هنادي الحربي - جدة
ما ظهر لنا في الآونة الأخيرة من تكاثُر الآفة الصفراء يُستدعى بأن نعرضها تحت المِجهر ونُعرِّفْها ونُمحِّصها ونُجرّدها ونتخلّص منها ومن سُمومها، منعًا لحدوث التلوّث الفكري والتخلّف القومي والتسمّم البكتيري.
نستهل بتعريف مصطلح الآفة علميًا:
"هي كائن حي يُسبب الأذى لكائن حي آخر، قد يكون الكائن الثاني الإنسان نفسه، أو النباتات التي يزرعها أو الحيوانات التي يربّيها؛ وتُحدِث هذه الآفة خللاً فسيولوجيًا ونقصًا إنتاجيًا؛ وتسبب ضررًا للبيئة".
ونستطرد لنوضح مصطلح الآفة الصفراء فلسفيًا:
هي كُل مُدرّب بالاسم، ومُجرّب بالفعل، ومُخرّب بالأصل، يقوم بتدشين حملات ترويجية لدورات تجارية بمحاور عشوائية وهو يحمل شهادات وهمية، ومسميات تزييفية، بمعايير غير مهنيّة، تتجاوز الأخلاق الإنسانية، وتتنافى مع الأصول العلمية؛ لما تقوم به من استغلال واستغفال الفئات المستهدفة باسم شهادات ورقية. وتُحِدث هذه الآفة خللاً فكريًا ونقصًا ماديًا؛ وتسبب ضررًا للمجتمع.
هذه وقفة معك أيها المُستهدف:
احذر أن تكون طُعماً لهذه الآفة، بأن تسقط في فخها، وتتقيّد بحبالها، وتكون أنتٓ ومالكٓ ووقتكٓ وعقلكٓ ضحيّةً لها، تنبَّه وكُنْ فطناً، فالعقل السليم في الاختيار السليم.
ووقفة ضدك أيها المُجرّب:
إياك أن تستغل الحضارة وتضع العلم بالتجارة وتُدنّسهُ بالبكتيريا الضارّة من أجل الربح، وتأكد بأنك مهما ربحت فنهايتك هي الخسارة.
ودعوة للجهات المسؤولة:
- ضرورة المبادرة بالعمل تحت المِجهر، وذلك بالقيام بالفحص الدوري؛ من خلال تدشين حملات المكافحة لحماية الإنسان من الآفات التجارية.
- القيام بالتنقيح للوضع الحالي، وذلك بوضع خطط علاجية والعمل لبرامج وقائية مستقبلاً.
- العمل على الكشف والتحقق من أهليّة الكوادر الُمدرِّبة، ومن الجهة المعتمدة.
- رفع مستوى المناعة وذلك بوضع أسس ثابتة وأنظمة تُفرَض على المراكز والمعاهد للالتزام بها، فيما يخص معايير الرسوم المحددة، والمادة العلمية للدورات التدربية.
- العمل على المضادات الحيوية وذلك بتوعية المجتمع والسعي لمصلحته والمنفعة العامة.
ومضة:
كُن مبادراً.. وارفع الراية البيضاء
في وجه كُل من تلوّن بالسواد، وتلوّث بالفساد.