التنمية المجتمعية هو مصطلح يحمل الكثير من المعاني والكثير من المعطيات ، ومن المعطيات التي علينا ان نحملها ونركز عليها هو موضوع بناء الإنسان وتنمية المكان ولا يكون ذلك إلا من خلال تنمية الفرد والذي هو أهم عضو في هذا المجتمع . وبما أن تنمية أي مجتمع تبدأ من تنمية الفرد وتنمية الفرد لا بد ان تبدأ من سن الطفولة ، يكون ذلك حينما نزرع فيهم الثقة بالنفس و تنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم وبناء شخصياتهم بناءً شاملاً ، فإن حسن التربية التنموية تعني حسن تحقيق الأهداف . ومن هنا فإن مبدأ التربية التنموية هو العنصر الوحيد الذي يجب على أي قوة لها غايات سامية , وأهداف جليلة , ومهام عظيمة أن لا تتغافله أو تنحيه جانبا . فحسن التربية والإهتمام بالنشئ منذ نعومة أظافره يعني حسن صناعة العقول , وحسن صناعة العقول يعني حسن التعامل مع الأهداف , وحسن التعامل مع الأهداف يعني حسن تحقيق أفضل معدلات انجاز تنموي نسعى إلى تحقيقه في أرض الواقع , وحسن تحقيق معايير الإنجاز العالية في مختلف المجالات التربوية ، لا شك أنه يعود بالخير على الإنسان والمجتمع , وبالتالي يساهم هذا المردود في حسن بناء الإنسان المبدع المتميز , الذي لو وجد لنهض بوجوده المجتمع كله . وهذا هو هدف أي تنمية مجتمعية حقيقية . ولكن... يتوقف هذا كله على طريقة ومستوى الدعم التربوي التنموي الذي يمكن من خلاله بناء وتنمية القدرات المتميزة والمختلفة بين كل افراد المجتمع . وهذا يعني ان التربية تعتمد على ثلاث ركائز رئيسة إن إختل أحدهما كان له الأثر على الركيزتين الآخرتين الا وهما " الأسرة والمدرسة والمجتمع" . فلا يمكن ان نلقي بالجهد والمسئولية على ركن واحد من تلك الاركان الثلاث ، بل ان تلك الأركان هي أركان مرتبطة إرتباطا وثيقا بطريقة تكاملية تبادلية ممنهجة .ومن خلال ترابطها فقط يمكن تحقيق الأهداف المنشودة.