نواجه في حياتنا العديد من الأزمات وبعضاً من المشكلات ولا ننسى أننا دائماً ما قد نجد الفرح مُخبأ هنا وهناك، فهناك مجموعة من الأحداث والمواقف والأزمات التي يتعرض لها الانسان في حياته اليومية في منزله أو العمل أو الشارع وتتراكم فوق بعضها البعض وتتسبب حالة من الإنفجار والإنهيار العصبي والتوتر والسلوكيات الخاطئة والعنيفه ، وتتطور إلى أبعد من ذلك وتؤدي إلى الإنحراف والإجرام أوالإدمان والإكتئاب الكلي المزمن .

ومن هنا نصل إلى تعريف مصطلح (الضغط النفسي) وهو شعور أو موقف يواجه الانسان ويتوجب عليه أن يستخدم أقصى طاقاته حتى يتكيف معها أو يتخلص منها ،

ويعرف البعض (الضغط النفسي) بأنه التغير الحاصل خارجياً وداخلياً والذي من الممكن أن يكون إيجابياً او سلبياً ويجب التاقلم معه.

إطرح على نفسك سؤال سريعاً :

هل أُعاني من ضغوط نفسية ؟؟

هناك علامات يجب أخذها بعين الإعتبار للتعرف على هذا السؤال منها :

العلامات الجسدية مثل (التعب العام – الصداع – تعرق اليدين – ألم الصدر – توتر وألم عضلات – واضطربات المعدة …)

أما العلامات النفسية فمنها (القلق – إضطراب النوم -الحزن والكآبة -إنخفاض الدافعية للعمل – الشعور بالضجر -عدم القدرة على التركيز -الغضب وتبدل المزاج سريعاً ).

وأخيراً العلامات السلوكية ومنها ( زيادة أو نقص تناول الطعام – حدوث نوبات غضب – التدخين – الانسحاب الجماعي – التفاعل المبالغ فيه مع الأحداث- كثرة المشاجرات لأتفه الأسباب – القيام بتصرفات مفاجئة غير مدروسة – الإنعزال عن الآخرين – أواللجوء إلى الكحول والمخدرات).

وللضغوط النفسية تأثيرات مهلكة فاعراض الضغط النفسي تؤثر على الصحة بشكل عام رغم أن الشخص قد لا يدرك ذلك فقد يعتقد بأن المرض هو المسؤول عن ذلك الصداع المزعج والأرق المتكرر وانخفاض الإنتاجية ، ولكن الضغط النفسي في الواقع هو المسبب لذلك فأعراض الضغط النفسي لا تؤثر على الجسد فحسب وإنما تؤثر على الأفكار والمشاعر وحتى على السلوك ،وإن بقيت مستمرة فهي تُسهم في حدوث مشاكل صحية مزمنة ومنها (ارتفاع ضغط الدم -أمراض القلب – السمنة والسكري ) ، ونجد أن الضغوط النفسية تظهر في الدول الحديثة أكثر منها في الدول النامية .



ولمواجهه الضغوط النفسية هناك عدة أساليب منها :

– حدد أولا أسباب الضغط النفسي وحدد الأشخاص الذين قد يتسببوا لك بهذا الضغط والتوتر وحاول قدر الإمكان الإبتعاد عنهم .

– يمثل تنظيم الوقت وأسلوب الحياة حلاً مناسباً للتخفيف من الضغوط النفسية لأن الضغط عادة يكون ناتج عن تراكم العمل وعدم إنجازه بسبب الفشل في إداره الوقت.

– يتوجب عليك أيضاً التحلي بالتسامح والعفو والصبر والحلم فكلها تؤدي إلى التعايش مع الآخرين دون أن تتأثر بمآ يفعلون تجاهك.

– حاول دائماً كسر الروتين اليومي وجدد حياتك من فترة لأخرى فمثلاً غيِّر (ديكور المنزل أو المكتب – الطريق الذي تسلكه للعمل او المدرسة أو الجامعة – أو غيِّر وسيله مواصلاتك)

– إحرص على تكوين علاقات جيدة لكل من حولك وتبادل الأحاديث الإيجابية وإحرص على الإبتعاد عن الأحاديث السلبية والأشخاص المتشائمين.

– المشي اليومي وممارسة الرياضة والسباحة من الأمور الجيدةٍ للحفاظ على صحتك النفسية فهي تطرد الافكار السلبية والتوتر وتعمل على تخفيف حدة الغضب والإنفعال.

– قم بتمارين الإسترخاء بعيداً عن الضوضاء والإزعاج وإستمتع بالتأمل في طبيعة الكون.

– أكثر من الذكر والصلاة والتقرب إلى الله فالايمان بالله تعالى يضمن لك الإستقرار النفسي والقوة في مواجهة مشاكل الحياة.

– عزز الروابط الأسرية وإقضي وقتاً أطول مع أفراد أسرتك وعائلتك وتبادل معهم الكثير من الحديث وطرح بعض المشكلات والحلول.

– ابحث عن الأصدقاء القدامى وتبادل معهم أحاديث كثيرة فقد تشعر بالراحة وتشعر أنهم من يفهموك.

– تحلى دائماً بالإرادة والعزيمة لمواجهة الحياة .

-؟آمن بنفسك وعزز ثقتك بها

وإن كنت تعاني من الضغط النفسي :

فإن القيام بالخطوات اللازمة للتخلص منه سيكون له تأثير إيجابي كبير عليك من جميع إتجاهات حياتك ،
فإن لم تنفع الأساليب المذكورة بالتخفيف من الضغط النفسي يستلزم عليك زيارة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي ، كما أنه في حالة الشك بأن أي من الأعراض ليست
من أعراض القلق فعندها يتوجب زيارة الطبيب المختص وينصح بزيارة أقرب مركز للطوارئ .

في حال كان لديك ألم في الصدر لاسيما أنه يحدث أثناء ممارسة النشاط البدني وان كان مصحوباً بضيق في التنفس أو التعرق أو الدوخة والغثيان فهذه قد تكون علامات التحذير من الإصابة بنوبةٍ قلبية وليس مجرد عرض للضغط النفسي .

أخيراً:

كن مع الله عز وجل ألجأ إليه سبحانه تذلل بين يديه استشعر حاجتك وفقرك إلى عظمته وقدرته ورحمته يمنحك الرضى والطمأنينة والسكون فهو خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.