• ×

قائمة

Rss قاريء

قيادتنا ونجدتنا للبنان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الكاتب طلال بن سليمان الحربي
image


لاشك أن الانفجار الرهيب الذي وقع في مرفأ بيروت يدمي قلوب كل من يحبّون هذا البلد الجميل. وكأن لبنان لم يكن لديه ما يكفيه من المآسي حتى جاء هذا الانفجار ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير.
لقد نشأنا ونحن نعرف لبنان على أنه بلد شجر الأرز والروشه وجارة الوادي وجبران خليل جبران والشهداء الذين أعدمهم العثمانيون عام 1916 ومهرجانات الحب والفن في بعلبك والتنوع الاجتماعي والديني. لقد عرفنا لبنان على أنه " علمه علم ألارز"، لكن هذا الوجه الجميل كان يخفي وراءه وجهًا بشعًا وقاتمًا كشف عنه مرات كثيرة في النزاعات السياسية والطائفية والمذهبية التي أخرجت أسوأ ما عند الإنسان وهو قتل أخيه الإنسان كما حدث في الحروب الأهلية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وما قبلها والتي قادها رموز سياسية ودينية من كل المذاهب والمشارب. تلك النزاعات التي شوّهت وجه لبنان الجميل ومزّقت نسيجه الاجتماعي وقتلت روحه وتركت البيت بلا أبواب ليدخل إليه من أراد ومن هب ودب من قريب أو غريب لينفذ مخططاته وأهدافه وكل ذلك على حساب لبنان.
لبنان البلد الذي أراد أن يكون نموذجًا للوطن العربي الذي ينتمي إليه كان أسوأ نموذج يمكن أن يُتّبع، فهو قد يكون البلد الوحيد في العالم، بعد إسرائيل، الذي ليس لديه دستور ينظم حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
استقل لبنان قبل أكثر من 80 عامًا عن فرنسا، لكنه ظل استقلالاً منقوصًا ومزيفًا وظل يحن إلى صدر "أمنا الحنونة" الدولة الاستعمارية السابقة وحليبها النجس.
استقل لبنان ولكنه ظل مستعمرًا من أهله الذين ينتسبون إليه. من سوريا التي دمرته بشتى السبل قتلاً وتخريبًا واغتيالات، ومن أمراء الحرب والتهريب والفساد ومن أصحاب الضيعات والبيكاوات والباشاوات وأصحاب العمائم والطرابيش والقلنسوات، ومن الذين رهنوا قراره لحزب الله لأصحاب الولاءات الطائفية الذين أنشأوا دويلات داخل الدولة.
الذين يتولون المسؤولية هم الذين خانوا لبنان. هم الذين أبقوه نائمًا على قنبلة موقوتة انفجرت في الوقت الذي يستجدي فيه المواطن اللبناني العزيز رغيف الخبز الذي احترق في انفجار بيروت.
وعلى الرغم من تحفظاتنا الكثيرة على الوضع السياسي اللبناني، إلا هذا لا يعفينا من واجب الوقوف إلى جانبه في هذه المحنة الإنسانية التي لم يعرف من تسببوا بها بعد . بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله تحرك مركز الملك سلمان للإغاثة ليمد يد العون للبنان بجسر جوي من المساعدات وأعلنت المملكة وقوفها التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق. ونحن على ثقة أن قيادتنا التي عودتنا دائمًا على المبادرة وترجمت ذلك بمد يد العون إلى لبنان ليعود إليه بهاؤه ولمواطنه كرامته ونحن كمواطنين مع قيادتنا في واجبنا الإنساني تجاه إخواننا اللبنانيين لنظهر للعالم الوجه المضيء للمملكة ونجدتها لهذا البلد العربي قيادة وشعبا .

بواسطة : الكاتب طلال بن سليمان الحربي
 0  0  3.9K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات