عندما أنظر للمجتمع أراه كمُعاق , يجلس على كرسي مُتحرك ينتظر ربما يتأمل لا أعلم و لكنه يجلس بتكبر و خيلاء .
الفرد فى هذا المجتمع يشعر بأنه المخلوق الإنساني الوحيد على وجه الأرض , بينما لو قُدر حقًا لما بلغ وزن عقلة جناح بعوضة بداء ممغوصة .
وهناك داء إن شب عليه الفرد أجزم بأنه لن يجد له دواء ,وسيصبح له متلازمة مرضية ترافقه بجدية وتبعده عن مسلك البشرية ,هي العنصرية سواء العرقية أو القبلية .
أنت شخص أسود .. إذا لايحق لك أن تكون قبلي في طابور الخبز أو طابور الرز أو حتى طابور بيع الوز ,
أنت شخص أسود إذا أنت بعدي دائمًا في أي مجال ,ونصيبك الإهمال وأنا أنظر لك بإشمئزاز ساعاتٍ طوال وكأنك طفيلي عالق بهذا العالم منذ أعوام ,
أنت أسود إذا لايحق لك مرافقة أبنائي ,ولا أحفادي وليس داري الفاخر لك عامر , تناسوا أو ربما لم يعلموا مطلقًا أن أب البشرية أجمع ونبي مرسل و أول بشري يطأ بقدمه الجنة كان أسود البشرة وهو آدم عليه السلام .
وأما الآفة الأخرى التي تنبش عقول البعض وكأنها حشرة عالقة بتفكيرهم فهى " العصبية القبلية "
أنا من تلك القبيلة ,قبيلتنا أشرف من قبيلتك ,أنت من أي قبيلة ؟ ,والمصيبة العظمى أن الفرد يقيم نفسه نسبه الى قبيلته ,فإن كانت قبيلته قد أشتهرت بأمر مُعيب فإنه يعيّر بهذا العيب ,والعكس صحيح فإن إشتهرت بأمر مشرف فإنه يثنى عليه بذلك .
لا أرى عيبًا في أن يعتز الفرد بقبيلته , و يفخر بنسبه ,و قد إعتز رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام من قبل إذ قال ( أنا النبي لا كذب انا ابن عبدالمطلب )
ولكن العيب أن يقلل الشخص من شأن قبيلة أخرى ويطلق العنان للسانه أن يتفوه بأقبح المفردات لوصف تلك القبيلة أو أفرادها ,ناهيك عن الكثير من الإشتباكات الدامية على مثل هذه الأمور التافهة .
لا تحقرن شخصًا فربما هو أفضل منك بعشرات المرات ,أعمل مع نفسك على نفسك على تطويرها على الرقي بها فكريًا ,
أصنع لنفسك سمعة طيبة خارج نطاق تلك القبيلة ,ولا تتكئ على قبيلتك لفرض شخصك في المجتمع فكن انت لا قبيلتك . وليكن قوله صلاة الله وسلامه علية نصب عينيك ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .