• ×

قائمة

Rss قاريء

السيول فضَحَتْ المواطِنْ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السيول فضَحَتْ المواطِن
كنتُ على صواب حين تريثتُ قليلاً عن التعليق في قضية السيول والأضرار التي ألحقَتها ببعض المدن , ويرجع ذلك الشعور بأن هناك خطأ أو حيثيات غير واضحة .
وكان في نفسي ضيق شديد مع كثير من الأسئلة والتفكير , ولم يخالج شعوري إحساس بأن المتسبب طرف واحد كما يثار من بعض الكتاب عبر وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين صبوا جامَ غضبهم على الوزارات والوزراء ومسؤولين .
شخصياً ضد هذا الأسلوب في تناول القضايا السلبية من الإعلام والإعلاميين وهو أسلوب يؤجج رأي العامة ويكسر العلاقة بين المواطن وأجهزة الدولة , وهذا خطأ كبير , فمثل هذه الأمور نحتاج لمعرفة الأسباب أولاً ثم التفكير في معالجة الخطأ وليس المحاسبة والإقصاء .
الصدفة أوقعتني على قناة فضائية حيث تابعتُ برنامجاً ولقاءاً مع أحد المختصين وهو خبير بيئة وذكر عدداً من المسببات مستشهداً بمشهد من واقع مشهود بكل التفاصيل , والفكرة العامة التي استخلصتها , أن المواطن شريك مؤثر في الخطأ .
لنفكر معاً فيما قاله ذلك الخبير .. حيث قال: أن شبكة تصريف مياه الأمطار هي شبكة مستقلة وهي تتعرض للانسداد بفعل عوامل بيئية مثل الأتربة والغبار والنفايات مثل العلب وأكياس البلاستيك ولأن مواسم الأمطار محدودة والطقس الجاف الذي نتميز به وعدم حفاظنا على البيئة من المخلفات فإن تلك الأشياء تترسب أنابيب التصريف والدليل أن شبكات الصرف الصحي لم نسمع عنها أنها تسببت بأضرار بفضل استمرار جريان المياه داخلها .
فكرة جداً منطقية لأنهي كلام الخبير ولننتقل إلى المواطن الذي شخصياً اعتبره شريكاً بلا تفاوت في النسبة فالحفاظ على الممتلكات العامة التي أوجدتها الدولة لصالح المواطن فمن حق الدولة علينا أن نحافظ على هذه المملكات من التلف أو من الخراب .
المشهد على أرض الواقع شاهد حي على إهمال المواطن واجبه من هذه الناحية ولا أحتاج إلى صور لعرضها لإثبات ما أقول ويمكن لأي شخص النظر من نافذة بيته أو النزول إلى الشارع ليرى الكم الهائل من النفايات ومنها أكياس البلاستيك والعلب الفارغة والأوراق والحجارة والأتربة كل هذه الأشياء تجرفها السيول داخل مجاري التصريف فمن الطبيعي جداً حدوث الانسدادات .
وجولة أخرى على الشواطئ والمنتزهات التي أنشأتها الدولة تكفي لنرى كيف أننا نهمل جانب النظافة العامة في كل مكان وكيف أننا لا نحافظ على الممتلكات العامة مثل دورات المياه العامة والمجسمات التي تضفي جمالا على المكان , والأشجار التي تنقّي الهواء وتعطر الأجواء كل ذلك من أجل أن نشعر بالراحة وجمال المنظر.. حقائق لا يمكن إنكارها وقد صرفَت الدولة في ذلك الكثير من المبالغ .
إذا ما أود قوله هُنا وقبل أن نحاسب أحداً على خطأ نحنُ شركاء فيه .. يجب أن نحاسب أنفسنا ونُصلح من تصرفاتنا ونكون قدوة حتى يقتدي بنا غيرنا وحينها فقط نستطيع أن نحاسب أي مسئول على أي تقصير أو تهاون .
إشارة أخرى في الموضوع .. مدينة الجبيل الصناعية سكانها محافظون والمدينة لها نظام يحافظ على البيئة ونظافتها ويعاقب كل متجاوز , و يجب أن نعترف بذلك ولو تم تطبيق تلك الأنظمة لتذمرنا كثيراً .
الخلاصة :
لِنَكُنْ إيجابيين وفاعلين في حياتِنا فنَحنُ شركاء في هذا الوطن مع القيادة الرشيدة , والحِفاظ على الممتلكات العامة والخاصة هو واجب وطني تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن , وليس صحيحاً أن نكون مجرد مستهلكين وباستهتار وعدم مبالاة لمنجزات الدولة التي حققتها من أجلنا ومن أجل أجيالنا القادمة .

بواسطة : عبد المنان ميزي-نبراس
 0  0  5.8K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات