• ×

قائمة

Rss قاريء

ضمن خواطري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
قررت أن أسأل بعض الأزواج عن أخبار علاقتهما الزوجية، وكيف تسير أمورهم، ولم أجد إجابة واضحة؛ فقد كانت أغلب الإجابات تنحصر في عبارات مريرة، وسيل من الشكاوى التي يرصدها كل طرف للآخر، إنها قائمة الخلافات المعتادة، والتي يسيء كل منهما فهم الآخر دون أن يترك مجالاً للمناقشة والحوار، فهناك عشرات الأمور التافهة تكون سبباً في الخلافات، رغم أن التغاضي عنها أو معالجتها بشكل أكثر ذكاءً يخفف من شدة توتر العلاقة، وبالتأكيد ليس ذلك بالأمر السهل، ولكن علينا أن نفكر بأن تلك الأمور مهما بلغت من سخافتها فإنها لا تعني شيئاً جوهرياً في العلاقة، وأن التجاوز عن التفاهات يشكل دعماً عظيماً بدلاً من الاستمرار في العناد والتضخيم الذي يؤدي إلى تدمير العلاقة، ومع الأسف العديد من الأزواج يفتقدون القدرة على الاستمتاع معاً، فهناك فرق شاسع بين الشريك المستمع بحب، وبين شريك مستمع بغيظ وغضب.

فبعض الأزواج يعتقدون أن الشريكة لديها القدرة على فهم وقراءة شخصيتهم وأفكارهم، وهذا أمر مستحيل، وقد يتخذون حيال ذلك موقف الصمت أو الابتعاد أو إشعار الطرف الآخر بالإهمال واللامبالاة، دون أن يفصحوا عن أسباب ذلك، لدرجة تجعل الطرف الآخر ينفجر من الغضب والغيظ. وفوق ذلك يدعون بكل ثقة أنهم لا يفهمون ما الذي يحدث، ولِمَ وبعد فوات الأوان يبدأون بالمناقشة وتذكير شريكتهم عن أحداث مرَّت عليها أيام أو أسابيع، وهم يعتقدون من وجهة نظرهم أن الآخر يفهم سبب ضيقه ولكنه يتجاهله، وبالتالي يبني بداخله التصورات والخيالات ويختزنها دون أن يفكر بأسلوب منطقي .

فما يتصوره الشخص نفسه أنه بديهي ومتعارف عليه قد لا يكون كذلك بالنسبة للطرف الآخر، وكان من الأجدى أن يخبره منذ البداية عما يضايقه بطريقة لائقة وفي الوقت المناسب.

يجب على كل طرف أن يجعل نجاح علاقته مع الطرف الآخر أهم أهدافه، التي يتمنى أن يحققها، وأن يتعامل بذكاء، ويعيد فهم بعض المبادئ والأسس التي تقوم عليها العلاقة، ويدعم كل منهما أفكار وأحلام شريكه، ويركز على الإيجابيات والمميزات، ويبتعد عن صغائر الأمور، ومن الرائع أن يمتلك القدرة على أن يرى أحلى ما يملكه بدلاً من التركيز على ما ينقصه، ولا ينشغل الطرفان بالغضب والصراع والنكد؛ لأن ذلك لن يجلب لهم إلا الألم والمعاناة، وليتعلم كيف يشاركه ويتفهمه ويسامحه دون أن يصر على تغيير شخصيته.

إننا بحاجة إلى تعديل بعض أفكارنا والنظر إلى الحياة الزوجية على أنها هدف جميل، علينا أن نسعد بتحقيق نجاحها بدلاً من أن نفكر فيها على أنها معركة علينا أن نثبت لأنفسنا من الغالب ومن المغلوب فيها... وبالتأكيد هناك علاقات زوجية ناجحة وسعيدة بكل المقاييس، فالأمر ليس سهلاً، ولكنه ليس معقداً، والحياة الزوجية تستحق أن يبذل فيها الأزواج جهدهم وفكرهم ووقتهم لإنجاحها

 0  0  505

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات