• ×

قائمة

Rss قاريء

ومازلت تسأل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نتقابل ونتعامل خلال حياتنا مع ألوان وأصناف ونماذج مختلفة من البشر، وهذه سنة الله في الأرض، ورغم اختلافاتنا في كثير من الأمور، إلا أن هناك ثوابت واضحة يتفق عليها الجميع، وبما أننا -ولله الحمد- أمة مسلمة؛ فمنهاجنا واحد، بصرف النظر عن البعد الجغرافي، ولأنها أسس لا يصح أن نجادل فيها ولا نختلف عليها ولا نسيرها بمزاجنا أو حسب أهوائنا، ولا نصوغها ضمن العادات والتقاليد، ولا تتدخل فيها وجهة نظرنا؛ لأنها ثوابت حددها الشرع؛ فيمكن أن نتحايل على المشاعر والعواطف، وأن نسوّف ونفلسف حسب أمزجتنا في مناح عديدة من حياتنا، أما أن نتلاعب ونفسر ما قاله الله سبحانه- وما وضحه رسولنا الكريم حسب منطقنا وتفكيرنا؛ فهذا لا ولن أقبله؛


فعندما تتعلق القضية يا سيدي بالرباط المقدس الذي تراه أنت مجرد صورة ذهنية للزواج وتوزيع المسؤولية واستحلال ما أحله الله، بمنطق عجيب لا يتضمن معرفتك بالحقوق والواجبات، ويظل تفكيرك بالنسبة لي أمراً محيراً وغريباً؛ فأنت لا زلت تسأل لماذا طلبت الطلاق، ومازلت تضع اللوم عليَّ، وبأني إنسانة متسرعة ومتطلبة في طلب حقوقي التي شرعها خالقي، ومازلت تصر على أن المهر والسكن ليس من حقي، أخبرني لماذا تزوجتني؟!..


تُرى هل سولت لك نفسك بأني سأرضى بزواج هدفه إطلاق المشاعر وتبادل العواطف؟ لا يا سيدي، هذا لا يطلق عليه زواج؛ بل له مسميات أخرى تأبى نفسي أن تقولها وتعاف مشاعري أن تنطقها، وقد تسأل نفسك: لماذا وافقت على الزواج بهذه الصورة؛ فأنت لم تقدر بأني لم أتناقش في أسس مفروغ منها، لم أفعل ذلك لاقتناعي بأنك سترعاني وتخاف الله، أكون في نظرك مادية ومتطلبة؛ كوني أطلب حقوقي؟ وكلما شرحت لك عن سبب طلبي للطلاق بعد زواجنا، تتهمني بالتسرع وعدم الصبر بعد زواج استمر أكثر من عام، كنت أقيم في منزلي ولآخر لحظة، وأنا أنتظر أن تعترف بتقصيرك وتبادر بعمل ما يجب عليك فعله، ولكنك مازلت لا ترى إلا ما تراه أنت، ولا تريد أن تقدر ولا أن تشعر بما أشعر به، وطوال فترة عشرتنا، آسفة لا أقصد عشرتنا؛ فأين هي العشرة والسكن والمودة والألفة في حياتنا؛


فقد كنت تبرمج زيارتك لي حسب ظروفك؛ فمشاعري ليس لها مكان، واحتياجاتي النفسية والمعنوية والعاطفية كانت تنتظر تشريفك عشرات المرات، طلبت منك أن تحل مشكلتنا لتستقر حياتنا، تفاهمت معك بكل الطرق، واستنفدت كل المفاتيح، ولكن لم أجد لك مفتاحاً؛ حتى أشعرتني بأني أتسول منك حقوقي الشرعية.

وأخيراً رفضت أن أستمر مع رجل أناني، يمارس قوامته ولا يعترف إلا بحقوقه، ويطالب بكل ما هو له بكل ثقة، وهو لم يقدم لي الحياة الكريمة، ليتك تقول الحق والعدل على الأقل الآن، بعدما انتهى كل ما بيننا، اعترف يا سيدي بأنك هضمت حقوقي وأهنت أنوثتي، والعجيب أنك مازلت ترى نفسك الشاري، وأنا من بعت؛ فليكن ذلك. فسر الحقائق كما يحلو لك؛ فقد مللت الشرح لحقوق يفهمها ويعيها طفل، ولكن ثق يا سيدي؛ فكما تدين تدان .

 0  0  478

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات