الحياة قائمة أساسا على الأخذ والعطاء، ولا يمكن أن تأخذ من الحياة من دون أن تعطي كما والعكس صحيح لا يمكن أن تعطي دون أن تاخذ، ومعادلة الأخذ والعطاء سارية في كل نواحى الحياة. فلو نظرنا إلى المصباح نراه يأخذ الطاقة مقابل ما يعطيه من النور ولا يمكن شعل شمعة إلا أن تحرق كمية من الأكسجين في الجو.
وتعتبر مسألة العطاء بالنسبة للبعض متعة بمعنى الكلمة ولكن رد الفعل المحبِط الذي يحدث يجبر هذا المعطاء على كبح جماح عطاءه بشكل خاطئ لسوء تقدير منه للموقف مما يدخله في دائرة الاكتئاب والتشاؤم وفقد الثقة في الآخرين.
كن كالقمر يرفع الناس رؤوسهم لكي يروه
ولا تكن كالدخان يرتفع لكي يراه الناس.
غير أن هناك خطأ فعلي في هذه المعادلة لأن العطاء يحتاج لضوابط وأساليب حكيمة في التعامل معه حتى لا ينقلب إلى الضد ويصل الأمر إلى أن يكون العطاء سببًا لأن نكره جميع من حولنا بدلا من أن يزيدنا حبًا لهم،
إن الوحيد الذي يمكنك أن تعطيه بلا أي ضوابط وأي تفكير وبلا أي حدود هو الخالق سبحانه أما البشر فالأمر يختلف معهم كثيرا، وهذه ليست دعوة للتوقف عن العطاء بل هي دعوة للحكمة في النعامل معه حتى تستطيع أن تستمتع بهذا العطاء وأن تُمتع من حولك به بصورة فاعلة .
وهذه العلاقة قد تكون بين آباء وأبناء، بين زوج وزوجة، بين الأصدقاء والاخوة
وحقيقة الأمر أن الخطأ ليس فى العطاء في حد ذاته لكن هي طبيعتنا البشرية التي لا تقدر النعمة إلا حين تُحرم منها حيث العطاء المستمر بلا انقطاع يصبح عادة وأي انخفاض في مستوى العطاء ولو لايزال أعلى من الطبيعي سيصبح في أعين المحيطين تقصيرًا يستحق التأنيب ومع الوقت يضيع حق الأم في أي شكر وأي طلبات ولو معنوية في المقابل بل أحيانا يتحول عطائها إلى تطاول عليها من قبل بعض أفراد أسرتها لأن عطائها تم فهمه على أنه تسفيه لشخصها.
قال صلى عليه وسلم: ( إبدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك).
ولكل أنثى أقول : (كوني نخلة ولا تكوني شمعة) وهذا قانون أو نظرية مفادها: أعطي بِقدر؛ فالعطاء تربية، وليست رعاية.
والوصف القائم بين النَّخلة والشمعة بقريبٍ ومتجانس؛ النَّخلة تعطي، وتُنوِّع في عطائها؛ بلحًا، رُطَبًا، تمرًا، في أزمنة وطرق مختلفة حسب الوضع المنظور، وعطاؤها مرتَهن بما يقدَّم لها؛ ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾. فاشتراط الهزِّ لحدوث العطاء هو تقنين لفنِّ العطاء والبذل؛ لذا فالنَّخلة لا تموت إلا وهي واقفة، أمَّا الشمعة فتُعطي وتحترق، تنير وتذبل، حتَّى تموت محترقة بعطائها.
أنا امرأة لا أنحنى إلا فى صلاتى
ولا أصمت إلا عندما ينعدم كلامي.
والقضية كلُّها ليست تنظيرًا، بل تفكيرًا ووعيًا بفلسفة العطاء والأخذ، فالتدليل ما هو إلاَّ عطاء، بل ضوابط.
نعم، فُطِرت على العطاء، ولكن لم تفطري على السَّذاجة وعدم تقدير الذَّات؛ فزرع اليوم هو غرسُك أمس، وبِرُّ اليوم هو ثمرة عطائك بتربية أمس.
وختامًا: من الضرورة الجمع بين الأخذ والعطاء ، تأخذ وتعطي تلقائيا في آن ٍواحد، لأنك إنْ كنتَ مثلا كئيبا فكيف ستعطي بصدق ٍسعادة حقيقية قلبية وعقلية وجسدية للآخرين ؟!!
وإن كنت قاسيا فكيف تعطي شفقة ؟!!
وإن كنت فقيرا فكيف تعطي مالا ؟!!
وإن كنت سقيما فكيف تعطي جهدا ؟!!
من يعطي كثيرًا ينتظر كثيرًا فإذا أعطيت لبشر اعلم أن الجزاء محدود ومحدود جدًا، أما إذا أعطيت لخالق البشر فإن الجزاء بلا حدود.
وتعتبر مسألة العطاء بالنسبة للبعض متعة بمعنى الكلمة ولكن رد الفعل المحبِط الذي يحدث يجبر هذا المعطاء على كبح جماح عطاءه بشكل خاطئ لسوء تقدير منه للموقف مما يدخله في دائرة الاكتئاب والتشاؤم وفقد الثقة في الآخرين.
كن كالقمر يرفع الناس رؤوسهم لكي يروه
ولا تكن كالدخان يرتفع لكي يراه الناس.
غير أن هناك خطأ فعلي في هذه المعادلة لأن العطاء يحتاج لضوابط وأساليب حكيمة في التعامل معه حتى لا ينقلب إلى الضد ويصل الأمر إلى أن يكون العطاء سببًا لأن نكره جميع من حولنا بدلا من أن يزيدنا حبًا لهم،
إن الوحيد الذي يمكنك أن تعطيه بلا أي ضوابط وأي تفكير وبلا أي حدود هو الخالق سبحانه أما البشر فالأمر يختلف معهم كثيرا، وهذه ليست دعوة للتوقف عن العطاء بل هي دعوة للحكمة في النعامل معه حتى تستطيع أن تستمتع بهذا العطاء وأن تُمتع من حولك به بصورة فاعلة .
وهذه العلاقة قد تكون بين آباء وأبناء، بين زوج وزوجة، بين الأصدقاء والاخوة
وحقيقة الأمر أن الخطأ ليس فى العطاء في حد ذاته لكن هي طبيعتنا البشرية التي لا تقدر النعمة إلا حين تُحرم منها حيث العطاء المستمر بلا انقطاع يصبح عادة وأي انخفاض في مستوى العطاء ولو لايزال أعلى من الطبيعي سيصبح في أعين المحيطين تقصيرًا يستحق التأنيب ومع الوقت يضيع حق الأم في أي شكر وأي طلبات ولو معنوية في المقابل بل أحيانا يتحول عطائها إلى تطاول عليها من قبل بعض أفراد أسرتها لأن عطائها تم فهمه على أنه تسفيه لشخصها.
قال صلى عليه وسلم: ( إبدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك).
ولكل أنثى أقول : (كوني نخلة ولا تكوني شمعة) وهذا قانون أو نظرية مفادها: أعطي بِقدر؛ فالعطاء تربية، وليست رعاية.
والوصف القائم بين النَّخلة والشمعة بقريبٍ ومتجانس؛ النَّخلة تعطي، وتُنوِّع في عطائها؛ بلحًا، رُطَبًا، تمرًا، في أزمنة وطرق مختلفة حسب الوضع المنظور، وعطاؤها مرتَهن بما يقدَّم لها؛ ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾. فاشتراط الهزِّ لحدوث العطاء هو تقنين لفنِّ العطاء والبذل؛ لذا فالنَّخلة لا تموت إلا وهي واقفة، أمَّا الشمعة فتُعطي وتحترق، تنير وتذبل، حتَّى تموت محترقة بعطائها.
أنا امرأة لا أنحنى إلا فى صلاتى
ولا أصمت إلا عندما ينعدم كلامي.
والقضية كلُّها ليست تنظيرًا، بل تفكيرًا ووعيًا بفلسفة العطاء والأخذ، فالتدليل ما هو إلاَّ عطاء، بل ضوابط.
نعم، فُطِرت على العطاء، ولكن لم تفطري على السَّذاجة وعدم تقدير الذَّات؛ فزرع اليوم هو غرسُك أمس، وبِرُّ اليوم هو ثمرة عطائك بتربية أمس.
وختامًا: من الضرورة الجمع بين الأخذ والعطاء ، تأخذ وتعطي تلقائيا في آن ٍواحد، لأنك إنْ كنتَ مثلا كئيبا فكيف ستعطي بصدق ٍسعادة حقيقية قلبية وعقلية وجسدية للآخرين ؟!!
وإن كنت قاسيا فكيف تعطي شفقة ؟!!
وإن كنت فقيرا فكيف تعطي مالا ؟!!
وإن كنت سقيما فكيف تعطي جهدا ؟!!
من يعطي كثيرًا ينتظر كثيرًا فإذا أعطيت لبشر اعلم أن الجزاء محدود ومحدود جدًا، أما إذا أعطيت لخالق البشر فإن الجزاء بلا حدود.