• ×

قائمة

Rss قاريء

بناء العلاقات بعد مرحلة التقاعد

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
يبحث كل منا عن صديق يتحاور معه ويتجاذب أطراف الحديث يسعد بوجوده ويشعر بالإنتماء له .

البعض يرى أن الصداقة لامعنى لها وأن الدنيا لا صديق فيها وأن الأصدقاء لافائدة منهم .. وأنهم كالطيور المهاجرة تحط حيث الفائدة ثم تطير بلا عودة ..

ونرى العديد من الشباب أو حتى كبار السن يشكون من قلة الصديق ويعتقدون أن لاصديق في الدنيا .. ولكن .. يعيش الإنسان في حياة مجتمعية تتطلب أن يكون فيها ضمن مجموعة ينتمى لها ويسعد بوجوده معها .

أتحدث اليوم عن “الرجل في مرحلة ما بعد التقاعد” ..

فما بين ليلة وضحاها ينتقل به الحال من موظف مسئول له منصب ومهام ومتطلبات وظيفية اعتادها منذ سنوات طويلة إلى شخص “متفرغ ” ليس له إرتباط بالعمل..

وهذا حال من لايخطط لما بعد التقاعد .. فجأة يجد نفسه أمام “فراغ ” وعلامات استفهام ..

نجد أن تلك النقلة تهوي به نفسياً إلى واد من الفراغ والصمت وعمق التفكير في قادم الزمان وماذا بعد ؟!

وإن تقبل البعض فكرة التقاعد وكانت الإنطلاقة الأولى (أن أستمتع بوقتي وأرتاح وأسافر وأقضي أيامي حراً طليقاً من قيود العمل ) إلا أن شبح قلة الأصدقاء يظل مطارداً له وإن أنكر .

وبعد أشهر قليلة من التقاعد قد يجد صعوبة في إنشاء صداقات جديدة خاصة إذا توقفت علاقات العمل بانتهاء دوره فنجده يعتكف في البيت ويشكو الوحدة ويُصبح صديقاً للتلفزيون ورديفاً للصمت .. يتسلل إلى نفسه الملل وترافقه الوحدة وقد يدخل في دائرة الإكتئاب ومع مرور الأيام ينعكس الأمر على نفسية أفراد أسرته زوجة وأبناءً .



يستطيع المتقاعد أن يحيا بسعادة ويشعر بالإنتماء داخل مجموعات وصداقات حرة لا إلتزامات فيها إن رغب في ذلك .

وبخلاف الرغبة بالإلتحاق بنادي رياضي أو دورات إنمائية أو تطويريةً أو الرغبة في الإرتباط بالأعمال التطوعية والاجتماعية أو البحث عن عمل آخر جديد أقل التزاماً بمواعيد الدوام أو حتى التواصل مع الأقرباء والمعارف بين كل فترة واخرى ..
فإن المتقاعد يستطيع أن يحيا بصورة أكثر حيوية ونمواً إجتماعياً بتقنيات وأفكار بسيطة :

هو إجراء بسيط يُبادر به الشخص ويُعوِّد نفسه عليه يضمن له التواصل الإجتماعى الممتع والمتجدد حيث لاقيود في إختيار الصديق كما في رفقة بيئة العمل ..

فقط ” كافيه ” يختاره ويرتاده .. ليس مهماً أن يكون مستواه راق جداً لكن فقط “مريح” .. فنجان قهوة وتصفح جريدة ويتردد عليه صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين بعدها .. سيجد من يبادله التحية والسلام ومن يسأل عنه ومن يتجاذب معه أحاديث يومية تترك أثر وتسعد النفس .. فيجد من يفتقد غيابه ومن ينتظر لقياه ومن يفرح لمقابلته .

وهنا سيتلمس ألفة ومتعه وصحبة طيبة تُطرح من خلالها مواضيع عامة يومية فيشعر أنه يحيا مع الناس فيشارك ويُدلي برأيه ويتفاعل مع من حوله ويكوِّن علاقات جيدة ، وقد يبدأ من هنا “مشروعاً جديداً” ينطلق به بإيجابية وقوة .

رسالة لكل متقاعد :
التقاعد ليس “نهاية الطريق” بل هو “بداية الانطلاقة” لحياة إجتماعية وعملية متجددة.

لا تجعل البيت مقراً لك طوال اليوم ، لا تستسلم للوحدة..
عِش وانطلق بصحة نفسية تُسعد بها نفسك وأسرتك
.


بواسطة : سمر ركن - جدة
 0  0  12.3K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات