يقول عالم النفس "دين كيث سيمونتون" أن أفضل تعريف للموهبة هي " أنها حزمة من الخصائص الشخصية التي تسرع من اكتساب الخبرة، أو تعزز الأداء" . وبعبارة أخرى، الموهبة تسمح للشخص بأن "يتحسن بشكل أسرع"
و ما إذا كانت حزمة فريدة من الخصائص الشخصية تعتبر موهبة، يعتمد على المجال. ولكن حتى المواهب ضمن مجال واحد يمكن أن تكون فردية. يمكن للناس خلط حزمة فريدة من الخصائص بطرق مختلفة خاصة بهم ليعبروا فيها عن نفس الموهبة.
ولكن كيف يمكن تطوير المواهب؟ للأسف، كثير من الناس لديهم فهم مبسط للموهبة. فهم ينظرون للمواهب على أنها فطرية و أنها على استعداد لتتفجر في حين توفير الظروف المناسبة. ولكن هذه ليست الطريقة التي تعمل بها الموهبة. الموهبة ليست رزمة معبأة مسبقًا عند الولادة، ولكنها عملية تستغرق وقتًا طويلاً لتتطور.
كما أنه معروف أن أياً من هذه الخصائص الشخصية - من القدرة الرياضية إلى الشجاعة- لا يمكن تحديدها تمامًا بالجينات.
وكونها تتأثر وراثيًا لا يعني أنها محددة وراثيًا. على الرغم من أن الجينات رمز للبروتينات، والبروتينات هي لبنات بناء كل ما نقوم به، الا أنها أبعد ما تكون عن ما نعتبره موهبة. واحدة من أهم الاكتشافات في السنوات الأخيرة هو أن البيئة تحفز التعبير الجيني. كل خطوة نتخذها تغير تكوين جميع خلايا في الجسم. كما قال " مات ريدلي" : "الجينات هي آليات من الخبرة." الموهبة تتطور من خلال تفاعل الجينات والبيئة. الموهبة والممارسة جزئيين متكاملين، وليست متضاديين .
إن مفتاح هذا اللغز هو الاعتراف بأن المزايا الوراثية والبيئية الصغيرة تتطور على مر السنين. الطفل الذي هو أطول قليلاً من الآخرين، أو الذي يمكنه القراءة أفضل من الآخرين، سوف يتم اختياره أولاً لفريق كرة السلة، أو وضعه في مجموعة قراءة أكثر تقدمًا. و مع مرور الوقت، فإن الفرق بين مستوى قدرة الطفل الذي تم اختياره للصف المتقدم والطفل الذي لم يتم اختياره سوف يصبح أوسع.
وبطبيعة الحال، فإن العكس صحيح، حيث أن وجود أي نقص طفيف جينيًا أو بيئيًا يمكن أن يجعل الطفل يتجنب الصعوبات التي من شأنها أن تكشف عن هذا النقص. و مع ذلك تعد تلك المواقف و الصعوبات هي بالضبط التي من شأنها أن تسمح للطفل أن يتعلم كيفية التعويض والتعلم والنمو. هذا "التأثير المضاعف" تم التحقيق فيه من وجهات نظر مختلفة ، بما في ذلك النموذج الحيوي البيئي لستيفن الذى أثبت أن الخلافات الصغيرة في بداية النمو يمكن أن تؤدي إلى اختلافات كبيرة في في وقت لاحق.
و أيضا في كثير من الأحيان، قد لا تظهر بعض الخصائص حتى حصول طفرة في نمو الطفل كمرحلة المراهقة. لذلك يمكن لميزة مثل التواصل أن تتطور في وقت مبكر من حياة الطفل، بينما في حين خاصية أخرى، مثل كتابة الخطابات، قد تتأخر في الظهور - التي قد يسبب الاحراج حتى تصبح الخاصيتيين متكاملتين . وذلك النمو الغير المتوازن في الخصائص الشخصية قد يؤخر ظهور الموهبة، جاعلًا إياها في نهاية المطاف لتبدو و كأنها ظهرت من العدم.
بالطبع، نحن لسنا مجرد متلقين لوبيئتنا. كل واحد منا يقوم بخيارات، وهذه الخيارات تضاف فوق بعضها على مر السنين. وفقًا لنظرية "الخبرة تولد الدفع"، وتؤثر الجينات بشكل غير مباشر على تنمية المواهب من خلال تحفيزها لنا للبحث عن التجارب التي بدورها ستعمل على تطوير هياكل الدماغ العصبية وفسيولوجية الأعضاء التي تدعم مستويات أعلى من الموهبة.
وفي صياغة " ويندي جونسون "النظرية، فإن هذا ينطبق على جميع الفروق الفردية، بما في ذلك المحفزات والاهتمامات، والتركيز ، والشخصية، و السلوك والقيم والخصائص الفريدة من نوعها لكل شخص. الجينات تسحب اهتمامتنا بطريقة غير مباشرة في اتجاهات معينة، وتأخذنا بعيدًا ملاحظة المعلومات الاخرى المتوفرة في بيئتنا. نحن جميعًا نختلف فيما ما يأسر اهتمامنا، والتي يتم تحديدها عبر حياة كاملة من التجارب التي تعزز الخبرات بينما تتناسب طبيعتنا مع تنشئتنا.
و أيضا، لأن الجينات قد تستغرق وقتا طويلاً لتتزامن مع بعضها البعض ومع البيئة، في خلال ذلك سيتم التغاضي عن بعض المواهب. الموهبة الذي يبرزها الطفل في مرحلة ما قد تتحول إلى موهبة أخرى في مرحلة التطور بينما تنشط جينات أخرى. كما يشير "دين كيث سيمونتون "،أن الفنان الموهوب قد يصبح عالمًا موهوبًا في وقت آخر بسبب ظهور صفات الشخصية المختلفة في أوقات مختلفة خلال النمو.
وبطبيعة الحال، هناك من تزهر مواهبهم مبكرًا و هولاء يجب رعايتها. وهناك بعض الأشخاص من يبهرونا بمواهبهم كأدائهم الرائع في عزف البيانو، وتحركات الشطرنج السريعة والفعالة، واللوحات الخيالية. في حين أن أدائهم سيكون بالتأكيد مثيرًا للإعجاب في سن الأربعين،
الا أن الاطفال الموهبين عادة تصل مستويات مهاراتهم لقمتها من الأداء قبل سن العاشرة.عندما يصبح هولاء الموهبين منجذبين لمجال ما فإن تعلمهم يتساؤع بكمية كبيرة. عندما يعمل هولاء للموهبين في مجال اهتمامهم، فهم يميلون إلى التركيز مثل شعاع الليزر، و يدخلون في حالة من "التدفق"، التي تجعل عملهم ممتعًا و بلا جهد يذكر.
في حين أن الجينات هي بالتأكيد جزء من اعجاز الموهبة ، الا أن هناك عوامل أخرى تساهم بلا شك في ظهور و تطور الموهبة.
وبناء على مقابلات مفصلة مع عدد من الأطفال الذين تعتبر موهبتهم اعجازية وأفراد أسرهم، واكتشف " ديفيد هنري فيلدمان " و " لين غولدسميث " أن الموهبة هي نتيجة لصدفة مميزة من العوامل. وهذا يشمل وجود مجال مطابقة لميول الطفل ومصالحه. ولكنه يتطلب أيضا استعداده لوضع الساعات اللازمة لتطوير هذه الموهبة، وتوفر هذا المجال في الموقع الجغرافي للطفل ، و التطور العاطفي الاجتماعي السليم، والجوانب الأسرية من حيث (ترتيب الولادة والجنس)، والتعليم، والإعداد (سواء الرسمي والغير الرسمي )، والدعم الثقافي و التقدير للانجازات، والوصول إلى الموارد والتدريب، والدعم المادي من أفراد الأسرة، و التزام أحد الوالدين تمامًا بتطوير موهبة الطفل والتقاليد الأسرية التي تساعد الطفل على تنمية موهبته .
اذا نطرنا عن قرب فإنه يمكننا وضع الأمور في نصابها الصحيح. بينما نوجد مواهب تظهر مبكرًا، لا ينبغي لنا أن نرفض الأطفال الذين يبدون غير موهوبين . الحياة ليست لعبة محصلتها صفر. و وجود أطفال بمواهب مبكرة لا يعني أن الآخرين لا يمكن أن تنفجر مواهبهم في السنوات اللاحقة. وهذا هو السبب في الخطأ الفاضح الذي يرتكبه "الخبراء" (مثل الوالدين أو المعلمين) و هو وضع قيودًا على انجازات الطفل و على ما يمكنه تحقيقه في نهاية المطاف.
و بدلًا من ذلك، ينبغي علينا أن نشجع الجميع للتعرف على العديد من المجالات الممكنة، و للبحث الدائم على المجال الذي ينشط التدفق المعرفي. يجب أن نكون على ثقة بأنه بمجرد أن يجد أي شخص، مهما كان عمره ، المجال الذي يطابق حزمته الفريدة من الخصائص الشخصية ، فإنه يمكن لعملية التعلم المضي قدمًا بسرعة فائقة كما أن الفرد ملهمًا للتفوق. وهذا يتطلب إبقاء الباب مفتوحًا وتأسيس عملية ديناميكية لتنمية المواهب حيث معيار القبول الوحيد هو الاستعداد للمشاركة. وتشير أحدث الابحاث أننا جميعًا قادرون على تقديم أداءً استثنائيًا في أي مجال ؛ و المفتاح هو العثور على أفضل طريقة للتعبير التي تسمح للحزمة الفريدة من الخصائص الشخصية بالتألق.
و ما إذا كانت حزمة فريدة من الخصائص الشخصية تعتبر موهبة، يعتمد على المجال. ولكن حتى المواهب ضمن مجال واحد يمكن أن تكون فردية. يمكن للناس خلط حزمة فريدة من الخصائص بطرق مختلفة خاصة بهم ليعبروا فيها عن نفس الموهبة.
ولكن كيف يمكن تطوير المواهب؟ للأسف، كثير من الناس لديهم فهم مبسط للموهبة. فهم ينظرون للمواهب على أنها فطرية و أنها على استعداد لتتفجر في حين توفير الظروف المناسبة. ولكن هذه ليست الطريقة التي تعمل بها الموهبة. الموهبة ليست رزمة معبأة مسبقًا عند الولادة، ولكنها عملية تستغرق وقتًا طويلاً لتتطور.
كما أنه معروف أن أياً من هذه الخصائص الشخصية - من القدرة الرياضية إلى الشجاعة- لا يمكن تحديدها تمامًا بالجينات.
وكونها تتأثر وراثيًا لا يعني أنها محددة وراثيًا. على الرغم من أن الجينات رمز للبروتينات، والبروتينات هي لبنات بناء كل ما نقوم به، الا أنها أبعد ما تكون عن ما نعتبره موهبة. واحدة من أهم الاكتشافات في السنوات الأخيرة هو أن البيئة تحفز التعبير الجيني. كل خطوة نتخذها تغير تكوين جميع خلايا في الجسم. كما قال " مات ريدلي" : "الجينات هي آليات من الخبرة." الموهبة تتطور من خلال تفاعل الجينات والبيئة. الموهبة والممارسة جزئيين متكاملين، وليست متضاديين .
إن مفتاح هذا اللغز هو الاعتراف بأن المزايا الوراثية والبيئية الصغيرة تتطور على مر السنين. الطفل الذي هو أطول قليلاً من الآخرين، أو الذي يمكنه القراءة أفضل من الآخرين، سوف يتم اختياره أولاً لفريق كرة السلة، أو وضعه في مجموعة قراءة أكثر تقدمًا. و مع مرور الوقت، فإن الفرق بين مستوى قدرة الطفل الذي تم اختياره للصف المتقدم والطفل الذي لم يتم اختياره سوف يصبح أوسع.
وبطبيعة الحال، فإن العكس صحيح، حيث أن وجود أي نقص طفيف جينيًا أو بيئيًا يمكن أن يجعل الطفل يتجنب الصعوبات التي من شأنها أن تكشف عن هذا النقص. و مع ذلك تعد تلك المواقف و الصعوبات هي بالضبط التي من شأنها أن تسمح للطفل أن يتعلم كيفية التعويض والتعلم والنمو. هذا "التأثير المضاعف" تم التحقيق فيه من وجهات نظر مختلفة ، بما في ذلك النموذج الحيوي البيئي لستيفن الذى أثبت أن الخلافات الصغيرة في بداية النمو يمكن أن تؤدي إلى اختلافات كبيرة في في وقت لاحق.
و أيضا في كثير من الأحيان، قد لا تظهر بعض الخصائص حتى حصول طفرة في نمو الطفل كمرحلة المراهقة. لذلك يمكن لميزة مثل التواصل أن تتطور في وقت مبكر من حياة الطفل، بينما في حين خاصية أخرى، مثل كتابة الخطابات، قد تتأخر في الظهور - التي قد يسبب الاحراج حتى تصبح الخاصيتيين متكاملتين . وذلك النمو الغير المتوازن في الخصائص الشخصية قد يؤخر ظهور الموهبة، جاعلًا إياها في نهاية المطاف لتبدو و كأنها ظهرت من العدم.
بالطبع، نحن لسنا مجرد متلقين لوبيئتنا. كل واحد منا يقوم بخيارات، وهذه الخيارات تضاف فوق بعضها على مر السنين. وفقًا لنظرية "الخبرة تولد الدفع"، وتؤثر الجينات بشكل غير مباشر على تنمية المواهب من خلال تحفيزها لنا للبحث عن التجارب التي بدورها ستعمل على تطوير هياكل الدماغ العصبية وفسيولوجية الأعضاء التي تدعم مستويات أعلى من الموهبة.
وفي صياغة " ويندي جونسون "النظرية، فإن هذا ينطبق على جميع الفروق الفردية، بما في ذلك المحفزات والاهتمامات، والتركيز ، والشخصية، و السلوك والقيم والخصائص الفريدة من نوعها لكل شخص. الجينات تسحب اهتمامتنا بطريقة غير مباشرة في اتجاهات معينة، وتأخذنا بعيدًا ملاحظة المعلومات الاخرى المتوفرة في بيئتنا. نحن جميعًا نختلف فيما ما يأسر اهتمامنا، والتي يتم تحديدها عبر حياة كاملة من التجارب التي تعزز الخبرات بينما تتناسب طبيعتنا مع تنشئتنا.
و أيضا، لأن الجينات قد تستغرق وقتا طويلاً لتتزامن مع بعضها البعض ومع البيئة، في خلال ذلك سيتم التغاضي عن بعض المواهب. الموهبة الذي يبرزها الطفل في مرحلة ما قد تتحول إلى موهبة أخرى في مرحلة التطور بينما تنشط جينات أخرى. كما يشير "دين كيث سيمونتون "،أن الفنان الموهوب قد يصبح عالمًا موهوبًا في وقت آخر بسبب ظهور صفات الشخصية المختلفة في أوقات مختلفة خلال النمو.
وبطبيعة الحال، هناك من تزهر مواهبهم مبكرًا و هولاء يجب رعايتها. وهناك بعض الأشخاص من يبهرونا بمواهبهم كأدائهم الرائع في عزف البيانو، وتحركات الشطرنج السريعة والفعالة، واللوحات الخيالية. في حين أن أدائهم سيكون بالتأكيد مثيرًا للإعجاب في سن الأربعين،
الا أن الاطفال الموهبين عادة تصل مستويات مهاراتهم لقمتها من الأداء قبل سن العاشرة.عندما يصبح هولاء الموهبين منجذبين لمجال ما فإن تعلمهم يتساؤع بكمية كبيرة. عندما يعمل هولاء للموهبين في مجال اهتمامهم، فهم يميلون إلى التركيز مثل شعاع الليزر، و يدخلون في حالة من "التدفق"، التي تجعل عملهم ممتعًا و بلا جهد يذكر.
في حين أن الجينات هي بالتأكيد جزء من اعجاز الموهبة ، الا أن هناك عوامل أخرى تساهم بلا شك في ظهور و تطور الموهبة.
وبناء على مقابلات مفصلة مع عدد من الأطفال الذين تعتبر موهبتهم اعجازية وأفراد أسرهم، واكتشف " ديفيد هنري فيلدمان " و " لين غولدسميث " أن الموهبة هي نتيجة لصدفة مميزة من العوامل. وهذا يشمل وجود مجال مطابقة لميول الطفل ومصالحه. ولكنه يتطلب أيضا استعداده لوضع الساعات اللازمة لتطوير هذه الموهبة، وتوفر هذا المجال في الموقع الجغرافي للطفل ، و التطور العاطفي الاجتماعي السليم، والجوانب الأسرية من حيث (ترتيب الولادة والجنس)، والتعليم، والإعداد (سواء الرسمي والغير الرسمي )، والدعم الثقافي و التقدير للانجازات، والوصول إلى الموارد والتدريب، والدعم المادي من أفراد الأسرة، و التزام أحد الوالدين تمامًا بتطوير موهبة الطفل والتقاليد الأسرية التي تساعد الطفل على تنمية موهبته .
اذا نطرنا عن قرب فإنه يمكننا وضع الأمور في نصابها الصحيح. بينما نوجد مواهب تظهر مبكرًا، لا ينبغي لنا أن نرفض الأطفال الذين يبدون غير موهوبين . الحياة ليست لعبة محصلتها صفر. و وجود أطفال بمواهب مبكرة لا يعني أن الآخرين لا يمكن أن تنفجر مواهبهم في السنوات اللاحقة. وهذا هو السبب في الخطأ الفاضح الذي يرتكبه "الخبراء" (مثل الوالدين أو المعلمين) و هو وضع قيودًا على انجازات الطفل و على ما يمكنه تحقيقه في نهاية المطاف.
و بدلًا من ذلك، ينبغي علينا أن نشجع الجميع للتعرف على العديد من المجالات الممكنة، و للبحث الدائم على المجال الذي ينشط التدفق المعرفي. يجب أن نكون على ثقة بأنه بمجرد أن يجد أي شخص، مهما كان عمره ، المجال الذي يطابق حزمته الفريدة من الخصائص الشخصية ، فإنه يمكن لعملية التعلم المضي قدمًا بسرعة فائقة كما أن الفرد ملهمًا للتفوق. وهذا يتطلب إبقاء الباب مفتوحًا وتأسيس عملية ديناميكية لتنمية المواهب حيث معيار القبول الوحيد هو الاستعداد للمشاركة. وتشير أحدث الابحاث أننا جميعًا قادرون على تقديم أداءً استثنائيًا في أي مجال ؛ و المفتاح هو العثور على أفضل طريقة للتعبير التي تسمح للحزمة الفريدة من الخصائص الشخصية بالتألق.