• ×

قائمة

Rss قاريء

على نفسه فَل يبكي، من لم يجرؤ على العيش كما يريد"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من البشر،
في هذهِ الفوضى نلتهي في أن نتوقف ونتأمل أنفسنا،
في حالة ركض مستمر، نغوص في مشاغلنا،
نركز على الآخرين، نعيش لتلبية توقعاتهم،
وننسى من نحن حقًا.
كل صباح نستيقظ، نرتدي أقنعة مختلفة، نتظاهر بالقوة، بينما في داخلنا، قد تكون هناك جراح لم تلتئم،
نقوم بواجباتنا، نلبي احتياجات الآخرين،
نسلك طُرقاً ربما لا تلزمنا، نتجاهل كل النداءات التي تصدر من أعماقنا، ونغفل عن أصواتنا الداخلية،
نشعر بالفراغ، والوحدة رغم الزحام،
وكأننا في عالم موازي لا يشبهنا،
وكأننا في ظل حياة لا تشبهنا وليست حياتنا،
ننسى أن نلتفت إلى أنفسنا،
إلى ما يجري داخلنا،
تأخذنا لحظة هادئة للتفكير في ليلةً مُظلمة فيما بيننا ..
نتردد خشيةً فيما قد نكتشفه،
نبدأ في إدراك مشاعرنا، رغباتنا، وأحلامنا.
نبدا في إدراك أننا فقدنا الاتصال بأنفسنا، وبأحلامنا ،
تملئ أرواحنا الكثير من التساؤلات،
التساؤلات التي تتوالى علينا و نحاول إخمادها لكن تظهر لنا في كل زاوية ومكان، وكأن هناك صوتاً يدوي في رأسنا لا يصمت، بأن العمر قد ضاع، ضاع دون الوصول،
أين أحلامنا؟ أحلامنا التي نسينا أن نلتفت إليها واخذتنا مُجريات الحياة!
تتسرب من بين يدينا الأيام،
يسرقنا الوقت بسرعة أكبر مما نتخيل،
من نحن ؟ ماذا نريد ؟ إلى أين ؟
هل هذا الطريق طريقي ؟
الرحلة رحلتي ؟
المكان مكاني ؟
اسئلة تحمل في طياتها حزنًا عميق،
حزنًا على الأحلام التي تلاشت،
على الفرص التي ضاعت،
وعلى اللحظات التي لم نعيشها بصدق.
عندما نتجاهل أنفسنا، نسمح للندم بالتسلل إلى قلوبنا، نندم على تلك اللحظات التي كنا نستطيع فيها أن نكون صادقين مع أنفسنا،
أن نتبع شغفنا،
أن نكون من نرغب في أن نكون.
الحياة قصيرة ياعزيزي،
فكل دقيقة تمر ونحن نعيش في ظل توقعات الآخرين، تترك أثرًا في أرواحنا، وكأنها تقطع خيوط السعادة التي تربطنا بأنفسنا، وتغوص بنا في نفس البئر بلا نجاة،
وينتابنا الكثير من الألم والندم، ليس شعور فقط يمتلكنا ويطفو على أرواحنا ويخرج من عينينا،
بل هو دعوة للتأمل في كيف كانت لحظات حياتنا وفيما قضيناها، كل لحظة نعيشها تحمل في طياتها إمكانية لتحقيق شيء عظيم، لكننا أحيانًا ننشغل و نؤجل أحلامنا لوقت غير معلوم.
غداً ، غدًا سأبدأ ..
عندما تنتهي هذه المشكلة سأتفرغ،
وغيرها من الحيل اللاحقيقية والانشغالات والحجج اللامتناهية.
أحلامنا التي نشعر بقيمتنا بها عند الحُلم بها فقط،
فكيف بتحقيقها والوصول إليها أو حتى عند البدء بالعمل عليها.
ولكن الذي ننساه هو أن غداً ليس مضمونًا،
وأن الفرص قد تتلاشى، يأتينا الندم عندما ندرك أننا لم نعيش حياتنا كما ينبغي ونريد، ونراجع اختياراتنا، ونتساءل:
لماذا لم أسعَ لتحقيق هذا الحلم؟
لماذا لم أستمتع بتلك اللحظة؟
الحياة ليست ثابتة، وكل يوم هو فرصة،
ويمكننا دائمًا اتخاذ قرار جديد.
لنبدأ من هُنا ..
ونركز جهدنا على الأشياء التي تهمنا حقًا، بدلًا من الانغماس في الندم على ما مضى. لنستغل هذا الشعور كدعوة للتغيير، ولنجعل كل لحظة تمر فرصة للعيش، فلنفتح قلوبنا لتجارب جديدة، ولنحتضن الحياة بكل تفاصيلها.
كم من لحظة مرت دون أن نشعر بها،
وكم من أحلام أضعناها في زحمة الحياة؟
على نفسه فَل يبكي، من لم يستغل الفرص،
على نفسه فَل يبكي، من لم يجرؤ على العيش كما يريد.
تتساقط الأيام كأوراق الشجر في الخريف،
تذهب بلا عودة،
تركت خلفها أماني وأحلام.
كل لحظة ضائعة هي درس،
لكنها أيضًا جرح يذكرنا بأننا بحاجة لنتغير.
في تلك اللحظة الحزينة من الوعي،
يمكن أن تكون هُنا ولادتنا،
بدايتنا الجديدة ، وطريق الرحلة الحقيقية،
فليست الحياة مجرد مرور الوقت،
بل هي تجارب، مشاعر، وعلاقات.
فلنستغل كل لحظة،
لأن العمر يمضي
والفرص لا تعود
فلكل حلم نؤجله ثمن باهظ
فلنبدأ اليوم
لنعيش كما نريد
ولنكتب قصة جديدة من لحظاتنا
ونخرج ونقضي على دائرة الندم على مافات .
في حاجة أن نلتفت لانفسنا، نقبل مشاعرنا،
وأن كل الذي مضى يحملنا إلى التغيير،
أن لا نسمح للوقت أن يسرق منا فرصة التعرف على أنفسنا ، فربما نجد في أعماقنا ودواخلنا شيئًا يستحق كل جهد، نجد كل الذي نبحث عنه في الآخرين،
نجده فينا، شيئًا يجعلنا نشعر بالحياة من جديد.

بواسطة : فاطمه احمد
 0  0  63

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


بواسطة : مريم عبدالله المسلّم

لسان البشر عضلة تخلو من المفاصل والعظم إلا أنه...


القوالب التكميلية للمقالات