بلا مقدمات تمهد لب مقالتي أقول علاقة البعض بالفساد علاقة حبٍ و ولهٍ ، نسبتهم مزعجة تتجلى لنا في كل مكان وكل حين ، بل نقرهم أحياناً ونشجعهم من حيث لا نشعر ، ناهيك إن كان لنا فيه الدور الأساسي .
يعرف الكثير قدر الفساد الحاصل في التعليم والمناهج وإن أردت أن نتعمق أكثر أستشهد بفساد بعض المعلمين ومدى تفريطهم في القيام بدورهم التعليمي بالشكل المطلوب ، ونعرف تماماً الفساد الحاصل في الصحة وشؤونها وشواهد الفساد فيها أوسع من أن تذكر في مقال ، وإن ذكرنا شواهد عن النقل والمواصلات والكهرباء والمياه والاتصالات والبلديات والإعلام فنحتاج لورقات عديدة ومقالات جديدة .
حقيقة لا يكسوها ليل ولا يفضحها نهار ، بل ريحها النتن يفوح وأثرها بالسوء يبوح ، فنعرفه فالليل والنهار ، هو تعدٍ وخيانة أمانة بل ظلمٌ وجرمٌ واستعمار مبطن خرب ، رضي به من سره العيش في الخراب والدمار ، قدم مصالحه الدنية الشخصية على مبادئ أمته الشرعية ، وغالب هؤلاء امتلكوا ( السلطة ) باختلاف طبقتها وتأثيرها ، وامتلكوا ( حب المال ) مع اختلاف قدره ، لذا فإن حب المال وقلة الأمانة مع السلطة دافع للمرء على الفساد إلا من رحم .
هناك أيضا ما يعرف بـ( الواسطة ) حيث لا يمكن للبعض أن يتخلى عنها ، سيما إن كانت السبيل الوحيد الذي ييسر له تمرير معاملاته وأموره ، سواء في دائرة حكومية أو في قطاع خاص ، لا يعجبه الاصطفاف والانتظار مثل غيره ، مستغلاً معارفه في إنهاء مهامه بحجة ( الفزعة ) ، وما أراها إلا فساداً وتخلفاً ، هي عادة الكثيرين المحتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس أنفعهم للناس ) ، نعم منفعة ولكن بلا ظلم وتعدي على حقوق الآخرين ونسي قوله تعالى : { وَلاَ تَعْتَدُواْ } ، وبعد كل ذلك نقول " الله المستعان كثر الفساد !! " .
نحتاج لاستئصال هذا المرض الذي دمر المجتمع ، فنتج عن ذلك فساد الثقافة وفساد العمل وفساد التصور والفكر والعقل ، ومن المؤسف أن نقلل من أثر هذا المرض أو من أثره ، وهو الأمر المتعلق بنماء الأمة وتقدمها .
فبإرادة الطالب والمعلم والمثقف والعامي والمهندس والعامل والتاجر نستطيع القضاء على هذا المرذ العضال ، فمن في تلك الدوائر ومن في تلك المؤسسات والمراكز والهيئات والقنوات أليس هم جزء من المجتمع ؟! ، أخي وأخوك وأبناء أعمامنا وأخوالنا و و و ؟! ، كيف نتداولها بيننا ونسقيها فلذات أكبادنا ويتجرعها أهلونا ؟! .
وحقيقة لن ينجح في ذلك الإصلاح إلا الأشراف ، السليمة عقولهم وكفوفهم من الأنجاس والأوساخ ، وأصحاب الدين والوطنية وأهل البيان والثقافة ، فنحن وإن كثر المفسدون إلا أننا لنا وزناً ورقماً ، فـ ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) حفظوها وأعدوا للسؤال جواباً { وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } .
ولنعلم أن كل أنواع الفساد أصله فساد الدين والانصياع للشهوات والملذات وزخارف الدنيا والبعد عن مراقبة الله والخوف منه والزهد في الدار الخالدة { وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } .
والمتأمل في حال الأمة أجمع يعلم أننا لسنا في حاجة للوصف والتعبير ، فمهما بلغت من البلاغة لن استوفي النعت والتحليل ولكن أختم بقول ربي سبحانه : { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ } .
للتواصل مع الكاتب /
E-mail: abo.saud12@hotmail.com
Twitter: @abojood0300
يعرف الكثير قدر الفساد الحاصل في التعليم والمناهج وإن أردت أن نتعمق أكثر أستشهد بفساد بعض المعلمين ومدى تفريطهم في القيام بدورهم التعليمي بالشكل المطلوب ، ونعرف تماماً الفساد الحاصل في الصحة وشؤونها وشواهد الفساد فيها أوسع من أن تذكر في مقال ، وإن ذكرنا شواهد عن النقل والمواصلات والكهرباء والمياه والاتصالات والبلديات والإعلام فنحتاج لورقات عديدة ومقالات جديدة .
حقيقة لا يكسوها ليل ولا يفضحها نهار ، بل ريحها النتن يفوح وأثرها بالسوء يبوح ، فنعرفه فالليل والنهار ، هو تعدٍ وخيانة أمانة بل ظلمٌ وجرمٌ واستعمار مبطن خرب ، رضي به من سره العيش في الخراب والدمار ، قدم مصالحه الدنية الشخصية على مبادئ أمته الشرعية ، وغالب هؤلاء امتلكوا ( السلطة ) باختلاف طبقتها وتأثيرها ، وامتلكوا ( حب المال ) مع اختلاف قدره ، لذا فإن حب المال وقلة الأمانة مع السلطة دافع للمرء على الفساد إلا من رحم .
هناك أيضا ما يعرف بـ( الواسطة ) حيث لا يمكن للبعض أن يتخلى عنها ، سيما إن كانت السبيل الوحيد الذي ييسر له تمرير معاملاته وأموره ، سواء في دائرة حكومية أو في قطاع خاص ، لا يعجبه الاصطفاف والانتظار مثل غيره ، مستغلاً معارفه في إنهاء مهامه بحجة ( الفزعة ) ، وما أراها إلا فساداً وتخلفاً ، هي عادة الكثيرين المحتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس أنفعهم للناس ) ، نعم منفعة ولكن بلا ظلم وتعدي على حقوق الآخرين ونسي قوله تعالى : { وَلاَ تَعْتَدُواْ } ، وبعد كل ذلك نقول " الله المستعان كثر الفساد !! " .
نحتاج لاستئصال هذا المرض الذي دمر المجتمع ، فنتج عن ذلك فساد الثقافة وفساد العمل وفساد التصور والفكر والعقل ، ومن المؤسف أن نقلل من أثر هذا المرض أو من أثره ، وهو الأمر المتعلق بنماء الأمة وتقدمها .
فبإرادة الطالب والمعلم والمثقف والعامي والمهندس والعامل والتاجر نستطيع القضاء على هذا المرذ العضال ، فمن في تلك الدوائر ومن في تلك المؤسسات والمراكز والهيئات والقنوات أليس هم جزء من المجتمع ؟! ، أخي وأخوك وأبناء أعمامنا وأخوالنا و و و ؟! ، كيف نتداولها بيننا ونسقيها فلذات أكبادنا ويتجرعها أهلونا ؟! .
وحقيقة لن ينجح في ذلك الإصلاح إلا الأشراف ، السليمة عقولهم وكفوفهم من الأنجاس والأوساخ ، وأصحاب الدين والوطنية وأهل البيان والثقافة ، فنحن وإن كثر المفسدون إلا أننا لنا وزناً ورقماً ، فـ ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) حفظوها وأعدوا للسؤال جواباً { وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } .
ولنعلم أن كل أنواع الفساد أصله فساد الدين والانصياع للشهوات والملذات وزخارف الدنيا والبعد عن مراقبة الله والخوف منه والزهد في الدار الخالدة { وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } .
والمتأمل في حال الأمة أجمع يعلم أننا لسنا في حاجة للوصف والتعبير ، فمهما بلغت من البلاغة لن استوفي النعت والتحليل ولكن أختم بقول ربي سبحانه : { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ } .
للتواصل مع الكاتب /
E-mail: abo.saud12@hotmail.com
Twitter: @abojood0300