هدى السقا - جدة
كثرت الإشاعات الكاذبة التي تناقلها الناس عبر طرق التواصل والتي تعد اليوم همزة وصل بين الكثيرين . والعجيب أن ما أن تنتهي شائعة حتى تلاحقها أخرى ، وما أن يبث خبر حتى تقوم جهات أخرى بتكذيبه ..ونتساءل. . من المسؤول عن ذلك التلاعب والإستخفاف بعقول الآخرين ؟ من يؤجج تلك الذوبعة الإخبارية ويثيرها بين أوساط الناس
ومع الأسف نحن من يساهم بنشرها.
قد يكون بدافع التحذير من منتج مضروب، أو بقصد نشر الوعي بين الناس غافلين عما يدور من حروب داخلية وصراعات بين تلك المؤسسات التجارية والشركات . نعم فكل شركة تضرب أختها ، وكل مؤسسة تحارب الأخرى لتظهر هي بالصورة المثالية الرائعه لتسهيل مبيعاتها....ونحن من نقوم بدور المروج والوسيط في آن واحد .
نحن من نساهم في طرح منتج فاسد بالأسواق ونشجع على شراءه ونكون سببا في إزاحة بعض السلع الرآئعة وكسادها ولو كانت تتمتع بمميزات ذات جودة عالية دون أن نعلم.
نعم . نحن من يلعب ذلك الدور وبجداره.
هل نعيش في فراغ لننتظر إذاعة تلك الأخبار فنبادر فورا بتفعيلها ونشرها دون النظر إلى ما إذا كانت تلك الإشاعة تتضمن بعض الإفتراءات والأكاذيب الباطلة والتهم الملفقة لتزيح الآخرين عن طريقها .. وهل توقف الأمر إلى هذا ؟
لا بل تناقل إلى مسامعنا بعض القصص المحزنة المبكية والتي قد تكون في كثير من الأحيان من نسج خيال المتوهمين لنكتشف أنها إشاعه أيضا
كفانا حزنا وبكاء..يكفينا سماع تلك الضرامة المحزنة والتي قد يتسلى بكتابتها بعض الفارغين. . هلا سخرو تلك الطاقة واستغلو ذلك الخيال في كتابة بعض القصص الهادفة التي قد تحفز الفكر وتقدم الفائدة .
ومن المضحك المبكي أننا لا حظنا مؤخرا صدور بعض الشائعات التي تشكك في استعمال بعض العقاقير الطبية والتي لطالما خففت آلامنا منذ عشرات السنين .ومنعت عنا اغذية تربينا عليها منذ الصغر لنعلم مؤخراً أنها ضارة بالصحة ..لقد تضاربت الأقوال مع الأفعال
أنكذب تجارب اجدادنا وخبرة عشرات السنين..أليس التجربة خير برهان
أفيدونا يا خبراء الصحة ....
من نصدق ؟ !!