وقفت لأترجم ما بداخلي وأيقظها لعلها لبرهة ما قد تستفيق لترى البعد الآخر الذي تكون وتراكم مع مرور السنين..
كثيرًا ما أرى نفسي بعيدًا جدًا عن أحبتي أو من هم بحاجة الى و فى نفس الوقت أرى أنى بحاجة الى من يسمعني و يدرك لم أنا هكذا لم أتغير بتاتًا ولكن هناك شئ ما عالقًا بصدري بحاجة الى البوح غير أنى لم أجد من يستسيغه وينصت لى بكل رحابة صدر .
إن الاتساع والإنصات الى الآخرين بات شيئًا صعبًا جدًا حيث الناس بدأت تتدارك مسألة الاستماع أو السؤال وأصبح التواصل جديدًا بغير حلته السابقة التي عهدناها, بات التواصل باردًا جداً وبحاجة الى أكسجين بحاجة الى انتعاش ,فالحياة ليست هي التي نعيشها ونحن بحاجة الى نبض حقيقي ,
و بمصطلح من نحن أو الحياة , أصبح الانسان يعيش حياته بعيدًا عن الآخرين فقد فضل التعايش مع ذاته فأصبح منزويًا غير مكترثاً لأحد أهم قوانين الحياة ألا وهي " التعايش"
الكل اختار الطريق الآخر الذي يبعده كثيراً عمن يريد وعن أحبته . الكل أصبح ممتعضًا من كل شي , فقط لا نرى سوى العتاب والتجاهل ,لربما هناك شيء قد منع الآخر من التواجد أو من السؤال ، لذا يجب أن نضع دائمًا اعتبارات لوجود أسباب حقيقية قد تكون وراء سلوك الآخر وتقصيره وليس من باب أن انتقد وأضع اللوم فى وجه الآخرين .
أحتاج أحيانًا الى وقفة تفكير قد تحول الكثير مما مررت به فى حياتي مما عشته بحلوة وألمه ومرة . كل تلك الألوان هى مراحل مهمة حملت معها الحب والقسوة ومن ثم تحولت الى قسوة ومن ثم الحب ,أهو تمرد الحياة علينا أم تمردنا نحن على انفسنا وعلى الحياة معًا ,
الحياة ليست تمردًا أبداً لأنها أعطتنا كل شي جميل وبمقياس , ولكن الانسان تجرد من كل ما أعطاه الله , لم نضع تلك القوانين نصب أعيننا ,لم نتقيد بما جاء فى كتاب الله , تجاهلنا الكثير والكثير واخفقنا أكثر من مرة فى تغيير أنفسنا . فلم كل هذا العناد ولم كل هذا الكره ولم كل هذا النفاق, يا بنى البشر ,لنحمل أنفسنا على التبعات التي سوف تؤرقنا وتتعبنا ولنفكر .
وفى معاناتنا قد نكتشف الكثير والكثير مما خبأت انفسنا , ولكننا لا نستطيع أن نخفي كل تلك الكبوة ,فالإنسان أولاً وأخيراً يملك مقدرة بسيطة على التحمل ولكن هذا لا يضع كل العبء بداخله وليتحمله عليه مشاركة الآخرين بأحزانه وأفراحه ومشاركتهم له فيها , للتخفيف عن أعبائه , لا أن يتهرب من مشاكله ويتحمل كل ذلك التعب أو العبء وحده فالمشاركة عامل مهم لتوازن النفس واستقرارها وتحقيق الصحة النفسية.
علينا أن نكون صريحين لأقصى درجة مع انفسنا اولا ليكتمل معنى الحياة فليس ذلك عيبًا , لكن العيب نحن من نؤسسه ونوطده , نغتاب أنفسنا أولاً فكيف للحياة أن تقينا من شرور أنفسنا ؟