نعمتان موهوبتان
الأستاذة كوزيت الخوتانى
الكلام والصمت نعمتان موهوبتان، وعلم الكلام هو صنعة الكلام بالعقل والنقل، إذا تَمَّ العقل نقص الكلام، و بكثرة الصمت تكون الهيبة، فجمال العقل بالفكر، وجمال اللسان بالصمت، وجمال الوجه بالعبادة، وجمال الفؤاد بترك الحسد، وجمال الحال بالاستقامة، وجمال الكلام بالصدق.
لسان الفتى عن عقله ترجمانه
متى زل عقــل المرء زل لســانه.
وقد روي عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال يوما لعمه العباس : يعجبه جمالك قال : ( وما جمال الرجل يا رسول الله ؟ قال لسانه)، وهكذا كان جمال الرجل - في رأي الرسول - وثيق الصلة بفصاحة لسانه ، ورجاحة عقله، ولم يكن الصحابة بغافلين عن صلة اللغة بالفكر، فكانو يعدون كلام المرء برهان أصله وترجمان عقله وإلى هذا المعني ذهب الإمام علي - كرم الله وجهه - حين قال : لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه.
حين يصمت الإنسان متأملاً فإنه يصغي للكون، ويتحول صمته إلى رسالة عميقة لمشاعر لا يمكن التعبير عنها بأبجديات الحروف، وحين يعيش الإنسان تجربة تتضاءل معها لغة الكلام يصبح الصمت هو الممكن الإنساني لنفث مشاعر يصعب ترجمتها بالحروف.
رأيتُ الكـــلام يزيـنُ الفــتى
والصَّمتُ خير لمن قد صَمَتْ.
فكم من حروفٍ تجرُّ الحتوفَ
ومن ناطقٍ ودّ أن لو سَــكَتْ.
والبلاغة إبلاغ ناطق، والصمت علامة توازي النطق بها، الصمت حضورٌ لذات الإنسان العميقة في لحظة انسجام وتوافق تام بين الجسم والعقل والروح، وهذا لا يتأتى للإنسان بسهولة إلا عندما يكون على قدرٍ كبير من التأمل والإنصات.
وصفوة القول: الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحيانا تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، والصمت إجابة رائعة لايتقنها الآخرين، قال لقمان لولده :" يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك".
فإن لغة الصمت لغة عميقة، هي لغة التأمل لاستجلاء الحكمة، ترى كم منا يتقن هذه اللغة الجميلة!!
"رحم الله امرءا تكلم فغنم أو سكت فسلم".
الأستاذة كوزيت الخوتانى
الكلام والصمت نعمتان موهوبتان، وعلم الكلام هو صنعة الكلام بالعقل والنقل، إذا تَمَّ العقل نقص الكلام، و بكثرة الصمت تكون الهيبة، فجمال العقل بالفكر، وجمال اللسان بالصمت، وجمال الوجه بالعبادة، وجمال الفؤاد بترك الحسد، وجمال الحال بالاستقامة، وجمال الكلام بالصدق.
لسان الفتى عن عقله ترجمانه
متى زل عقــل المرء زل لســانه.
وقد روي عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال يوما لعمه العباس : يعجبه جمالك قال : ( وما جمال الرجل يا رسول الله ؟ قال لسانه)، وهكذا كان جمال الرجل - في رأي الرسول - وثيق الصلة بفصاحة لسانه ، ورجاحة عقله، ولم يكن الصحابة بغافلين عن صلة اللغة بالفكر، فكانو يعدون كلام المرء برهان أصله وترجمان عقله وإلى هذا المعني ذهب الإمام علي - كرم الله وجهه - حين قال : لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه.
حين يصمت الإنسان متأملاً فإنه يصغي للكون، ويتحول صمته إلى رسالة عميقة لمشاعر لا يمكن التعبير عنها بأبجديات الحروف، وحين يعيش الإنسان تجربة تتضاءل معها لغة الكلام يصبح الصمت هو الممكن الإنساني لنفث مشاعر يصعب ترجمتها بالحروف.
رأيتُ الكـــلام يزيـنُ الفــتى
والصَّمتُ خير لمن قد صَمَتْ.
فكم من حروفٍ تجرُّ الحتوفَ
ومن ناطقٍ ودّ أن لو سَــكَتْ.
والبلاغة إبلاغ ناطق، والصمت علامة توازي النطق بها، الصمت حضورٌ لذات الإنسان العميقة في لحظة انسجام وتوافق تام بين الجسم والعقل والروح، وهذا لا يتأتى للإنسان بسهولة إلا عندما يكون على قدرٍ كبير من التأمل والإنصات.
وصفوة القول: الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحيانا تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، والصمت إجابة رائعة لايتقنها الآخرين، قال لقمان لولده :" يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك".
فإن لغة الصمت لغة عميقة، هي لغة التأمل لاستجلاء الحكمة، ترى كم منا يتقن هذه اللغة الجميلة!!
"رحم الله امرءا تكلم فغنم أو سكت فسلم".