• ×

قائمة

Rss قاريء

أبنائنا في ذمتنا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
د. ماجد علي قنش ـ استشاري علم نفس وسلوكيات أسرية

حين أردت الكتابة في هذا الموضوع كنت أعلم يقيناً أن كلماتي سيكون لها وقعا و تأثيرا بالغا وستقدم الكثير من الوعي للآباء والأمهات ، ولكن ويشهد الله علي أن ما أضطرني للكتابة فى هذا الموضوع هو أني شاهدت منظرا يندى له الجبين و يئن له القلب منظر يجعل الحليم حيران ، تحسرت على عقود مضت كان فيها أبائنا وأمهاتنا يحرصون فيها أشد الحرص ولا يرضون علينا بأي ضرر رغم تواضع تعليمهم. فما شاهدته اليوم قد تكرر مراراً وتكراراً وهو أمر لايقبله الدين أولاً ولا يقبله العقلاء ثانياً وهو أني شاهدت بأم عيني أحد السائقين وعدد من الخادمات في سيارة تستقلهم وبصحبتهم ثلاث فتيات لم تتجاوز أعمارهن السابعة إحداهن رأيتها بجانب الخادمة والأخرى بجانب السائق في المقعد الأمامي أما الثالثة فهي المصيبة العظمى فعمرها أتوقع لايتجاوز الثالثة ربيعاً موجودة في حجر السائق وهو يسوق السيارة هل يعقل هذا ؟؟؟ هل تجرد والدهم ووالدتهم من المسؤولية الملقاة على عاتقهم من رب السماء ؟؟ أم هل أصبح السائقين والخادمات هم الأب والأم ؟؟ أو ربما وصل الخدم لدرجة من الثقة أن نلقي بفلذات أكبادنا بين أيديهم دون حسيب ولا رقيب ؟؟؟ أسئله كثيرة جداً تجوب في خاطري وخاطر كل العقلاء ولكن أين هم العقلاء ؟؟؟

كيف لنا أن نغرس في أبنائنا وبناتنا قيم ومبادئ ديننا الاسلامى الحنيف ومبادئ الآداب العامة والإجتماعية والتقاليد الحسنة في نفوسهم ونحن نتركهم مع السائقين والخادمات جل أوقاتهم بل وفي أحضانهم .

أعود وأسأل مرة أخرى هل يرضيكم مارأيت أيها العقلاء ؟؟

لا أظنه يرضيكم ولا تقبلونه .

والمصيبة الأخرى أن يأتيك الآباء والآمهات يتشكون من هذا الجيل أنه وينعتونه بانه جيل فاشل جيل لايتحمل المسؤولية جيل خالي من الوازع الديني والآداب الإجتماعية والأخلاقية جيل لايستطيع أن ينشىء أسرة فيكون مسؤول عنها ويقومها جيل حياته عشوائية لايوجد لديه تنظيم ولا ترتيب ولا تخطيط .

ونسينا أو تناسينا أننا نحن الآباء والأمهات السبب في البداية والنهاية لاننا أتحنا الفرص وخلقنا كل الأمور السيئة سالفة الذكر فيهم ونطالبهم بالأمور الحسنة كيف هذا وقد تخلينا عن أبسط شىء لهم وهي مسؤولية رعايتهم وتركنا مسؤوليتهم وقضاء حاجياتهم على السائقين والخادمات ، نعم أعلم ستأتيني أم وتقول الخادمة هذه مساعدة لي وانا المسؤولة عنهم فاقول لها أختي الفاضلة يجب أن يكون عمل الخادمة مقتصر على شغل البيت فقط وينبغى ان تجنبيها المكوث مع أبنائك وأجعلي همك الأول والأخير هو زوجك وأبنائك فهم الأمانة في عنقك والذين سوف تُسألين عنهم من الله حيث أنك من تغرسين فيهم كل شىء جميل ، وسوف يأتي أب ويقول أنا مشغول بالعمل وأموري الخاصة وأنا جلبت السائق من أجل أن يحمل عني أعباء المنزل والمشاوير فأقول له يا أخي وعزيزي الفاضل أجلك وأحترمك وأقدر إنشغالك ولكن هناك أناس أنت مسؤول أمام رب العزة والجلال عنهم فهم فلذات كبدك. فأجعل السائق للأمور العامة وأهتم أنت بالأمور الخاصة لزوجتك وأبنائك فوالله لو علمت فرحة أبنائك وهم معك حتى لو ذهبتم للبقالة لما تركت هذا الأمر لغيرك أبداً . وإن كان ذهابهم مع السائق أمر محتوم ولابد منه فليذهب معهم أحد أخوانهم الكبار أو حتى لو أمهم أما تركهم مع السائق والخادمة وفي أحضانهم فهذا أمر لا يقبله دين ولا منطق ولا شرع وخاصةً في هذا السن الغير رشيد .

فقد ولد هذا الأمر مشاكل عدة ومنها التحرش الجنسي تجاه الأطفال واكتساب السلوكيات الغير أخلاقية فهو أمر أصبح شائعا جداً فى الوقت الحالى وهناك عدة شكاوي ترد للمختصين فى هذا المجال فأنت لاتعلم مستوى أخلاق السائق والخادمة ولا ماهي معتقداتهم وقيمهم ومنهاجياتهم التي يلقنونها لأطفالنا ( فلانعيب على جيل نحن السبب في دماره )

أذكركم أخيرا بقول الرسول الكريم ﷺ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وأوجه كلامي هنا للأب والأم ولكن الأب بدرجة أكبر لأنه من سمح بهذه المهزلة التي تحصل سواء بعلمه أو بدون علمه وأعتذر عن هذا اللفظ أعزائي عن هذه الكلمات القاسية ولكن يشهد الله وحده أن المنظر آلمني كثيرا جداً وهو مادفعني للكتابة .

أسأل الله الهداية لي اولاً ثم للجميع والله المستعان

بواسطة : DimAdmin
 1  0  660

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    28 يناير 2015 02:11 صباحًا ام اويس :
    كلام رائع وجميل

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات