يتجسد المعنى أمامنا، لنرى من هو الإنسان في نهار رمضان؟ من تلعب التربية دورًا بارزًا فيه ! ليصور لنا صورة مشرقة سامية لجوهره منعكسة لروحه، التي زكى بها نفسه وأنفق من ماله ووقته في عمل الخير وخدمة الغير. ساعيًا إلى بر الأمان في تغذية روحه، وتقويم سلوكه، وضبط انفعالاته، ليكون مصدر رضى يبُث السعد لمن حوله، ويمنح الحب والخير لمجتمعه، مٌتَمثلاً بالنفس البشرية المتمتعة بالصحة النفسية.
وفي الجانب الآخر المظلم نرى ذلك الجائع الهائج الذي كرس حياته على إشباع جسده وحاجاته، وإدمان عاداته، فلما تبدل الحال وشعر بالامتناع، ظهر باِسْتِنْكار واِسْتِنْفار، فبكى جسده وشكى وطغى، وتنمر وتمرد ليظهر بصورة كالحيوان؛ فلا فكرٌ يهذبه ولا نفس تزكّيه، ثائرًا بانفعالات مسيطرة عليه تحرِّكه كأداة وتدفعه لسلوك صخب، يبدي سخطه، ويُفرغ غضبه، ويؤذي غيره، وينفُث شره، ويبُث ضرره في مجتمعه، فلا خير أعطى ولا شر كفى، كُل ما يُبديه هو سلوك متطرف غير سوي وفعل متخلف غير أخلاقي، يتنافى مع سمات النفس البشرية السوية، بل يحكي حكاية مأساوية.
هذه وقفة معك
ليقظة الروح وتزكية النفس والسمو بالفكر
ودعوة لإعادة النظر للجوهر؛
لتبصر من أي الفريقين أنت ؟
– إن كُنت من الأول المشرق؛
فاستمر واستثمر واستبشر.
– وإن كُنت من الآخر المظلم؛ فقف وشمّر وأعد الحساب وابدأ مجددًا مع رمضان فهو فرصة للتغيير والتحسين والتطوير، واسعَ جاهدًا ودرب نفسك وهذب سلوكك وحسن أخلاقك وحكِّم عقلك وتحكَّم بانفعالاتك، وتذكّر بأن رمضان انطلاق لرحلة الايمان، لذا عليك بأن تربط حزام الأمان وعليك السلام يا بن الإسلام.
هنادي الحربي .
اخصائية نفسية
مركز عين اليقين للاستشارات النفسية بجدة