يتناوله عقلك عن قضائك هذا العمر كـ إنسان مسلم ،مسؤول عن كل هذا ،والقرآن يقول ولكن بطريقة يقولها النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة أعمق ،وقالها بأساليب واضحة ،لننجز بشكل حقيقي ،يربينالنترجم الوعي بالوعي الواضح ،لنفعل كما ينبغي وبحس المسؤولية الحقيقية ليس فقط بكثرة الكتب ،وإنما بالوعي العملي ، ومعنى الوعي العملي ،أن تمتد بصلة الحياة النابضة . ولذلك قد يكون تميزك في بقيك واعي في إطار الزمن ستصبح لديك القدرة أن تكون بارزاً دائماً .
بسم الله الرحمن الرحيم [أقرأ باسم ربك الذي خلق] - صدق الله العظيم
ينطلق الوعي من هذه الآية ،وفي ذات السورة من قوله تعالى :أقرأ ،إلى أن رآه أستغنى " وفي آخر السورة : كلا لاتطعه واسجد واقترب"
هذا البرهان الإلهي الأول يزيد من كثافه ومحور كل ناحية ،وكل ماوجد ،وماثبت لكل أمة وللإشكالات والشكوك عبر التاريخ المنصرم وفي واقع هذا التاريخ ومن بعده العيش .
البداية كما قالت الدلالة القرآنية ،من الواجب أن تعي ،والواعي لايكون بعالم بمعنى- لايكون الواعي من قبلك يُأملك بالوعي . فتجلس وتبدأ تفكر بماقال ليصنع لك فكرة ، كانت إقتصادية ،ثورية،سياسية،قياسية ثقافية ،دنيوية،إبتكارية،جمالية . بل قال تعالى " اقرأ" . أولاً بالقراءة تكفلك بكل مستوى تتابعي لها والثاني يسلسل بسلاسة تراث البشر والتاريخ يخبرنا ،فالقرآن يركزّ على التاريخ كثيراً ، مثلما لاتفعله أي كتب من البشر .
بالذات كتب البعض من المؤلفين أيٍا كانت ديانته يكتب التاريخ ومابينه وبين التاريخ فجوة من الغضب لأن قد قالته شطوراً من السواد التاريخي
ولازالت تجذبه الإمتدادات النكدية لهذا التاريخ .. ومنبع المعرفة منهم هكذا قد قاله نظر التاريخ على عكسها ،شيّدها القرآن ،نراها بالفكر التأملي
وحده ،وبالتجريد لايمكن أن يقيمها بشيء ، ولاتجدي نفعاً. بعضاً من الناس يظن أنه إن عاد للمعاجم العربية يجد الحلول لكل شيء مذكور في القرآن ،ويصنع لنا حلولاً لكل شيء "هو أخطأ" . فالله الأعلى سبحانه ،هو الذي يعطيك الإجابة للحلول ولكن 'بلغة إلهية ' إن لم تفهمها لأنها ليست بلغتك أما القرآن الذي أنزله تعالى على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -أُنزل بلغة العرب ،أنت تفهمها . كل نص به حقل معرفي ينتمي له إثنان من الحقول تتضمن زوايا نظر موحدة ، تعطي دلالات عند كل منهما ،لأن ذلك يعتمد على موضع الضبط المنهجي في النظر وأكثر من ذلك في إتحادها ، فيتوقف معناها بخلفية من المعرفة التي يتميز بها كل واحد منهما .القرآن به إشارات وطرق لكل مجال في الحياة فهو يعطيك مفاتيح أبواب الحياة ويعالج فكرك الذي يتشابك ويشاكلك بكل تعقيد . القرآن يعالج الحياة طبقة ،طبقة وهي كما هي كما أنه يحث الأنسان أن يكون طبقة واحدة بعكس الحياة التي تكون طبقات في نفسها لنفسها . ومن هنا يعطيك القرآن القدرة التركيزية الهائلة التي يصعب على المستهين تفكيكها .
وهذا يستحيل لمن يزعم إحتكار إضاءة النصوص القرآنية وحده ،يسمى "جاهلاً متعالٍ '' كتاب الله ،هو كتاب للأمم وليس لأمة واحدة أُنزل بلغتها العربية فقط ، هو كتاب رباني ليس مخطوطاً بيد بشر ليُحتكر . لو كان إنساناً متخصصا في علمٍ ما،والثاني في مجال التاريخ والحضارات ،والآخر في القانون وقرأ كل منهم صفحة من القرآن ونظروا في زوايا الآية - فستختلف الدلالات ،كما أنه بحسب مراجع المعرفة وخلفياتها "للثلاثة "،ينتمون إلى دائرة واحدة والضبط المنهجي وستتبدل الدلالات القرآنية لديهم ،إذاً الوضع صحيح وطبيعي جداً . الوضع المخالف أن يأتِ أحد ويهتف أن الدلالة التي وصل إليها هي الجديرة ولابد وضع لها الإعتبار ، هنا نكون قد دخلنا في جدل ومد العنفوان الفكري الذي هو قاعدة الإستبدادية ،فحتى من ملك الغباء في علمه ،هو عند نفسه فريداً في عصره ليس كمثله احد ،لأنه أينما وجد سيكون ،متكبراً متغطرسا بشكل مباشر ،ليجد من حولة طائفة التأييد من أهل السذاجة المملقة ليفهمونه .
الله جل في علاه- لم يخلق له ند ، فهو من جمّل يوسف وألقى لقمان الحكمة وأعطى الملك لسليمان وسخر له،وألهم الطير لنوح وهو العظيم الجميل المسخّر الحكيم سبحانه العلي . وذكاء أرسطو وعظمة الإسكندر وهدر قارون لماله ليس بكلام يردد في خطاب تاريخي مزروع بالحبر ، إذ يتصدر أمراً توجيهات سامية فوق كل مسكين ، تلك الكبسولة من النفاق النائمة في كل بطن ، ثم بعدها تأتِ تخمة لتبصق الكذب عليه وهم أيضاً بكذبهم مستنيرون لوهله بلاشك، مالذي حصل ،لاتستحق أمة أن تفقد عقلها للتشاكي والتشاتم والتباكي ،وبين أيديهم كتاباً يعطينا الراحة ،ليست أي راحة بل راحة الكثير يجهلها ،مستقلة من الوعي ، يستخدمها الفكر،بل أنها راحة معرفية حقيقية ،و بالتالي تفك شفرة السر الواقع بين أيدينا . بعضاً من الناس ،يظن أن الحكمة قد تسد أفق عقله وتجلب الجنون ، بل هي تعدلك وتحكّمك أمام جيشً من الأمة ،إن الله يفتح أمامك أفقاً واسعاً وفرصا فسيحةً لتسعك ولتتعمق بها ولكن لاتوجد عيون قادرة أن تلتقطها ، عين الإجتهاد بالعمل والأجل،والإحسان الإخلاص،الأدب ،الصبر ،التقوى والتودد ،عُميت بيد صاحبها ،بسبب نظرها لأقدامها .نتكلم من باب محاولة التركيز بالوعي، لأن البداية كانت بياناً قرآني ،ولابد أن نعي وبالصيغة السليمة وبالطريق الصحيح تعني ، لأن الوعي ستكون نتائجه وعواقبة مشروطة ، أول طريق هو الطريق الصحيح ليوصلك لو بعد ألف سنة بإذن الله .
إذاً البداية الصحيحة في شأن تطوير وعيك ، وكيف تصوغ دائرتك كـ عربي يقرأ . كيف تنهض من تنميتك السابقة؟ ، هذا شأن ليس أقوى منك ،قدرتك وحريتك ،لايتطلب منك موتاً وحياة . كما أنك ستشارك في مضمار بقدرتك الممتازة ، وأن تقارع بحاورك بينك وبين عقلك بعلمك المنظوري ،ولن تظهر جاهلاً بالنسبة لك ، لكن لو جئت لتناقش طفلاً في علم الفيزياء سيظهر لك فقره المعرفي ،ويبقى مشوّه المنهج ، لأن علم تطوره ضعيف جداً ،ولأن علوم التطبيق بدأت في إنحطاط سحيق ،وحظنا التطوري منها بخس ،وإن ظهرت بإشراق ،باتت بإنطفاء . ولايوجد من يستثمرها من أجل أمة ، بل توظيف مالي ،لاتبقى جماعة أخرى بلا وعي حقيقي، ولاتستطيع أن تصنع بالون من فكرة هذه وجوه حزينة تلفت النظر بالواقع.
قد قال لي صديق منذ أيام- وهو ماجعلني مشدود الذهن ،الله تبارك وتعالى يسّر لنا العقل القوي في التدبير من بعد إذنه والحكم العدل للناس من بعد إذنه لاتختصرها مراحل .
قلت له - هل تضمن هذه العبارة تغير شيء؟ أجاب- تراهن على ضميرك وضميري؟! فقلت- هذا يكون،بكرم وثاقها دون إنقلابها . وقد فهم الثقة للرقابة الصارمة للنفس فكل يد تقلّم أظفار الأخرى ، لاتخرج عن القانون والمبدأ الذي تحدّه بنفسك. لايهم ضمان وعيك بالصيغة الفلانية بقدر ضمان ضميرك الحي ، إن لم تجيد إمساكه،قد تنقلب في ميزانك كل أمانك وأمانتك في كفة الخسارة ، الحد الأدنى من إشارة قدرتك على الإلتزام أن تكون قوياً أميناً على نفسك ،بالإصطلاح القرآني ثم بعد ذلك راقب وعيك ،أياً كان مجاله الحياتي.ومالذي سيحصل بعد هذا؟ تمدد فكرك وإنكماشه في غيابك أنت . بمثال الغاز ،إذاماسلطت عليه ضغط وكمية كبيرة من ثلاث أرباع حجمة تسرب بمثل مكانك بمرة واحدة أو بعشرات المرات أو بربع المساحة فهكذا تطحن عقلك بآفاق قدرتك ولكن بآلية سليمة وبحرية سليمة حقيقية لك وهي ستتفاعل معك وللجميع والجميع معك .
ومالذي سيحصل بعد أن ينتشر الغاز البسيط من فكرك إما يفوح بعبيره،أو بسمومه بحجم أكبر أو بأصغر، وهذا يظهر أثره وثماره ،بإيجابية الشخص قدرة الشخص بالعطاء ،على المديح والنقد على المساهمة في بناء نفسه لأجل الحقيقة .والبعض لايستوعب : نحن على حق لانعتقد دونه. فالحق لايموت بالحقيقة،ورهن الإشارة في النهوض وهذا مقدمة الخطورة لايستوعبونها . قال تعالى:"كذلك زيّنا لكل أمة عملهم"أي حق يملكه ذو التفكير الخارجي المشوّش، هذا لم يستوعب حقيقة القرآنية الواضحة .
إن أردت المنطق وتستند عليه ،فاليهودي والعلماني،والسني ،والشيعي والنصراني،والبوذي،والمجوسيجميع الطوائف تموت بطريقتها الإعتقادية ويموتون أيضاً بنفس الكيفية وفي مثل الأوضاع، مالذي سيحصل حين لاتفكر بالشكل السليم ! "ستقود نفسك لجنة وهمية مقيداً بسلاسل" إذاً الوعي لك كـ مرء مسلم ،ولو بعدت عنه ستدفع ثمنه بشكل فادح .
إن الرسالة ليست فقط لك ، بل للجميع ،والروح القرآنية لابد أن تعيش بك والإقدام على المساواة وكما هو سيتميز الحق وستأخذ فرصة تدرك بها هذه المسألة .
كما قلت لهذا الصديق : هل تأمن أن ينقلب ضميرك عليك في منتصف طريقك؟قال لي ،هذا الضمير العادل! وكأنه محبطاً بائس وتابع قوله ،كلا يمكن قلت له : ستنجح بدفع ضريبة لمصلحتك .قال :كيف ؟ قلت: الآتِي من حياتك الجديدة أفعل وكأنك لم تفعل قال بإستفاهم: أتعني أتخلص من طبيعتي ؟! أجبت: هذا السؤال الذي أريد جوابه منك بإعادة رهان ضميرك بالصلاح وغير الصلاح لتعي تبلور ضمان رقابتك لنفسك وماتسول به نفسك. لذلك سيقوم وعيك بإدراج الإيضاح لك . قال: أكمل برفع مستوى الكفاية بالتعمق . أتممتها : المفهوم والإيضاح بالأمثلة الباطنة منك وكل شخص إماً غولاً وشيطان ،أو تقي وصالح قال تعالى:" ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها"بدأ عز وجل بالفجور ثم التقوى ،هذا في النفس والآخر فالنفس النفس اللوامة،النفس الأمارة بالسوء المصلح والمجرم يعيش بك ، وهذا المصلح الواعي المرهون بالمعرفة يريد ، الوثاق والتغذية النافعة،والآخر يخرج منك بالحرمان بشرط ، أن يستلم قوة واحدة من غير رقابة ليستحل مباشرة أي إدارة أخرى بخلاف مكانة . والمصلح الموجود بك،ينظر بإشمئزاز ويبعدك عن السوءهذه حقيقتك وحقيقتي وحقيقة أي امرء .
ومن هنا المشكلة ومنها الطريق الصحيح والآن قد بانت ووضح قوله تعالى : " ألايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله" المعلم هو رب على تلاميذه بشكل منكوب وقد سبقت الأمثلة بالإيضاح ،من حيث التسلط على الفرد بالتعليم ،وكانت هناك بالمئات منهم حيث البعض منهم يقول ،كل نفس بشرية منزوعة الفهم،والآخر منهم يربط صياحه بالجبروت كما فرعون والعيون تلوح بالإستغراب ومالم يطغى فرعون هنا؟
إنها السلطة،السلطة بالقيادة التعليمية والتحكم كيف لو أصبح بأعلى مرتبة ؟ وأضفت بالقول: إن كان للإنسان يعشق السلطة ستنطوي نفسه برغبته لأن يصبح طاغية . - في هذا الكتاب الكريم الذي به النور أقرأ ذكر الإنسان ،باللفظ المطلق لامسلم،لايهودي ،لارجل،لاأنثى لاعرق،لاطائفة ،الإنسان فقط
لايمكن تقرأ في القرآن الإنسان بشكل التخصيص قال الله تعالى : " إن الإنسان خلق هلوعاً""إن الإنسان لظلوم كفار""قتل الإنسان ما أكفره"،
"يأيها الإنسان ماغرك بربك" وفي كل كتاب الله،يذكر الإنسان بحجمه الحقيقي المذموم بإستثناء "إلا الذين آمنوا " "إلا الذين تابوا واصلحوا"
"الا الذين صبروا وعملوا الصالحات" "الا الذين يصلون" .
ليس ذلك الإيمان والتوبة والعمل والصلاة ، بالضمير الميت - بالعمل والقول الحقيقي . ومن هنا ،لما تهدد الشيطان وقال لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ، ولاتجد أكثرهم شاكرين ،ولم يقل من فوقهم .لماذا؟ " لمعرفته بمقامه الأدنى من مقام ربه الأعلى لم يكن للشيطان عليه طريق،ولابد أن تنظر لهذا. "من قبح الإنسان،الغرور . لذلك فإن الإنسان لايساوي شيء به .
- هذا الصديق ممن يقترح بالذي يأمل فيه بأن يفرض الحق والعدل برفض فرضها في نفسه أولاً ،منتهيه بالأسباب المذكوره سابقاً . إذاً على ماذا يكون الوعي المرهون؟ وهذا الوعي يأخذ طريقة الترشيح ، كل مانريده هو أدنى وعي يشعر وبعض الناس توافق القيمة الممدوده له . وماهو الجواب؟ " تربية محاورة مستفزة للوعي ،معارضة لإتخاذ أسلوب تعايشي لأقرأ"،وبعد ذلك لايمكنك التواصل بأفكار جديدة إذاً لابد من تبغيض الألفاظ "أفهم،اعلم،أنتبه" هذا أسلوب سيء ،ولن تخرج منه مستقل .
هذا المد الطويل ليس للتسلية ، من الواجب أن تكون مسؤلاً لنفسك ليس مسؤلاً للغياب عن حسك الفردي ، إنك مسؤل غداً أمام الله،ليس فقط عن صلاتك وزكاتك وصيامك وحجك للبيت وأبنائك وزوجتك وحسب ،بل عن أي موضوع يتناوله عقلك عن قضائك هذا العمر كـ إنسان مسلم ،مسؤول عن كل هذا ،والقرآن يقول ولكن بطريقة يقولها النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة أعمق ،وقالها بأساليب واضحة ،لننجز بشكل حقيقي ،يربينالنترجم الوعي بالوعي الواضح ،لنفعل كما ينبغي وبحس المسؤولية الحقيقية ليس فقط بكثرة الكتب ،وإنما بالوعي العملي ، ومعنى الوعي العملي ،أن تمتد بصلة الحياة النابضة . ولذلك قد يكون تميزك في بقيك واعي في إطار الزمن ستصبح لديك القدرة أن تكون بارزاً دائماً .