كل عام يتكرر هذا الموقف، وهذا المشهد، مشهد دخول الطلاب والطالبات إلى قاعات الامتحانات، ففي هذه الأيام يستعدّ الطلاب والطالبات ويتهيّؤون لدخول الاختبارات، بعد أن أمضوا شهورًا من العمل والجدّ والاجتهاد، فتجد الكلّ ينشط بأنواع النشاط والاستعداد، فالاختبار فيه شيء من الرهبة، وهو يحدّد مصير صاحبه ومستقبله الدنيوي، فتغمره الفرحة بالنجاح فيسرّ ويبتهج، أو يسودّ وجهه ويعلوه الاكتئاب بالفشل لا قدر الله؛ ولذا فقد أصبحت قلوب الآباء والأولاد وجلة، وأذهانهم قلقة، وقد أُعلنت في كثير من البيوت حالة الطوارئ، فالأب ينتظر بفارغ الصبر نتيجة ولده، وتراه يعِده ويمنِّيه ويتوعّده ويحذّره، وقد بذل من ماله وراحته وجهده من أجل ولده ونجاحه وشهادته.
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيوت العز والكرم.
ولا يزال الترهيب من الامتحانات يورث صورًا من الخوف والقلق وتغيرًا في النفس وشحوبًا في الوجه وتدهورًا في الصحة، فيجب علينا تعميق النفوس بالإيمان، وزرع الثقة في الطمأنينة فيها، والاستعداد للامتحان دون مبالغة وتهويل أوتخويف، وتربية الأبناء على التوكل على الله وسؤاله الفتح والتوفيق والنجاح، فإنه المنعم المتفضل سبحانه وتعالى، بيده مفاتيح الفرج ومنابع اليسر والرزق والتوفيق.
والواجب على كل أب وأم أن يزرعا في أبنائهم حب التفوق؛ لأنه لبنة بناء في مجد الأمة، لأنه مصدر إنتاج في الوطن الإسلامي، لأنه مشعل تستضيء به الأمة في هذا الظلام الدامس الذي انتابها في هذه العهود.
ولْنكن خير عون لهم على اجتياز اختباراتهم بنفوس مطمئنَّة وصدور منشرحة.
أبناؤُنا فلذات أكبادنا، وهم ماء أعيننا وتاج رؤوسنا، نتعب ليرتاحوا، ونشقى لينعموا، ونبذل الغالي لنراهم في حياتهم ناجحين، ونضحِّي بالنَّفيس ليكونوا في مستقبلهم منتجين ولمجتمعهم نَافِعِين، وإذا كنَّا نعطيهم من اهتمامنا في سائر العام حظًّا وافرًا ونحوطهم برعايتنا.
والواجب على الطلاب أن يأخذوا بأسباب النجاح وأسباب الصلاح والتوفيق والفلاح، ويستذكروا ويجتهدوا فإن تعبتم اليوم فغداً راحة كبيرة عندما يحزن الكسلاء لكسلهم، ويفرح حينها الفائزون بفوزهم، عندها وكأنه لم يكن هناك تعب ولا نصب.
وما نيلُ المطالـب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيــا غِلابا.
وإياكم والغشّ والتزوير؛ فإنه خيانة وبِئس البطانة، من كانت حياته على الغشّ سَلَبه الله الخير في دنياه وأخراه، أن رسول الله قال: ((مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا))، وقال حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (من خادع الله يخدعه الله). فمن نجح بالزور والغش والدّلس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه، إلا من تاب فإن الله يتوب عليه.
أطلب العلم ولا تكسل فما
أبعد الخير على أهـل الكسل.
لا تقل قد ذهبت أربابـه كل
من سـار على الــدرب وصــل.
وختامًا: فهنيئا لمن أخذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، فرُزق نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء، وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل: "بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى".
اللهم إنا نسألك أن تصلح أولادنا وإخواننا، وأن تحفظهم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم إنا نسألك التيسير، اللهم يسر أمورنا، واشرح صدورنا، ووفق أبناءنا وبناتنا. اللهم اجعلهم مشاعل نور وهداية، وخذ بهم إلى سبيل الرضا والولاية، يا أرحم الراحمين.
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيوت العز والكرم.
ولا يزال الترهيب من الامتحانات يورث صورًا من الخوف والقلق وتغيرًا في النفس وشحوبًا في الوجه وتدهورًا في الصحة، فيجب علينا تعميق النفوس بالإيمان، وزرع الثقة في الطمأنينة فيها، والاستعداد للامتحان دون مبالغة وتهويل أوتخويف، وتربية الأبناء على التوكل على الله وسؤاله الفتح والتوفيق والنجاح، فإنه المنعم المتفضل سبحانه وتعالى، بيده مفاتيح الفرج ومنابع اليسر والرزق والتوفيق.
والواجب على كل أب وأم أن يزرعا في أبنائهم حب التفوق؛ لأنه لبنة بناء في مجد الأمة، لأنه مصدر إنتاج في الوطن الإسلامي، لأنه مشعل تستضيء به الأمة في هذا الظلام الدامس الذي انتابها في هذه العهود.
ولْنكن خير عون لهم على اجتياز اختباراتهم بنفوس مطمئنَّة وصدور منشرحة.
أبناؤُنا فلذات أكبادنا، وهم ماء أعيننا وتاج رؤوسنا، نتعب ليرتاحوا، ونشقى لينعموا، ونبذل الغالي لنراهم في حياتهم ناجحين، ونضحِّي بالنَّفيس ليكونوا في مستقبلهم منتجين ولمجتمعهم نَافِعِين، وإذا كنَّا نعطيهم من اهتمامنا في سائر العام حظًّا وافرًا ونحوطهم برعايتنا.
والواجب على الطلاب أن يأخذوا بأسباب النجاح وأسباب الصلاح والتوفيق والفلاح، ويستذكروا ويجتهدوا فإن تعبتم اليوم فغداً راحة كبيرة عندما يحزن الكسلاء لكسلهم، ويفرح حينها الفائزون بفوزهم، عندها وكأنه لم يكن هناك تعب ولا نصب.
وما نيلُ المطالـب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيــا غِلابا.
وإياكم والغشّ والتزوير؛ فإنه خيانة وبِئس البطانة، من كانت حياته على الغشّ سَلَبه الله الخير في دنياه وأخراه، أن رسول الله قال: ((مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا))، وقال حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (من خادع الله يخدعه الله). فمن نجح بالزور والغش والدّلس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه، إلا من تاب فإن الله يتوب عليه.
أطلب العلم ولا تكسل فما
أبعد الخير على أهـل الكسل.
لا تقل قد ذهبت أربابـه كل
من سـار على الــدرب وصــل.
وختامًا: فهنيئا لمن أخذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، فرُزق نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء، وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل: "بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى".
اللهم إنا نسألك أن تصلح أولادنا وإخواننا، وأن تحفظهم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم إنا نسألك التيسير، اللهم يسر أمورنا، واشرح صدورنا، ووفق أبناءنا وبناتنا. اللهم اجعلهم مشاعل نور وهداية، وخذ بهم إلى سبيل الرضا والولاية، يا أرحم الراحمين.