• ×

قائمة

Rss قاريء

وبالوالدين أحسانآ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

قال تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24))،

لقد انتشرت في الآونة الأخيرة دور المسنين في البلدان الإسلاميّة والعربيّة، وتستقبل هذه الدور كبار السن الذين لا يجدون من يرعاهم ويقدِّمون لهم الرعاية والاهتمام، وتعتبر هذه الدور عند الغرب من الأشياء العادية، حيث أنَّ بعض الآباء يجمعون النقود لمثل هذا اليوم الذي لا يجدون من يرعاهم سوى دور المسنين،
فالعلاقات الأسريّة عندهم ضعيفة جداً، ولكن الاستغراب من انتشار هذه الدور عند الدول العربيّة والإسلاميّة، فقد أعطى الإسلام الوالدين الأهمية الخاصة وواجب رعايتهما والعناية بهما عند الكِبر وعدم الضجر منهما، فهؤلاء هم من قدّموا عمرهم وحياتهم وشبابهم وقوتهم لأبنائهم، ثم عند تقدّمهم في العمر، وعندما أصبحوا ضِعافاً لم يجدوا من يقدِّم لهم ما يحتاجونه، لذلك يتم اللجوء إلى دور المسنين.

اعزائي القراء:
مما لا شك فيه أن العالم العربي يعيش مجموعة من الظواهر الاجتماعية إيجابية كانت أم سلبية،
والتي في أغلبها دخيلة على ثقافتنا وعادتنا وأخلاقنا وقيمنا التي نؤمن فطهرت للأسف الشديد بعض الظواهر التي ضربت كل القيم الجميلة عرض الحائط، فصارت مجتمعاتنا العربية لا تختلف كثيراً عن نظيرتها الغربية في فقدان المعنى وانهيار العلاقات الأسرية بين الأبناء وآبائهم.

مما يدفعني للتساؤل:

هل دور العجزة أصبحت بديلاً لحل مشكلة عقوق الوالدين؟ إلى أي حد الدول العربية تستشعر خطورة هذي الموضة؟ لماذا لا ترتفع نسبة إيداع الأبوين في دور للعجزة في صفوف الطبقات الميسورة؟

وهل يمكن القول أن المقاربة القانونية كفيلة للحد من هذه الظاهرة؟

لعل البعض منكم يتساءل الآن : عن أي ظاهرة أتحدث؟

وهل تستحق كل هذا الاهتمام؟؟

أقول نعم تستحق وأكثر، فالظاهرة التي أتحدث عنها هي تخلي بعض الأبناء عن أبائهم للعيش في دور للمسنين حتى أصبحنا نلاحظ التزايد لعدد دور العجزة والتي أصبحت تغص، بذلك العدد الهائل
ممن بلغوا من الكبر عتياً فكان جزائهم الإيداع في دور للمسنين، وكأن مدة صلاحيتهم انتهت للأسف الشديد، مما يجعل البعض من هؤلاء العجزة يتساءل :
هل وصلت الحقارة ببعض فلذات الكبد للتخلي عنهم وهم في أمس الحاجة للرعاية والحنان؟
وهل أساءوا التربية حتى يلقوا هذا النوع من الإهمال الأسري؟

في آخر هذا المقال أريد أن أقول أن رعاية الآباء في كبرهم هو نوع من رد الجميل، والتخلي عنهم هو قمة الحقارة ونكران الجميل وموضة دور العجزة للأسف الشديد،
ما وجدناها في أبائنا الأولين وغير مقبولة لا شرعاً ولا عرفاً ولا أخلاقاً،
فحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من سولت له نفسه أن يبدل أبواه منزلاً غير منزله.

بواسطة : حنان أحمد رسام - جدة
 0  0  5.0K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات