عندما نتحدث عن الأطفال الموهوبين علينا أن نعلم بأننا نقصد فئة من المجتمع التي هي بحاجة للمساعدة والاهتمام وتوفيرالمناخ الملائم لهم .
الطفل صاحب الموهبة أو ما يسمى بالموهوب لا يعلم ولا يعي بأن لديه موهبة لذلك علينا أن نساعده في اكتشاف الأمر .
السؤال الذي يسأل : كيف نعرف أن لدينا طفلًا موهوبًا ؟ وما هي المؤشرات والعلامات التي تظهر عند الطفل؟ هل هو مقياس الذكاء ؟ أم المقاييس السلوكية والتصرفات اليومية التي يتصرفها الطفل؟
إن كل هذه التساؤلات هي تساؤلات مهمة ومحيرة في آن واحد، فقد أشارت العديد من الدراسات الى أن هنالك اختلافًا في بعض المفاهيم مثل مفهوم الذكاء والابداع والموهبة الا أننا نقصد بالطفل الموهوب : هو ذلك الطفل الذي تتوفر لديه جميع القدرات العقلية والابداعية وغيرها ويضاف لذلك قدرته المبكرة على أداء فعل معين قبل وصوله للجيل المناسب لفعل الأمر من الناحية العقلية . كما أن هنالك علامات الى نشوء مواهب داخل الطفل ومنها قدرته الفائقة على اكتشاف المشكلات والتعامل معها بصورة جيدة وحسنة .
إن للأسرة الدور الكبير في عملية اكتشاف ودعم الطفل الموهوب وذلك من خلال احترام ابداع الأبناء وتشجيعهم على القيام بمهام اضافية واعطائهم الحرية بالمفهوم المنطقي والمعقول للتعبير عن آرائهم وأحاسيسهم وكذلك بتشجيعهم على اتخاذ القرارات .
فان سلوك الطفل الذي يجد تشجيعًا ودعمًا من الكبار وخصوصًا من الوالدين يعمل على تقوية ثقة الطفل بنفسه واعادة تكرار العمل الذي قام به ولاقى استحسان الجميع .
ومن جهة أخرى فإن الطفل الذي يقابل بالاستنكار والاهمال أو العقاب فان ذلك سيكون له التأثير السلبي على سلوك الطفل من خلال التوقف عن فعل العمل.
خصائص الموهوبين ومنها ما يلي :
1 )) يتقن الطفل الموهوب مستويات عالية من المحتوى و المواد الدراسية في عمر مبكر وهو أقدر من الأطفال العاديين على النجاح في حياته المستقبلية و يتعلم بسرعة أكبر من الأطفال العاديين .
2 )) الأطفال الموهوبون قادرون على التكيف الأجتماعي وهم على أي حال يختلفون في عدة اوجه عن الأطفال العاديين .
3 )) تبدو على الأطفال الموهوبين كفاءة مبكرة في التواصل اللفظي والكتابي ولديهم قدرات عالية على ملاحظة الأشياء و كأنهم يرون أكثر مما يرى غيرهم من الأطفال العاديين كما ان لديهم ذكاء شديدا في أدراك العلاقات السببية بين الأشياء .
4 )) قد يبرزون في جانب معين و يكونون عاديين في جوانب أخرى و يقضون جزءا من وقتهم في أعمال غير مدرسية أو مشاريع خاصة بهم ، كما يهتم الطفل الموهوب بعدد متنوع من الهوايات والألعاب .
5 )) الطفل الموهوب طفل ودود يحب تكوين الصداقات مع الآخرين و يتمتع بشعبية بين زملائه و أصدقائه .
6 )) الأطفال الموهوبون يضعون مستويات عالية من الطموح و الأداء لأنفسهم إلى حد يشعرون بعدم النجاح في أي أمر ، ولهم عقليات جادة و يهتمون بموضوعات تهم الراشدين مثل القضايا العالمية ومعنى الحياة .
7 )) يتفوق الأطفال الموهوبون على الأطفال العاديين في عدد من السمات مثل الصدق ، النضج ، الاعتماد على الذات ، الأبداع ، التكيف الشخصي ، تحمل المسؤولية و التحصيل .
نصائح للعمل مع الابناء لدعم الطفل الموهوب :
«ملاحظة سلوك وتصرفات الطفل من قبل الاهل والمعلمين وذلك بهدف اعداد برنامج دعم وتطوير للموهبة والقدرة.
«الاكثار من اعطاء الطفل المسائل الحسابية المعقدة التي تعتمد في حلها على استعمال القدرات العقلية.
«تحضير برنامج عمل مخصص لقدرته وميوله وذلك من خلال ايجاد المواد اللازمة له كالكتب ، القصص ، كراسات عمل، العاب ذاكرة وغيرها من المواد المساعدة على تنمية قدراته.
«بالنسبة للبرامج والمناهج التدريسية يجب اعداد برامج خاصة لهم تتوافق مع قدراتهم وميولهم .
«التحاق الاطفال بمراكز ودورات خاصة للموهوبين والمبدعين .
لا شك بأن عالمنا اليوم بحاجة ماسة لدعم وايجاد الاشخاص الموهوبين للاستعانة بهم في السيطرة على البيئة ،كما علينا أن نعتبر الأطفال والطلاب الموهوبين عبارة عن ثروة في غاية الأهمية علينا دعمها ومساعدتها ولا نقصد بذلك الموهوبين في كرة القدم ، التمثيل والفنون على أنواعها مع أهميتها وإنما علينا ان نساهم وندعم الموهوبين في مجال العلوم ، والادب وغيرها.