• ×

قائمة

Rss قاريء

أهملوا موهبتي فأبدعت " قصة من الواقع "

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

الأستاذة نورة اليامى

كنت أعيش في عالم تسكنه الأمنيات وتشحذه الهمم . كنت أرى مالا يراه الآخرون و بذلك كنت أختلف تمامًا عنهم ...كنت أقرأ كتب والدي في الخفاء ولا أعلم لماذا ؟؟؟ غير أن القراءة حينها كانت للكبار وللكبار فقط ..

أمتلأ قلبي بالطموح رغم أنني كنت في سن لم يتجاوز العاشرة .كنت أحلم أن أكون كاتبة مرموقة يُشار إليها بالبنان .. كنت أفكر بطريقة تختلف عن أقراني فكتبت في مجالات مختلفة مما جعل من حولي يصاب بدهشة عظيمة إزاء هذه الموهبة الكتابية الرائعة ...ولا أخفيكم فقد كنت وحيدة ازاء هذا الطموح العالي ....لم أحظ بأي إهتمام أو رعاية ....

ففي المنزل كنت لا أكتب إلا بعد أن يسافر والدي الذي كان كثير الأسفار بحكم ظروف عملة فكنت أجد في سفره فرصة للكتابة بحرية كاملة .

أما والدتي فكانت تعتقد أن الكتابة تشغلني كثيرًا عن الاستذكار والتحصيل الدراسي فيجب أن أكون - كما تعودا- في الصدارة دائمًا ...

أما في المدرسة فمررت ولسوء الحظ بمواقف مؤلمة حيث كانت معلمتي تطلب مني إعادة موضوعات التعبير عدة مرات ظناً منها بأنني لست من كتب ذلك ...استمرت الشكوك تحاصرني في المرحلة المتوسطة بيقين كامل من معلماتي بأن جهدي في الكتابة مسروق من صحيفة أو مجلة ثقافية ,

أما في المرحلة الثانوية فكانت المواقف تختلف تمامًا عما تعودت عليه حيث كنت أشترك دوما في المسابقات المدرسية وكنت أحقق وبكل جدارة المركز الأول ولكن الصدمة تحل عندما لايتم نشر المشاركة بإسمي لاعتقاد الجميع بأن موهبتي لم تكن حقيقة وإنما مزيفة .

إنني أحمد الله كثيراً فقد واصلت المسير رغم هذا الإهمال الذي كاد أن يقتل موهبتي حتى قبل أن تتشكل ..ذلك لأنني كنت أؤمن بقدراتي الكامنة وكنت على يقين بأنني حتمًا سوف أحقق شيئاً جميلاً في المستقبل ... واليوم يتحقق حلمي وقريباً جداً سترى النور روايتي الجديدة لأثبت للعالم أجمع بأن موهبتي كانت تستحق الاهتمام ...

رسالتي الآن الى المجتمع المدرسي الى معلمات ومعلمين الحاضر والمستقبل إياكم وإهمال الموهوبات والموهوبين ...تجنبوا تهميش مواهبهم ونواحي الإبداع في شخصياتهم ...ولتعلموا أن نسبة ضئيلة من المواهب تظهر على السطح مع غياب الرعاية والاهتمام ولتؤمنوا أن لدوركم قيمة إيجابية تجاه مواهب الاجيال القادمة .

" برعاية بسيطة تنطلق مواهب أبناءنا و بناتنا" ..... كلمة حانية قد تصنع المستقبل المشرق وكلمة هامدة قد تحرم هذا الوطن من إنطلاقة تسهم في بناءةِ ونهضةِ بإذن الله.


بواسطة : كاتبة
 0  0  680

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات