البعضُ منّا يحيى بين أخوّة رغم عدمهم و البعض يفتقر للأخوّة رغم تواجدهم!
ستجدُ نفسكَ هزيلاً حينما تفتح لك الدنيا بابَ خذلان الآخوان و كأنها تقول لك لقدْ منحتك كلّ مصائبِ الحياة، خذ هذه ي صغيري فلمْ أنتهي بعد!
من قال لك استند على أخيك في كلّ حين كان كاذباً!
من أخبرك موقناً بأن الأخوة هم عامودُ الحياة أجرَمَ بحقك!
كنْ لنفسك أولاً ، كنْ لنفسك ثانياً ، كنْ لنفسك ثالثاً
لقد مات المؤلفُ الذي كتبَ قصةَ الأخوان الأوفياء!
ستلتجئُ إلى نفسك أولاً و آخراً ، ستبقى وحيداً حينما يعلن لك سندك رحيله عنك بأي صيغةٍ كانت!
سترى ذاتك و هي تُكْرِمْ ثمّ تُهان!
سترى بأن الرديئ من القوم يوضعُ في كفّةٍ و أنت في أخرى ليشاهد الجميع من سيرجح كفّته!
و ستموتُ ألماً حينما يعلنُ الفوز لمن هو أدنى منكَ خُلُقاً و خَلْقاً! لقد انتهى
لربّما تُصبُح الأنثى مستندةً على أخيها و تُمسي على سندِ رجلٍ لا تعرفه!
نحن نتمنى لو أنّ بعض الأمور تعود لكنها لن تعود إذا دُفنتْ مكانتك ي صاحبي!
لا بأسْ إن التجأتَ إلى سندٍ آخر في حين تخلّى عنك سندك و لو كان غريباً!
كمْ من غريبٍ صار حبيبا و كم من حبيبٍ صار غريبا!
كم من أخٍ كان واجبه أن يكون سنداً لأخته و أهوى بها أمام من تحبّ!
كم من وقتٍ هدرناه لِنعلي فيه من مكانتنا و قُذِفَ بنا الأمر لأن ترجح كفّةُ ميزانِ الظلّمِ علينا!
كم من مرةٍ استنجدنا فأنجدنا غرباء المارّة قبل أنْ يُنْجِدنا أصحاب اللقب نفسه !
وددتُ مواساتك يا قارئي إن كان قد لامسك بضع أحرفي
لكنّي أعيذكَ بأنْ تجعلَ كلّ استنادك على شخص حتّى إذا تخلّى عنكَ لا تسقط ورائه!!
أخي .. لقد اتخذتكَ سنداً خاطئاً و أدركتُ أنك جعلتني أضعُ نفسي محلّ مقارنةٍ للأخريات مع أخوانهن في حين أني كنتُ أستأنفُ بأنْ أقارن بالبشرِ كلّهم!
في المرّة المقبلة حين تعود و تمدّ لي كفك سيرّدُّ إليكَ فارغاً
سأخذلهُ أكثرَ ممّا خذلني!
أتدري أنا لا أخذلُ بالمِــثلْ أنا لن أضعكَ في ميزان الظّلم و لن أوازنك مع شخصٍ تكرهه!
سأتخذُ سندي و لقد اتخذته في حضرتك قبل غيابك لأنّك في كلا الأحوالِ غائب!!
إلى كلّ من كان يكرهُ بأن يرى أختاً له تستندُ على غيره
كنْ لها قريباً و حبيباً لربّما تغفوا أثناء رحيلك فتعودَ بعد إفاقتك فتجدها قدْ استندتْ على غيرك!