المرور في المملكة العربية السعودية, ملف مهم جدا, والبعض ينظر لهذا الملف من وجهة نظر تحركه الشخصي, عدم التأخر عن العمل او الأمن المروري والسلامة المرورية, لكن الأمر يتعدى ذلك إلى ما هو أبعد وأهم , فهذه الأمور هي ركائز أساسية كنتائج لخطة مرورية عامة, لكن كلما كان الملف المروري في المملكة قوي ومنظم ويدار على مدار الدقيقة بأحدث الطرق والوسائل, ويتم التحديث والتجديد, فإن كل ملفات المملكة الأخرى ترتبط طردياً بملف المرور, الاستثمار والاقتصاد والأمن والصحة والتوسع العمراني والتجاري والترفيهي ...الخ,
والمرور ملف يعنى بكل ما هو متحرك على الطريق سواء مركبات أو أفراد أو طرق أو إشارات مرورية أو تداخلات وما غير ذلك.
لا شك أن المملكة قطعت أشواطاً طويلة في الملف المروري, وتميزت عن غيرها من الدول, خاصة أن هذا الملف يسترعي اهتمام مباشر من القيادة وولاة الأمر , لهذا فإن تعيين مدير عام المرور في المملكة, ليس مجرد منصب وإن كان مستحقاً, بل هو عملية تخطيط استراتيجي تقتضي وجود الشخص المناسب في المكان المناسب لتحقيق الأهداف والغايات المرحلية المطلوب تحقيقها.
وفي السنوات القليلة الماضية ومع إنطلاق رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني, أصبح قطاع الأمن العام بشكل عام قطاع إنتاجي ترتبط فيه الإدارة بالنتائج, خاصة منذ تولي معالي الفريق أول ركن خالد بن قرار لمهامه مدير الأمن العام في وزارة الداخلية, حيث أصبحت الإدارات المسؤولية والقيادات التي تتولى هذه الإدارات كلها تعمل وفق احترافية مهنية بروح العسكرية والانضباط, ولم يعد الأمر مجرد ترفيعات وتولي مناصب بالاستحقاق الزمني.
مؤخراً أجرت مديرية الأمن العام تنقلات في الإدارات العليا, فتم نقل مدير عام المرور السابق اللواء محمد البسامي إلى مهام قائد للقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة, وهذه مهمة كبيرة جداً وخطيرة ترتبط أساساً بأنبل ما تقومه به المملكة في خدمة ضيوف الرحمن, والأمر في تكليف اللواء البسامي بهذه المهمة ليس محصوراً بالتشريف وحده, بل أيضاً التكليف وهو الأهم, فكل مكان على أرض المملكة تعمل به هو تشريف بالأساس, لكن تكليف البسامي بهذه المهمة دليل على أنه نجح في خطته التي كُلِف بها أبان توليه مدير عام المرور, والآن لديه هدف وخطة ومهمة جديدة نتمنى له التوفيق والنجاح فيها.
وتولى منصب مدير عام المرور خلف للواء البسامي, اللواء سلمان بن معيوض الجميعي الذي لا تنقصه الخبرة ولا المعرفة بأمور المرور وضرورية وحساسية هذا الملف, وبالتأكيد بحيازته على هذه الثقة فهو أهل لها إن شاء الله, غير أنه كما تعودنا فإن الاحترافية تُعني الإنتاجية وتحقيق الأهداف المنشودة, وكلنا نعد أنفسنا جنوداً في المرور, نعين ونعاون, وكلنا أمل باللواء الجميعي أن يبقى على إطلاع على أهمية ملف ذوي الإعاقة المروري, كما كان سلفه, بل و نطمع في المزيد من التطوير والتحسين, ونقل ملف ذوي الإعاقة من خانة مواقف مرورية مخصصة لهم تحمل إشارة الكرسي المدولب, إلى مرحلة جديدة حديثة متطورة تشمل كافة الاعاقات, خاصة أن هنالك اليوم برامج حديثة كلغة الصم والبكم, أيضا طلبة المدارس والجامعات من ذوي الإعاقة, كيفية تأهيل مركباتهم وسائقيهم, ولدينا تصوراً كبيراً في هذا المجال كلنا أمل أن نتواصل به مع اللواء الجميعي.
لا شك أن وزارة الداخلية ممثلة بسمو الوزير تبذل قصار جهدها لنقل منهجية عمل وزارة الداخلية من التنفيذ إلى التخطيط والتنفيذ, والاستعداد المسبق والتوقع السليم للأحداث, وسموه ابن الداخلية أساساً, لكنه إبن الرؤية 2030, واحد أهم رجالات سيدي ولي العهد المجدد الذي كلفه بالمهمة الأسمى أمن وأمان الوطن داخل حدوده, وهذه المهنية التي نراها اليوم في إدارة الإدارات المتنوعة التابعة لوزارة الداخلية, إنما هي من صميم الفكر المتطور الحديث الذي يحمله سمو الأمير عبد العزيز من سعود بن نايف, نعم دع عملك يتحدث عنك, لكن سموه يريد قبل العمل أن يكون كل شيء مخطط له ومستعد له مسبقا, وكل مسؤول لديه مهمة وأهداف واجب تحقيقها خلال فترة زمنية محددة, ومن ثم الانتقال إلى مهام وأهداف جديدة تخدم الوطن ومسيرته وتُحقق غاياته في مصلحته العليا العامة.