[justify][b]وتظل رحى المعركة دائرة بين الأفكار السائدة التي ترسم ملامح حياتنا بنمطية ثابتة من الصعب تجاوزها ولو في داخل أفكارنا ، بل قد يُعتبر ذلك إثماً مبيناً وموبقاً شنيعاً ، فتجد تلك الحياة التي عرفتَ من خلالها ( أمسَكَ ) مرسوماً بل مصوراً تصويراً دقيقاً تتجسد فيه كُلّ التعبيرات والمشاعر المصاحبة للمشهد ، وترى فيها ( غَدَك ) واضحاً تماماً من خلال عمّك وجارك وأخيك . . فلا محيد عن ذلك المصير المحتوم .
أما ( الحاضِر ) فهو فعل ما يتطلّبه الحدث والسير في سيناريو متوقع منك مسبقاً ، وإذا فكرت يوماً بأن تُغيّر فاستعد لمعركة شعواء تحمل عارها للجيل السابع " لخروجك عن النص " فأنتَ لست أنتَ حقيقة ولكنك ممثل لدور يؤديه ( وسيؤديه ) على هذا المسرح الكبير المسمّى الحياة .
بينما حقيقة الحياة التي خلقها الله تتطلب منا أن نفتح آفاقنا لكل التوقعات والاحتمالات ( منا ومن الآخرين ) التي قد نتوقعها أو ربما لا تخطر لنا على بال . . فنحن لسنا نسخة مكررة من بعضنا ولسنا إنتاج لمصنع يمارس علينا عوامل الضغط والحرارة ويضعنا في قوالب لا يمكن تجاوزها . وهذا النمط يخلق مجتمعاً سبقته الحياة وصار ظلاً على بعض جدرانها الخلفية .
وحتى ننهض كبشر مستقلين متفردين ونتألق ككائنات مستخلفة على هذه الأرض لا بد أن نقبَل المختلف ونشجع كُل ألوان الطّيف التي خلقها الله فهو لم يخلق الحياة بالأبيض والأسود وإلا كنا ظلالاً ممسوخة لا فرق بين وجودها وعدمه .
ولكنه تعالى بعظمته وجلاله خلق ألواناً تسمح لبعضها البعض بالتجاور والتألُّق ويبرز جمالها من خلال تمايُزها ، فلكل منهم دور وإضافة في سماء الحياة المتسع وبالتالي يكون مجتمعاً فريداً يعيش الحياة وتعيشه الحياة .
إشراقة التفرد